حاب ليل د\البوني

كل الدلائل تشير إلى أن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المزمع اجراؤها في عام 2009م اصبحت بين «الرية والترية» وإن شئت الغناء السوداني «اصبحت أبعد من زحل» وكل الاحزاب التي تعلن استعدادها الآن لهذه الانتخابات تريد استعراض عضلاتها أو إظهار عدم خوفها من الآخرين فمقومات الانتخابات ليست في جاهزية الاحزاب بتكديس الأموال من الداخل أو الخارج و«تطريق» الحلاقيم استعداداً للكواريك والليالي السياسية، الانتخابات تتطلب وطناً مستقراً ليست به حركات داخلية مسلحة ولا شريكان يتفقان على الكنكشة على السلطة ويختلفان في كل شئ وطن ليس فيه يوناميد أو يوناميس أو يونا كامبو، وطناً ليس متصدعاً و«على الهبشة»، الانتخابات تحتاج إلى وطن تنتقل فيه السلطة بكل سلاسة. انظروا إلى الانتخابات الامريكية المرشح المهزوم أول من يهنيء المرشح الفائز وهذا تقليد عريق ليس من طيبة ماكين أو سعة افقه، نعم امريكا ليست مقياساً إنها «قيافة وفايتة الناس مسافة» انظروا إلى كينيا التي لا يتربص بها الغرب كم عدد الذين ماتوا وشردوا بعد إعلان نتيجة الانتخابات.. انظروا إلى زيمبابوي ماذا فعلت بها الانتخابات والشعب الزيمبابوي بالمناسبة فيه أقل نسبة أمية في افريقيا.
دعونا من كل هذا ولنقل ان بلادنا قد شهدت من قبل ثلاثة انتخابات برلمانية كاملة الدسم و«اكلنا تورنا وادينا زولنا» ورقصنا على انغام «الفانوس حرق القطية» ولكن ما تشهده بلادنا من ظروف سيئة واحداث متلاحقة لا يشجع على عدم قيام الانتخابات فقط بل قد تضيف الانتخابات وجعاً جديداً وقاسياً لاوجاع البلاد القائمة الآن فقد ترفع وتيرة الحروبات الداخلية وتزيد التدخلات الخارجية وتعجل بإنفصال الجنوب، فيا جماعة الخير استهدوا بالله وقولوا النصيحة!!
المطلوب الآن «ابن حلال يفتح الباب» ويقول باستحالة الانتخابات في التوقيت المعلن، واغلب الظن لن نجد من يفتح هذا الباب من السياسيين خوفاً من «الوصمة» بالجبن والخوف وعدم الثقة، هل نرفع الأمر إلى الدوحة ونقول للقطريين ادخلوا هذا الموضوع في مبادرتكم الكريمة؟؟ وهذا أمر غير دبلوماسي وغير لائق، الرأي عندي ان تكون لجنة من الشريكين الحاكمين وتناقش أمر الانتخابات على بلاطة، فاتفاقية السلام الشاملة «الشاملة هذه ليست من عندنا، انما هو اسمها» تضمنت بنداً يسمح للطرفين الحاكمين ان يعدلا في توقيت الانتخابات وتوقيت تقرير المصير ولكن الأمر المؤكد ان ايديهما ليست مطلوقة فالشارع السياسي لم يعد هو شارع ايام نيفاشا فكوة الحرية قد اتسعت بعض الشئ أو على الاقل العضلات «التبش» لم تعد كما كانت فإذا اتفق الطرفان الحاكمان على تأجيل الانتخابات لا بد من دفع مستحقات هذا التأجيل بأي شكل من الاشكال حتى يتأكد الجميع من أن التأجيل ليس من أجل تأبيد الحكم انما لهدف نبيل.. لا نود أن نكرر المقترح الذي يقول «بشقلبة» الوضع وتقديم تقرير المصير على الانتخابات لانه في تقديرنا اية عملية اصلاح في المواقيت المرسومة سوف تفضي إلى تلك «الشقلبة».