حاطب ليل 13 د\البوني

السياسة في السودان لا تكتظ بالأزمات والمؤامرات والمؤتمرات والزيارات والحركات والبركات والشنو والشنو فحسب، انما تكتظ بالدهاليز والأسرار والغموض فهي مثل جبل الجليد تسعة أعشاره تحت الماء وفي العشر الباقي يحلل المحللون ويتنبأ المتنبئون ويتحدث المتحدثون ويعلق المعلقون ويلغلغ الملغلغون. ولم يسأل أحد منهم في يوم من الأيام هل غادر الشعراء من متردم؟!
منذ زيارة الرئيس حسنى مبارك الى السودان يوم الاثنين الماضى الى هذه اللحظة و«العبدلله» يقرأ بين السطور «فأستبين البعض أو لا استبين»، كما قال استاذنا عوض حسن احمد شاعر صغيرتى، استمعت وشاهدت كل ما ظهر من تلك الزيارة لوسائل الاعلام سألت من ظننت انه «بتاع» كواليس فلم أجد ما يشفي غليلي حول أهداف تلك الزيارة ومجرياتها وكيف ستكون نتائجها؟ كل الذى تجمع لدى لا يعدو ان يكون الذى قيل في اجهزة الاعلام الرسمية من انها زيارة لبحث العلاقات المتطورة بين البلدين ومجريات اتفاقية السلام والأوضاع في دارفور. وجدت نفسى أقول في سري: «لا.. بالله دا على منو؟ علي أنا؟» أكاد أجزم ان الأهداف أو الهدف غير المعلن هو السبب الرئيسى لتلك الزيارة وان شاء الله «يوم وراء يوم» كما غنى صلاح مصطفى سوف يظهر المستخبى ويا خبر بفلوس باكر ببلاش» والحال كذلك لا نملك في هذه اللحظة إلا ان نغني مع عبدالعزيز المبارك «يا ماري ببيتنا جيت صدفة ام جيتنا، بيك هلل البابين وفرحت شبابيكنا» اما البابان فهما الخرطوم وجوبا والشبابيك هي دارفور وكردفان والشمالية والبحر الاحمر ولو اضاف الشاعر السقف والارضية لاضفنا الوسط.
على العموم الرئيس مبارك ليس غريب ديار ولا غريب أهل في السودان وزيارته له لا تحتاج الى مبررات ولا للشديد القوي ولكن ميلة بخت أمة وادي النيل جعلت هذه الزيارة حدثاً كبيراً والامر المؤكد ان مصر لن تقف متفرجة و«مغززة كيعانها» لما يجرى في السودان لأن أمنها متداخل مع الأمن السوداني لدرجة «الماء والخمر» فمصر للأسف الشديد كانت خارج لعبة نيفاشا فالمبادرة المشتركة «الليبية المصرية» اغتيلت في مهدها، والآن هناك دارفور حيث المبادرة القطرية المدعومة فرنسياً فمصر خارجها حتى الآن فهل زيارة الرئيس مبارك جاءت لتلافي تداعيات نيفاشا وعلى رأسها الانفصال؟؟ أم جاءت للحاق بدارفور التى قد تعصف بالسودان أو بالأحرى ما تبقى من السودان؟؟ كل ما صدر من الحكومتين الاتحادية والجنوبية يقول بسعادتهما بتلك الزيارة وهذا شيء طبيعى تقتضيه الأعراف الدبلوماسية، ولكن قد يكون الأمر ليس كذلك. وكما غنى علي ابراهيم «السعادة ما بتدوم» ما صدر من الحكومة المصرية يقول ان الزيارة كانت مثمرة ومفيدة وان سيادته تلقى تنويراً كافياً من حكام السودان ولكن لم يقل لنا الاعلام المصري بماذا نور الرئيس مبارك حكام السودان؟ على العموم مهما كانت الأسباب والمجريات والنتائج لتلك الزيارة فإنها قد أتت في وقت يجب ان يكون التشاور بين البلدين على الأصعدة كافة والمؤسسات كافة وليست المؤسسة الرئاسية وحدها.

مصر دائما تبحث عن مصالحها اولا ثم بعد زلك تجي مسالة الجيران والعروبة والاسلام وهزا تاريخ مصر بعد عبد الناصر واما حسني مبارك هزا فلا له حولة ولا قوة ولا يعول عليه فى شيئ من حل المشاكل السودانية وهو نفسه ما قادر يحل مشاكل مصر المتجزرة وقراره مرهون بالادارة الامريكة واليهود مسيطرين عليه تماما واي كلمة ينطقها ضدهم ستجد الشارع المصري غدا ملئ الصفوف ابتغاء الخبز