حاطب ليل د_عبداللطيف البوني

في قاعة أنيقة مقتطعة من نهار الخرطوم الصائف، كنا مجموعة من الذين يسودون ورق الجورنال، لا أود أن أقول كتاباً صحافيين، ولا قادة الرأي حتى لا أزيد كُجنة «بضم الكاف» المكجنين، فهؤلاء المسودون كانوا في معية الدكتور المسود هو الآخر كمال عبدالقادر وكيل وزارة الصحة، والجديد في هذا اللقاء انه لم يكن لعرض انجازات الوزارة ولا خطتها المستقبلية انما كان بهدف وضع خارطة طريق - ليس مصفوفة - لعلاقة بين الاعلام والحالة الصحية في البلاد - وهناك فرق كبير جداً بين حالة الصحة ووزارة الصحة، واسألوا الدكتور كمال حنفى لمزيد من التفاصيل.
كان اللقاء مثمراً لأن كمال عبدالقادر مدرك ان الاعلام والوزارة يمكن ان يتشاركا من أجل تحسين الحالة الصحية التى لا تسر صديقاً ولا تفرح عدواً، ولخص الوكيل كل الشغلانة في ان الوزارة في حاجة الى تصحيح الأهداف واختيار الصالحين أو بالأحرى القادرين على تحقيق تلك الأهداف، وضرب لذلك مثلاً ان تكلفة انشاء مستشفى للنزيف المعوى بالخرطوم كانت كافية لمحاصرة أسباب النزيف المعوى في مقره الأصلى في منطقة المناقل!؟ وقس على ذلك في السرطان والايدز والدرن وأمراض تانية حامياني.
في اليوم التالى لذلك اللقاء حملت لنا الصحف الافادات التى أدلى بها البروفيسور بيتر أدوك وزير التعليم العالي الجديد التى وصف فيها ثورة التعليم العالي وان شئت الدقة قل الجامعات السودانية بأنها تعانى أوضاعاً مزرية وان ناتجها العلمي في غاية البؤس، وان ما يجري فيها مجرد فوضى لا تنفع البلاد ولن تنفع العباد أو كما قال. جميل جداً ان يقول المسؤول عن التعليم العالي ما قال، ولكن كان المطلوب من سيادته ان يقرن ذلك بخطته الاصلاحية، وله الحق ان يقول انه يريد ان يقود الثورة المضادة لثورة التعليم العالي، فهذا يعني انه سوف يبقى على المؤسسات القائمة، ولكن سوف يصلح حالها ويقومها حتى تؤدى الدور المناط بها، وبهذا سوف نفهم ان موقفه موقف تربوي وليس موقفاً سياسياً، واضاف سيادته قائلاً: ان التعليم العالي تركز في الخرطوم وان مهمشي السودان لم ينالوا منه إلا «علال» هذا التشبيه مأخوذ من أغنية سائق الفيات وليس من كلام الوزير، فالأغنية تقول: «شوف سايق الفيات الليلة كيفن هاش والشجر الكبار بقى شوفنا ليهو طشاش وسكنو الكلاب من نالن إلا علال»، فالهوشة التى تمت في التعليم العالي ينبغى ان لا تقابل بهوشة مضادة بعزم اصلاحه، فالعملية التعليمية التربوية ينبغى ان تبعد من السياسة ومن مفرداتها ومصطلحاتها مثل كلمة ثروة. أما حديثه عن ظلم المهمشين في «غنيمة» التعليم فقد تصدى له فيها وكيله في ذات المؤتمر وأمام الصحافيين وحاول تفنيد كلامه بعبارة أخرى «الوزير والوكيل حتوه قرض»، ولهذا الموضوع سوف نرجع غداً ان شاء الله، أما اليوم فنود ان نركز على ان ما قاله السيد الوزير في التعليم العالي صحيح بنسبة مليون في المائة وهو يحتاج الى اصلاح وليس الى ثورة، ومكابر من يقول ان الجامعات القائمة اليوم يمكن ان تأخذ بيد البلاد أو تنفع العباد، فالشغلانة مثل الصحة محتاجة الى أهداف جديدة ومسار جديد ويجب ان لا يركب التونسية أي مسؤول يقول النصيحة.

