حاطب ليل جديرات بالاحترام د\ البوني

من البرامج التي أتردد عليها كثيراً برنامج «العاشرة مساء» الذي تقدمه المذيعة الناجحة منى الشاذلي عبر قناة «دريم» الثانية وهو برنامج عالي المشاهدة في كل الوطن العربي.. في ذات مرة استضافت منى الشاذلي الممثلة الرائعة إلهام شاهين وعلى حلاوة الحوار خطرت لي فكرة إذ قمت بسحب الصوت نهائياً وأخذت أتأمل الوجهين النسائيين تأملاً فاحصاً ودقيقاً فبكل مقاييس الجمال بدت لي منى الشاذلي أكثر جمالاً من إلهام شاهين «نقطة نظام مهمة جداً!! وهي أنني هنا لا أتغزل انما اقوم بتجربة عملية وليست معملية لكي اصل إلى نتائج معينة فمن فضلكم يا جماعة ما تعملوا لينا مشاكل «شفتو الرجالة دي كيف؟».
أكاد اجزم بأن كل الذين شاهدوا تلك الحلقة كانوا ينظرون لإلهام شاهين على أساس أنها الأكثر أنوثة والأكثر عذوبة والأكثر جمالاً لسبب بسيط لانها ارتبطت في الاذهان بأنها ممثلة ونجمة سينمائية وكل أدوارها تقوم على أساس إنها البطلة والجميلة وربما المثيرة.. أما منى الشاذلي فإنها تقدم نفسها على أساس إنها مثقفة تقدم برنامجاً يطرح قضايا جادة، فالمشاهد لا يهتم بشكلها أو هندامها أو مكياجها كثيراً. دعونا نتوسع اكثر فكل القنوات التي تعج بالوجوه النسائية دون شك عندما توظف أية واحدة منهن سوف تخضعها لمعاينة يلعب فيها الشكل دوراً كبيراً فمذيعات مثل فيروز الزياني وجمانة نمور وليلى الشيخلي وجوزيل خوري وايمان عياد وشدا عمر ونيكول تنوري وغيرهن كلهن فاتنات وأجمل من أجمل الممثلات العربيات واية واحدة منهن «تجيب عشرة» بممثلة مثل يسرا «ضعيفة ومكعكعة» ولكن المتلقي وإن اقر بجمالهن إلا أنه لا يتوقف عنده لانهن لم يطرحن جمالهن كموضوع انما ظهرن في وظيفة أخرى.. فمثلاً فيروز الزياني ترتبط في ذهنك بقطاع غزة المحاصر وتفجيرات العراق والقراصنة الصوماليين وهذا يدعوك للانصراف عن جمالها الاخاذ إلى موضوع نشرة الأخبار التي تقدمها. كذلك جوزيل خوري تحلق بك في عالم ثقافي عميق، بينما يسرا مثلاً في فيلم «دم الغزال» تقدم نفسها كأنثى مثيرة ترتكب الجرائم من اجل الوصول إليها. لهذا المشاهد يسلم بأنها جميلة وجاذبة ومثيرة. إذن يا جماعة الخير المرأة هي التي تتحكم في رؤية الآخرين لها فإذا وضعت نفسها كمثقفة ومفكرة وطارحة قضايا سوف ينظر لها كذلك، وإذا وضعت نفسها في موضع اغراء واثارة سوف تؤخذ كذلك، ولكن تبقى المشكلة في ان اللائي يقدمن انفسهن كممثلات ونجمات تلفزيونيات ومغنيات دلوعات يرهقن المثقفات والمفكرات وصاحبات القضايا لان الاوائل يرسخن صورة نمطية للمرأة عبر الوسائط الاعلامية فهذه الوسائط نسبة النساء الآن فيها اكثر من الرجال ولكن رغم ذلك لم يغيرن ذهنية المشاهد أو المتلقي التقليدي لينظر نظرة صحيحة للمرأة ولكن من سار على الدرب وصل فحتماً سوف يأتي اليوم الذي تتغير فيه هذه الصورة النمطية وتحتل المرأة المثقفة مكانها اللائق بها، لا بل يمكن ان نجزم بأن هذا قد بدأ يحدث الآن، لاحظ عزيزي القارئ اننا لم نتكلم عن السودان فالسودان فيه من يطرحن انفسهن كنجمات ومن يقدمن انفسهن كمثقفات وكلاهما قد حقق نجاحاً في مقصده وينطبق عليه كل ما ذكرناه اعلاه ولكن لن نستطيع ان نذكراسماء.. و«برضو تقول لي الطيارة فيها بوري».