الاسلام بين القول والفعل !!!!!!!!!!!!!!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وابدا ببسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام علي رسوله نبيه الامي الامين وبعد ,

هذا النص المنقول الذي ستقرأونه هو ذو دلالات كبيرة خاصة اذا قارنا ماجاء فيه مع ما يجري في حياتنا فالاسلام ليس شعار يرفع لمكاسب دنيوية سياسية او اقتصادية اوغيرها بل هو تكليف ومنهج حياة اذا لم يطبقه الداعية له علي نفسه اولا فهو بالضرورة مجانب للحق فاقد للمصداقية ومظاهر تلك المجانبة للحق بائنة في حياتنا ... فأين نحن من نهج سيدنا محمد (ص) واله وصحابته وخلفائه الاربعة الميامين ؟ ورحم الله سيدنا عمر .

الي النص:-

ممارسة الداعية لما يقول

إننا نحاول التأكيد على هذا الجانب من الممارسة في حياة الداعية لأن الدعاة حين يستسلمون للحياة استسلام المشغوفين بها، المندفعين إليها، بكل شوق ولهفة، ويعبون منها بلا حساب، ويستنزفون رخصها حتى آخر قطرة، ويقتربون من محرماتها حتى تراهم يفتشون عن وجوه الإباحة في كل مجال، ويترخصون للغاية في ترك المستحبات فلا يتعبون أنفسهم بها، لأنها لا تستتبع العقاب في تركها. وأما المكروهات والمباحات فما دامت القضية لا تستتبع عقاباً في الفعل فلماذا يحرمون أنفسهم من الاستمتاع بعنصر الإباحة في الشرع فإن الله يريد بهم اليسر ولا يريد بهم العسر.

وتستمر الحياة بهم هكذا... ويستمرون في مواعظهم ونصائحهم وإرشاداتهم، ويتحدثون عن الزهد في الدنيا وما أعد الله للزاهدين، ويقصون على الناس قصص الزهاد الذين يقتصرون على القليل القليل من الطعام، وعلى قدر الضرورة من أغراض الحياة.. ولكنهم لا يزهدون في الدنيا هذا الزهد الذي يحدثون الناس به.. وتسألهم عن تفسير لذلك فيجيبونك بأن هذا الزهد ليس بواجب فلماذا نلزم أنفسنا به، لأن الواجب علينا هو الزهد عن الحرام، وهذا ما نفعله..والرد الطبيعي هو أنه هو نفس الزهد الواجب على المدعوين فلماذا تحدثونهم عن الزهاد الأوائل إذا؟! وهكذا في بقية أبواب الدعوة.

وما أجمل ما صور ابن القيم به هذا الواقع المتضارب، وهذه الانفصالية بين الأقوال والأفعال وأثرها في المدعوين فقال رحمه الله: "علماء السوء جلسوا على باب الجنة يدعون إليها الناس بأقوالهم، ويدعونهم إلى النار بأفعالهم، فكلما قال قائلهم للناس هلموا، قالت أفعالهم لا تسمعوا منهم، فلو كان ما دعوا إليه حقا كانوا أول المستجيبين له، فهم في الصورة أدلاء، وفي الحقيقة قطاع طرق".

وهذا عين ما ذكره صاحب حلية الأولياء عن مالك بن دينار :" العالم إذا لم يعمل بعلمه زلت موعظته عن القلوب كما تزل القطرة عن الصفا.

وقال الشافعي الإمام: "من وعظ أخاه بفعله كان هاديا".

قال عبد الواحد بن زيد: "ما بلغ الحسن في الناس ما بلغ إلا لكونه إذا أمر الناس بشيء كان أسبقهم إليه، وإذا نهاهم عن شيء كان أبعدهم منه".

وكان البر فعلا دون قول .. ... .. فصار البر نطقا بالكلام

دكتورنا الفاضل / سلام من الله عليك ،
دائما رائع في مواضيعك وفي طرحك لها ، فعلا والله موضوع هام ومهم وجزاك الله خيرا علي طرحه ، وهو فعلا أزمة هذه الأيام عدم تطابق القول مع الفعل فتجد الداعية يأمر الناس بما لا يبادر بفعله مما يجعل الداعية و أشباهه عرضة للنقد اللازع و مثارا للسخرية بل وقد يكون سببا لصد الناس عن الإلتزام بهذا الدين ، ولقد ذم الله سبحانه و تعالي أقواما يقولون ما لا يفعلون و جعل ذلك من أكبر الذنوب يقول المولي عز وجل " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ ) آية 2 و3 من سورة الصف ويقول الله سبحانه و تعالي في سورة البقرة (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ) .
و ما أجمل ما قال الشاعر :
لاتنه عن فعل وتاتى بمثله عارعليك اذا فعلت عظيم
و لله در الإمام الحسن البصري حين قال له احد من الناس تكلم عن العتق فظل فترة من الزمن ثم تكلم عن العتق وحين ساله لم لم تتكلم عنه في حينه قال انه لم يكن يفعله وانتظر حتى يفعله ثم تكلم فيه ، فهولاء هم القدوة و النموذج و الأسوة التي خدمت الإسلام فعلا و قولا فدخل الناس في دين الله أفواجا ،و أنتشر الإسلام في مشارق الأرض و مغاربها، وظهر الحق في تلكم الأيام وعلت رآياته عالية خفاقة بسبب هؤلاء الأطهار الذين طبقوا الإسلام قولا و فعلا ، فنسأل الله سبحانه و تعالي أن يجعلنا من العاملين بنهج الإسلام قولا و فعلا و أن يجعلنا هداة مهتدين ، آآآآآآآآميييييييييييين .

الشيخ الفاضل/هشام مبارك سلام الله عليك

اتمني من الله ان تتطابق اقوالنا مع افعالنا لاننا امرنا بذلك من الله عز وجل ومن الرسول الكريم (ص) حتي نفوز في الدارين واشكرك علي هذا الثناء حفظك الله ورعاك ومتعك بالصحة والعافية.