أسعد الناس بالحياة من حمل بين جنبيه قلبا ينبض بالعطاء لأمته .. و يحمل بكفيه غراس الخير يسقيها بهمته ... فهو كالغيث أينما حلّ نفع .
نحن في حضرتك – أيها الشيخ الجليل – نغض الطرف تبجيلا و احتراما .. كيف لا .. و فيك من صفات الأدب و العلم و الورع و الوقار و الإخاء و الإيثار .. ما تتقاصر دونه الصفات .. و فوق هذا و ذاك حسٌ وطنيّ .. يعلم النشء و الأجيال معاني العشق و الإنتماء .. و الوطنية كيف تكون .. فذلك للأوطان – كما علمتنا – دينٌ مستحق .
لله درك أيها الشيخ الجليل .. و أنت تكرّس الجهد و الوقت .. و تبذل الغالي و النفيس .. من أجل رأب الصدع .. و نبذ الفرقة و الشتات .. حتى ينعم الجميع بمجتمعٍ تحكمه قيم العدل و المساواة .. و تسوده روح المحبة و الإلفة و الإخاء .. تطبيقا لقوله تعالى : ( إنّما المؤمنون إخوة ) .. و تأسيا بقول رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم : ( إنما مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم ، كمثل الجسد الواحد ، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى )
لله درك أيها الشيخ الورع و أنت تمشي على الأرض هونا .. و غيرك :
يطأ الثرى مترفقا من تيهه ـــــــــ
كأنّه آس يجسّ عــــــــليـلا ـــــــــ
خبرت الدنيا .. و أدركت كنهها .. و علمت أنها مطية .. و دار فناءٍ لا قرار .. فكان زادك منها التقوى و مساندة الضعفاء و قضاء حوائجهم .. فلا غرو إن يكون لك في كل قلبٍ وطن .. و في كل دارٍ مرتعٌ و مقيل .....!!
شيخنا الجليل :
في حضرتك .. تظل عباراتنا قاصرة جوفاء ... و عبثاً نظل نبحث في مخابئ بنت عدنان عن مفردةٍ أنيقةٍ تجمّل حرف الكلام و لن نجدها .. فليكن بوحنا صمتا .. إذ الصمت في حرم الجمال جمال .....!!
الأخ الكريم :
و أنت بيننا .. تزدان جنبات المنتدى فرحا .. و ترقص طربا بمقدمكم الميمون .. فها هو منتدى السريحة يشرع كلّ أبوابه بغية الدخول .. فالكل هنا مسرورٌ فرحا ..حيث ترى الناس حيارى و ما هم بحيارى .. و لكنّ الفرح بمقدمكم لجدٌ كبير .....!!
أيها الشيخ الجليل .. حللتم أهلا و نزلتم سهلا لا شكّ أنّه يخضرّ بفيض جهدكم و نمير عطائكم .. فالمنتدى يشرّفه أن يضمّ أمثالكم .. ففيكم من جميل الصفات ما فيكم .. فأنتم دوما على جبين – بنت عامر – العلامة الفارقة .
عذرا أخي الكريم إن أتت كلماتي قاصرة غير وافية .. فقد حمّلتها ما لا تطيق و كلي قناعة بأنّ حروفي لا تتعدى أن تكون غيضا من فيض أدبكم الجم و قطرة من بحور مدحكم العميقة و رملة من تلال قامتكم المهيبة و لكن كان لابدّ من إماطة اللثام عن الحرف و إن استعصى .. تعبيرا عن مكنون الصدور و بوحا عن عشق أكيد .. في حق من سلب العقول و استوطن النفوس .
ختاما .. نسأل الله الكريم أن يسدد على دروب الخير خطاك .. و أن تظل كما أنت فينا دوما .. مدا من نفع لا ينقطع . ( آمين )
تحياتي / أبو ســالم
البريد الإلكتروني :
gaddas-2009@hotmail.com