في عرس الختام لبطولة الدوري الممتاز لعام 2008

مساء غد الاثنين 17 نوفمبر 2008 يلتقي فريق الهلال سيد البلد بنده ووصيفه الحبيب فريق المريخ في ختام منافسات بطولة الدوري الممتاز 2008 باستاد الهلال »مقبرة الابطال« ..
وفريق الهلال سيد البلد ومثلما حقق الاعجاز بالفوز ببطولة الدوري لاربعة اعوام متتالية من قبل اعوام : 57 /58 ، 58 /59 ، 59 /60 . 60 /61 أتى بكل العظمة ليحطم ذلك الرقم القياسى ليحقق التوالى الخامس في الموسم الماضي 2007ليرفع »سيدا« كأس بطولة الدوري الممتاز كبرى البطولات المؤهلة لمنازلة كبار فرق القارة في بطولة الأندية الابطال .. وهاهو الهلال الآن على أعتاب تحقيق »الاعجاز« الذي لن يتكرر وهو الفوز بالمتوالية السادسة وعدم الخسارة على ملعب استاده لـ 16مباراة ..
رغم الصعوبات التي اكتنفت مسيرة الهلال في بداية انطلاقة الموسم الحالي والتحديات التي واجهته من قبل الاتحاد العام الا انه صمد ولم ينكسر او تلين له قناة وانتزع حقوقه عبر الطرق القانونية وفي وضح النهار دون ضوضاء أو ضحيح ومن ثم انطلق في مسيرته الظافرة يحصد النقاط من هنا وهناك ويملأ شباك الخصوم بالأهداف ويملأ افئدة الشامتين بالغيظ والحسد .. ورغم البرمجة المضغوطة لمبارياته المؤجلة والتي كانت مقصودة ورغم تخلى »ريكاردو« عن مهمته التدريبية في أحلك الظروف الا ان الهلال بقيادة ابنه البار الديبة الذي تصدى للشأن التدريبي متحملاً المسئولية في شجاعة وجسارة تمكن الهلال من اكتساح كافة الفرق التي التقاها ليقابل صديقه اللدود ووصيفه الحبيب المريخ في مسك الختام امسية غد الاثنين 17 /١١ /2008 باستاده بام درمان .
وان كان السودان الوطن الغالي قد شهد صباح 17 نوفمبر 1958 انقلايا عسكريا بقيادة 13 ضابطاً بقيادة الفريق ابراهيم عبود رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة فالوطن موعود بانتصار ساحق يقوده ١١ ضابطاً هلالياً بقيادة المشير البرنس رئيس المجلس الأعلى للابداع الهلالي في الذكرى الخمسينية لثورة 17 نوفمبر .
بطولة الدوري الممتاز
إنطلقت بطولة الدوري الممتاز اعتباراً من موسم 95 /1996 وفاز الهلال بالبطولة الأولى وتعتبر بطولة الموسم الحالي 2008 هي البطولة رقم (13) هذه البطولة التي ظل العملاقين يحتكرانها كالعادة منذ انطلاقتها حيث فاز بها الهلال ٨ مرات اعوام 96 ، 98 ، ٩٩ ، 2003 ، 2004 ، 2005 ، 2006 ، 2007 بينما فاز بها المريخ (٤) مرات أعوام 97 ، 2000 ، 2001 ، ٢٠٠٢م .
ولا يعتبر فوز الهلال بالبطولة ٨ مرات اي ضعف عدد مرات فوز المريخ بها انجازاً انما اعجازاً حيث ان الهلال حقق الفوز بالبطولة ٥ اعوام على التوالي 2003 ، 2004 ، 2005 ، 2006، 2007 .
وحقق الهلال الفوز بالبطولة دون هزيمة ٣ مرات اعوام 2003 ، 2005 ، 2007 وفاز بالبطولة بهزيمة واحدة مرتين اعوام 1999 ، 2006 .
ولقد التقى الهلال والمريخ خلال منافسات الدوري الممتاز منذ انطلاقته وحتى هذا اللقاء 96 -2008 التقيا 24 مرة كانت نتيجتها كالآتي :
فاز الهلال في 13 مباراة .
فاز المريخ في ٤ مباريات .
تعادل الفريقان في ٧ مباريات .
سجل الهلال 28 هدفا في شباك المريخ بينما احرز المريخ 13 هدفا في شباك الهلال .
