حاطب ليل 9 د\البوني

العنوان أعلاه مأخوذ من الأغنية الدكاكينية المنتشرة «دا الشغل دا الشغل آآآآى» والضمير في «بركه الجيت» يرجع لسعادة السفير هارون بحرالدين سفير جمهورية تشاد في السودان، والمناسبة انه في مساء يوم الاثنين الماضى هبطت طائرة ليبية تقل سعادة السفير وطاقمه في مطار الخرطوم، وكان في استقبالها سعادة السفير عبدالله الشيخ سفير جمهورية السودان في تشاد، وبعد المصافحة «حق الله بق الله» دخل السفيران صالة كبار الزوار بمطار الخرطوم الدولى «القديم» وصرحا لاجهزة الاعلام معربان عن سعادتهما بالتصافي من بعد التجافي الذى حدث بين البلدين، ومن ثم اتجه عبدالله الشيخ الى ذات الطائرة، وكان في وداعه هارون بحرالدين واقلعت الطائرة الليبية متجهة الى انجمينا، هذا المشهد الدرامي يصور تصويراً بليغاً واقع العلاقة بين البلدين المتجاورين وثالثتهما ليبيا صاحبة الطيارة «أم قدوم الكتلت حمار كلتوم ست اللبن».
أصل الحكاية ان البلدين كانتا رتقاً ففتقهما الاستعمار الاوروبى الى السودان الانجليزى، والسودان الفرنسى، وأعطى كل واحد منهما لساناً جديداً وقبلة جديدة، ولكن العلاقة بين الشعبين ظلت كما هي آخر تواصل وآخر توادد ويمكن للفرد التشادى ان يجوب كل السودان من نمولي الى حلفا ويمتلك بيتاً وحماراً وابقاراً ويمكن لأهل غرب السودان ان يجوبوا تشاد طولاً وعرضاً ولأهل شمال السودان ان يعمروا كل المدن التشادية، أما من ناحية سياسية فبعد مغادرة تمبل باي للحكم اصبح الطريق الى القصر الرئاسى في تشاد يبدأ من أمبدة الى فاشر ابوزكريا الى الجنينة الى ابشي الى انجمينا، فكل الرؤساء من حسين هبري الى ادريس ديبي سلكوا هذا الطريق.
تلاحقت الأحداث وكثرت التدخلات بين البلدين ونهضت مسألة دارفور كمنطقة عازلة بين البلدين واضحى التنائى بديلاً للتداني، فزار محمد نور انجمينا وزار خليل ابراهيم ام درمان وبالتالي وصلت سياسة تبادل الأذى بين البلدين قمتها فانقطعت العلاقات بين البلدين وانفصمت الصلات بين الشعبين ووصلت الشكاوى مجلس الأمن، ولكن الأجاويد جزاهم الله خيراً في داكار واسمرا وطرابلس استطاعوا التقريب بين البلدين، فكانت الطائرة الليبية التى قامت بالدور المزدوج أعلاه ويبقى السؤال: هل هذه آخر رحلة لتلك الطائرة أم سوف يتم استدعاؤها مرة أخرى؟؟ من قلوبنا نتمنى ان تلك الرحلة هي الأخيرة «ما جارتنا وبت حارتنا وبنريدها».

نتمى ذالك وكافية مشاكل بين اولاد العم