اقتباس :

واضاف سيادته قائلاً: ان التعليم العالي تركز في الخرطوم وان مهمشي السودان لم ينالوا منه إلا «علال» هذا التشبيه مأخوذ من أغنية سائق الفيات وليس من كلام الوزير،

التحية للدكتور عبد اللطيف البوني وهو دائما يمتعنا بكتاباته الرائعة ويثير قضايا مهمة جدا تخص المواطن المغلوب على امره
وكذلك نشكر حاج عبد اللطيف بمواصلة نقل هذا العمود الرائع الذين يزين صحيفة الرأي العام
[size=12]اما بالنسبة لثورة التعليم العالي فقد نجحت فى اشياء واخفقت فى اشياء اخرى ولكن كان لابد من قيامها لاستيعاب الفاقد التربوي الكبير الذي ظل فى تزايد مع تزايد نسبة السكان وهذا امر طبيعي فلذلك كان لابد من البحث عن مخرج لهذه المشكلة العضال ، وقيام الجامعات فى كل مناطق السودان كان لها تاثير ايجابي على تلك المناطق وانا اختلف مع كلام الوزير ان التعليم محصور فى الخرطوم فقط فهناك ا جامعة جوبا رجعت الى مكانها الطبيعي وجامعة بحر الغزال وغيرها من الجامعات المنتشرة ولذلك كان من المفترض من حكومات الولايات رعاية هذه الجامعات وتوفير طاقم الاساتذة وتهيئة المناخ للطلبة وتوفير المعامل والمشارح والمستشفيات التعليمية حتى نخرج اجيال مصقولة علميا وعمليا ولكن الكل كان يتهرب من المسؤولية وتركوا الطلاب فى الجامعات بدون محاضرين او غير مكتملين وهذا ما ادى الى تدهور مخرجات التعليم وخرج طلاب سطحيين لم ياخذوا الجرعة الكافية التى
تؤهلهم فى الاندماج فى سوق العمل0
لنا عودة[/size]

اقتباس :

كان اللقاء مثمراً لأن كمال عبدالقادر مدرك ان الاعلام والوزارة يمكن ان يتشاركا من أجل تحسين الحالة الصحية التى لا تسر صديقاً ولا تفرح عدواً، ولخص الوكيل كل الشغلانة في ان الوزارة في حاجة الى تصحيح الأهداف واختيار الصالحين أو بالأحرى القادرين على تحقيق تلك الأهداف، وضرب لذلك مثلاً ان تكلفة انشاء مستشفى للنزيف المعوى بالخرطوم كانت كافية لمحاصرة أسباب النزيف المعوى في مقره الأصلى في منطقة المناقل!؟ وقس على ذلك في السرطان والايدز والدرن وأمراض تانية حامياني.

اين موقع الملاريا من الاعراب يا بروف فى هذا اللقاء؟؟ ألم تتطرقوا لمعاناة اهل الجزيرة من هذا المرض ؟؟ هل كان من الممكن ضخ مبلغ مماثل للقضاء على البعوض فى مهده ام لعنة الملاريا ستظل معنا الى الابد؟؟ يقال هناك تطعيم جديد ظهر ضد الملاريا ؟؟؟ يعني الطفل عندما يولد سيكون له جرعة اسمها لقاح الملاريا فى كرت التطعيم ؟؟ هل الوزارة تابعة ذلك ام ما زالت فى ثبات عميق؟؟ هل الدعم الذاتي سيكفي للخلاص من لسعات البعوض ؟؟ وهل سيارة واحدة تكفي كما فعل اخوتنا المغتربين من ابناء السريحة بجمع تبرعات لشراء سيارة للرش؟؟؟ وهل وهل وهل ؟؟؟ يا بروف لك التحية والتقدير ولكن نريد اهتماما اكثر بقضايا منطقتنا وان تثيروها دائما كلما سنحت لكم الفرصة فى لقاء مثل هذا0