حاطب ليل5 د؟البونى

من لا يشكر الناس لا يشكر الله عليه لا بد من شكر قناة الـ «بي بي سي» العربية التي تفوقت على بقية القنوات في «الليلة ديك» ليلة الفوز على ماكين فهذه القناة اوقفت كل ليلتها على ذلك الحدث وعن طريق مراسلين اكفاء ومحللين أكثر كفاءة، فكان السباق بين الخبر والتعليق درساً مجانياً في الاعلام المعاصر، كانت الاحصاءات تتكلم واللغة المحايدة تتدفق والصورة تضج وانت كمتابع مستلقٍ على سريرك وامامك الخيارات، الارقام واللغة والصورة ولكن يبدو لي ان الصورة كانت الاصدق إنباء من اللغة هذا دون ان نغمط هذه الأخيرة حقها.
بعد إعلان النتيجة ومن شيكاغو مباشرة نقلت الكاميرا احتفال الاوباميين بالنتيجة، صعد اوباما على المسرح بخطوات محسوبة وتجول على المسرح محيياً الجماهير و«الأنوار يتلاصفن» بلغة حقيبة الفن حيا الشعب الامريكي على خياره الجديد وقال ان ساعة التغيير قد أتت وشكر منافسه على تهنئته له وقال إنه الآن حاكم كل امريكا وطلب من الذين لم يصوتوا له بأن يقفوا معه ويؤيدوه من اجل غدٍ جديد وشكر اعضاء حملته وأسرته ثم صعد إليه نائبه بايدن وقبله ثم صعدت زوجته وبعد ذلك بقية أسرة اوباما ثم أسرة بايدن فتداخلت الاسرتان السوداء والبيضاء وكان منظر الجميع وكأنهم في حالة رقصة هادئة، هذا المنظر يرسل رسالة لا تستطيع ان تفعلها كل الخطب وآلاف المجلدات، انها صورة ناطقة صورة موحية صورة تلقي في بال المشاهد ان البشرية مقدمة على عهد جديد، عهد يشي بأن ألوان البشر في طريقها للخروج من المنافسة بينهم وانه قريباً جداً سيكون «البوكسنق» خالياً من اللون وللذين لا يعرفون «البوكسنق» نقول إنه مجموعة مختارة من مواد الشهادة السودانية لكليات الجامعة فأية كلية لديها مواد معينة والنسبة المئوية العامة لا قيمة لها. فتلك الصورة كانت تقول إذا كانت امريكا بلد الاسترقاق وظلم الانسان لاخيه الانسان تأسيساً على اللون.. الآن قد خرج اللون من المنافسة فما بالك ببقية العالم حيث التسامح اللوني اكبر وأوفر.
يبدو لي ان تجديد أوباما لم يكن في محتوى خطابه السياسي فقط انما التجديد الاكبر كان في طريقة المخاطبة، كان في وسيلة المخاطبة لقد تجاوز خطاب «طق الحنك» و«الـلغلغه» إلى «طق العين» عين المرسل إليه. وترسل العين رسالتها إلى خلايا المخ وترجها رجاً لترسل إلى الجوارح رسالة جديدة تظهر في شكل سلوك جديد، لقد كان رأس الرمح في الايام الأخيرة لحملة اوباما فيلماً باسم «الحلم الامريكي» كلفته خمسة ملايين دولار اخرجه غوغنهام الذي فاز من قبل بجائزة الاوسكار في الاخراج ألقى الفيلم في روع المشاهد بان اوباما خلطة من مارتن لوثر وابراهام لنكلون وجون كنيدي وسدني بواتيه فأخذ الشباب الامريكي «طرباً يميل».. الخمسة ملايين دولار ننفقها نحن في الانتخابات السودانية بطريقة «اكلو توركم وأدو زولكم» مع فتوى بان الحنث في القسم في الانتخابات لا اثم فيه. فيا جماعة الخير.. لقد تغير العالم من حولنا والمكضبنا وما مصدقنا فليسأل من شاهد «الليلة ديك».

نعم د/البوني يتغير العالم من حولنا (ونحنا يانا نحن لا........ولاهدتنا محنة ) مع انو محنا تهد الجبال ,فمتي نصحو
من نومنا العميق او سمها الكوما السياسية (COMMA) ؟؟؟ ارجو ان نستفيق من نومنا العميق وكفاية
محاربة لطواحين الهواء والدونكشوتية ,,, لك الاحترام ياد/بوني ومتعك الله بالصحة والعافية.