من لا يشكر الناس لا يشكر الله، عليه لابد من توجيه كل الشكر والعرفان لمولانا الشيخ أسامة بن لادن «ياربى الزول دا عامل كيف؟؟» لأنه لم يتدخل في الانتخابات الأمريكية الأخيرة لا بتصريح ولا رسالة مصورة ولا تفجير ولا تكفير، يبدو ان مولانا «تحت تحت» من مؤيدى أوباما، وقد تأكد له ان الشغلانة ماشة كويس، لذلك رأى عدم التدخل، نتمنى ان يكون الفريق المحيط بأوباما فاطناً لهذا الأمر ويقدره حق قدره، فإذا كان بن لادن فعلاً من السعيدين بفوز أوباما فهذه فرصة تاريخية كي تتصالح أمريكا مع العالم الاسلامي كافة، نعم بن لادن لا يمثل العالم الاسلامي كله ولكن في صراعه مع أمريكا يعبر عن كل ذلك العالم.
أمريكا وصلت الى خلاصة الى ان كل العالم يكرهها ليس العالم الشرقي لا بل حتى كل اوروبا لا تحب أمريكا، وقد صدرت المؤلفات ومثلت الأفلام التي حاولت الاجابة على السؤال لماذا يكرهنا الآخرون؟؟ فوصل المحللون الى خلاصة مفادها ان اليمين المتطرف والمتغطرف الذى بدأه ريجان واكمله بوش هو سبب هذه الكراهية لانه «نجض» حلفاء أمريكا نجاض قبل اعدائها باستعلائية وانانيته واصراره على انفراد امريكا على سواقة العالم بالكرباج، لذلك رأى الاستراتيجيون الأمريكان ضرورة تغيير جلد أمريكا وليس لحمها وعظمها، حتى يكون التغيير لافتاً لابد من تقديم امرأة لقيادة أمريكا فكانت هيلارى كلينتون، ولكن اوباما «وقع لهم من السماء» ورأوا فيه تغييراً أكبر لكاريزميته فسحبوا البساط من هيلارى كلينتون وها هو كل العالم تقريباً يرحب بأوباما على أساس ان تغييراً سوف يحدثه هذا الرجل غير العادى مع علم الجميع بأن المؤسسة الحاكمة في أمريكا مؤسسة قابضة وقوية وكل من يحاول الخروج عن طوعها سوف يلحق أمات طه، وأمات طه هنا كيندى وجونسون وكارتر، هذا الأخير صبروا عليه لدورة واحدة ثم فكوه عكس الهوا فكان أول رئيس يسقط في الانتخابات وهو حاكم.
لذلك رغم الفرحة الطاغية بفوز أوباما إلا ان معظم هؤلاء الفرحين أو الفرحانين يقولون بمحدودية قدرات أوباما على إحداث التغيير المنشود وامكانية وجود عالم أفضل، ولكن يبقى السؤال طالما ان الأمر كذلك فهل كل الذى حدث كان خديعة؟ طالما انه لا يوجد فرق بين أحمد وحاج أحمد؟؟؟ يبدو لي ان مجرد فوز أوباما ودخوله البيت الأبيض يعتبر حدثاً كبيراً وقد نقل البشرية نقلة كبيرة من ناحية نفسية وأسهم اسهاماً كبيراً في تخفيف حدة الصراع العنصري الذى يعيشه العالم منذ خمسمائة سنة تقريباً وهذا الأمر يذكرنا بقصيدة «بعض الرحيق أنا والبرتقالة انتي» لشاعرنا الفذ محمد المكي ابراهيم، التى يقول مطلعها «الله يا خلاسية يا حانة مفروشة بالرمل مسقية»، فقد جاء في أحد مقاطعها:
من اشتراك اشترى
للجرح غمداً وللأحزان مرثية
من اشتراك اشترى
مني ومنك
تواريخ البكاء
وأجيال العبودية
ففوز أوباما يمكن اعتباره بداية النهاية لتواريخ البكاء وأجيال العبودية.. وحكمة الله اقتضت ان تبدأ هذه النهاية من فوق من أكبر وأقوى دولة في العالم ومن أهم بيت في العالم وهو البيت الأبيض، وبعد ذلك لن يهم اذا سار أوباما بسيرة أسلافه الذين سكنوا نفس البيت الأبيض أم يلعب بديلو؟؟
أضف تعليقك طباعة الموضوع أرسل الموضوع
(قراءة: 27 تعليق: 0 طباعة: 0 إرسال: 0)
--------------------------------------------------------------------------------
عبد اللطيف البوني
aalbony@yahoo.com مقالات سابقة
بحث في مقالات الكاتب
بحث
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الرأي العام © 2008
[/size][/size]