أول وأكبر انتصار حققه الهلال على المريخ في دوري 95 /1996 مساء الجمعة ٥ /٤ /1996 باستاد الهلال ٤ /١ احرز للهلال : سانتو ، انس النور ، زاهر مركز ، ابوشامة وللمريخ زيكو .
آخر انتصار حققه فريق المريخ يوم ٦ /٨ /2008 ١/صفر احرزه طمبل ويعتبر هيثم طمبل حالياً هو اللاعب الوحيد الذي زار شباك الفريقين في منافسات الدوري الممتز 96 -2008 باعتباره لاعباً سابقاً بالهلال وحالياً بالمريخ وكان آخر هدف احرزه للهلال في شباك المريخ مساء السبت ١١ /٦ /2005 يوم فاز الهلال على المريخ ٣/صفر وآخر هدف احرزه للمريخ في شباك الهلال مساء يوم ٦ /٨ /2008 في الدورة الاولى لبطولة الممتاز لهذا العام 2008 .
هل يعيد التاريخ نفسه؟
يدخل فريق الهلال لهذا اللقاء وفي جعبته 58 نقطة نالها بفوزه في 19 مباراة وتعادل واحد وخسارة واحدة من اصل 21 مباراة خاضها الفريق قبل هذا اللقاء الأخير والحاسم للبطولة .
بينما يدخل فريق المريخ وفي حوزته 60 نقطة جمعها بفوزه في 20 مباراة بدون تعادل وبهزيمة واحدة تلقاها بهدف بركة الشهير من حي العرب بورتسودان من اصل 21 مباراة خاضها الفريق قبل هذا اللقاء ..
وللمريخ 65 هدفاً وعليه ٧ وللهلال 62 هدفاً وعليه ١١ ولا تأثير للأهداف في حسم اللقاء ..
عليه يدخل فريق المريخ بفرصتين للفوز بالبطولة النصر او التعادل بينما يدخل فريق الهلال بفرصة واحدة فقط هي الفوز .
وهاهو التاريخ يعيد نفسه وما اشبه الليلة بالبارحة ففي بطولة اندية الدرجة الاولى لعام 62 /1963 شهد استاد الخرطوم لقاء الفريقين الهلال والمريخ مساء الاربعاء 31 /٧ /1963 في ختام البطولة ودخل فريق المريخ اللقاء بفرصتي الفوز او التعادل للظفر بكأس البطولة وكان في رصيده 20 نقطة بينما دخل الهلال اللقاء بفرصة الفوز فقط وفي رصيده 19 نقطة وصادف ذلك اللقاء ليلة المولد الختامية وحضره وزراء مالية 32 دولة افريقية مستقلة و26 منظمة عالمية حيث كانوا في مؤتمر افريقي اقتصادي بالخرطوم لانشاء بنك التنمية الافريقي ووجه لهم الرئيس الفريق عبود الدعوة لمشاهدة اللقاء فلبوا الدعوة كما شهدت المباراة تقليد الحكم عبيد ابراهيم الذي أدار اللقاء تقليده لشارة التحكيم الدولية من قبل اللواء محمد نصر عثمان وزير الاستعلامات والعمل .
وجاء اللقاء التاريخي قوياً مثيراً رائعاً انتهى بهدف للهلال من قدم الاسطورة جكسا في الدقيقة 25 من الشوط الثاني بقذيفة قوية في مقص المرمى على يسار هاشم محمد عثمان وبها تحقق النصر للهلال والفوز بكأس البطولة .
ورغم ان هناك مباريات بين الفريقين تطلب حسمها نفس الموقف الا ان ذلك اللقاء الخالد ظل على مدى السنوات وتعاقب الأجيال هو الأروع وهو النموذج الأمثل للقياس عليه ..
هاهو التاريخ يعيد نفسه من جديد للمرة الثانية فهل ينتصر الهلال صاحب الفرصة الواحدة ويفوز ببطولة الدوري الممتاز للمرة التاسعة والسادسة على التوالي في اعجاز غير مسبوق ويحافظ على سجله الاعجازي في عدم الخسارة بملعبه لـ 116 مباراة؟!
أم يفوز المريخ بالكأس بعد غيبة خمسة سنين ليعود للديار الحمراء في العرضة جنوب؟!
هذا ما ستجيب عليه صافرة حكم اللقاء وهو يعلن انتهاء سباق الماراثون بين قطبي الكرة السودانية لتعم الافراح هنا وتسود الأحزان هناك!!