الردح (الرندوق)... كلاك حريم

علقت هذه العبارة فى ذهنى منذ الطفولة ؛ و لعل سبب ذلك يرجع للمتعة الحقيقية التى كنا نجدها عندما نكون حضوراً لإحدى ملاحم ( الرَدَحِى ) .. تلك الثقافة التى كانت تشغل حيّزاً مهماً من الحياة اليومية للبيوت و الحارات السودانية ... و لعلها ما زالت كذلك فى بعض الأنحاء لكنها عموماً تقلصت ممارستها و أصبحت مفرداتها مادة للهزل و الترفيه أكثر من كونها وسيلة و سلاح عند مستخدمها لتأكيد الأفضلية الإجتماعية ...
و ( الرَدَحِى ) لمن لا يعرفونه هو طريقة من الطرق (الكثيرة) التى تستخدمها (النسوان) فى حروبهن و نزاعاتهن .. وهى طريقة تعتمد أساساً على إستخدام فنون اللغة من سجع و طباق و مقابلة لإعطاء الكلمات معنىً أكثر قوة ...... و هذه الكلمات بدورها منتقاة بعناية من قِبل (الرادحة) لتؤكد علو مكانتها أو لِتحط من قدر رادحة أخرى ...وهو ما يجعله ضرباً من ضروب الفنون تشتهر به الرادحات و يتميزن به عن باقى (النسوان) ال( بجم) اللآتى لا يستطعن الدفاع عن أنفسهن ... و للحقيقة.. فخلال تجوالى فى العديد من البلدان -عربها و عجمها- لم أجد شعباً له هذه الممارسة أو حتى مثلها من
حيث ال ( flow ) أو ال (freestyle ) .. ما عدا فى مصر فهى موجودة لكنها ليست بنفس الجودة ...
و أذكر فيما أذكر قديماً أنه كانت تسكن فى حىّ قريب من حيّنا رادحة من فطاحل الرادحات .. و فوق كونها كذلك فقد كانت كثيرة الجثة سميكة الجلد وافرة اللحم كثيفة العظم واسعة الحلقوم كبيرة البلعوم لها جنازير صوتية بدلاً من الحبال الصوتية .. كانت هذه المرأة (فتوة) النساء فى ذلك الحى فكثيراً ما يلجأن لها لتأخذ بثأرهن .. بيد أنها كثيراً ما تنفجر إذا شاغلتها إحداهن بكبر حجمها ف(تغُز) إحدى يديها فى وسطها والأخرى ملوحةً بالمفراكة فتردح مفتخرةً :



ما تقيفى فى الزلط و تتكلمى غلط
.. نحن نححححححححححححححمد الله الغدا ضأن.. و التحلية برتكان...
...العشا حمام و التحلية شمّام .....و مليانيييييييييييين يا إنتى ...
....لا كوع يقد الوسادة لا ساق يضبح الجدادة ...نحن تربية بيت و فرش موكيت....
....هيييييههههيييييييييى....
.... حليلكم إنتو يا ناس الإشلاق يا الما سمعتو بى السيريلاك ....
....نببببببببرة و نستبرة و ما نسكن جبرة...
...بششششششتنة و الناس متمحنة ...
..أوع من كدا و الدنيا شتا ...
.هيييييييييييييييييييييييى ...
لا كرعيننا رقاق و لا مولودين فى زقاق ..
أولاد عوااااااااايل و عندنا فايل ....
ولدونا فى الإمتداد و حبّينا فى البلاط ..
.نححححححححححححمدو..... البنريدو بنولع ليو اللمبة.. و الما بنريدو بنحرش ليو الكلبة !!
.. عشان كدا أعملى لاين و أقيفى بهايند.... و أفهميها... أعملى شخيط و اقيفى بعيد ..
سجم و كمان عدم فهم ؟!!
...هييييييييييييييييى و تااانى هييييييييييييى و تانى و تانى هيييييييييييييييييى....
ما تكبى الريحة و تعملى تفتيحة و تخلينا نقيف ليك فى طرف المعلقة و نوريك ا .....
كان جبل طلعناو و كان عسل لحسناو ..

.هووووووووووووى.... تنبزينى أنا يا كرور يا وسخ الخور !!
.. يا تربيزة الجزارة يا اللامّة الوسخ و الزفارة !!
بطااااااااطس و مستوى غااااااتس ....


هييييييييييييييييييى

أخير ليييييك فتحى عينك قدر الريال و خلّى أضانك قدر العقال ...
ما تخلينى أدق الصفايح و أطلع الفضايح
... يا مرة يا مجنونة يا شبه حجر الطاحونة ...يا ليمونة و عاملة فرعونة !!!
... هيييييهييييييييييييييييييييييي ....
غادى غادى الجزام بعادى .
.. يا الككوية يا أم جضوماً موية
...الشمس ضربتك و الرجال أبتك !!!!!

منو القاليك رحلت هى رجعت وموجودة ومعاها رفيقة ليها الله يكفينا الرندوق ونسوانو والردح والرادحات
بعدين الوصف دا جبتو من وين فانت فحلابى ولم تكن مغدابى الله يجازى شيطانك
لقد اضحكتنى كثيرا حتى سالنى الحاضرون ولينا زمن لم تخرج من دواخلنا ضحكة بهذه الاريحية
الله يجزيك خير والله فعلا المرء ابن بيئته

اقتباس :

اقتباس :

ما تقيفى فى الزلط و تتكلمى غلط

[

الاخ ياقوت ,
لك التحية والود,

من اين لك هذا الذخيرة من الوان الادب الشعبي الموجود في بلادنا وبلدان اخري ..علي العموم احييك علي هذا الجهد واجو ان تواصل في عكس هذه المظاهر من الوان الادب الشعبي فلا شك ان فيها ترويح من جدية مواضيع المنتدي احيانا .... حياك الله

ودي للاخ البشير ود النعيم