حاطب ليل ابوعيس والانتخابات د\ البوني

في حوار له في قناة الشروق قال السيد فاروق ابو عيسى لمحاوره وبالنص «اقول ليك حاجة الانتخابات ما حاتقوم لحد الفين وحداشر». ثم استطرد سيادته قائلاً: إن الشريكين سوف يمددانها بالقطاعي كل ستة شهور مرة. وطالب ابو عيسى بالوضوح ونقاش الامر على بلاطة ولو كان حافظاً لاغاني زيدان لقال للمؤتمر الوطني «خليك واضح يا جميل» ثم في بعد انساني مؤثر قال سيادته إنه لن يترشح للانتخابات القادمة لان عمره الآن خمسة وسبعين سنة فهو يريد مصلحة البلاد وأنه ليحزنه في آخر ايامه ان تكون البلاد متجهة نحو التأزيم او كما قال. اولاً: نشكر للسيد فاروق صراحته ووضوحه ونقول له انك تبدو خمسينياً وليس سبعينياً وانا شخصياً كنت اظنه اكبر من ذلك بكثير لان إطلاعنا على التاريخ الحديث ومتابعتنا لسيرته الذاتية تقول انه صاحب فكرة ليلة المتاريس في اكتوبر 4691م تلك المتاريس التي غنى لها ود الامين قائلاً: «المتاريس التي شيدها الشعب نضالاً وصموداً» وعلى حسب علمنا أن المتاريس كانت فرية فبركها الحزب الشيوعي وتولى كبرها السيد فاروق وبعدها ظهر السيد فاروق مع النميري وضد النميري وفي التجمع ضد الانقاذ ثم في البرلمان الآن، ليت الاستاذ فاروق وجد محاوراً يستخلص منه سيرته الذاتية التي هي مثل بقية ابناء جيله من السبعينيين، عبارة عن أزمات متلاحقة كانوا هم ضحاياها وأسبابها في نفس الوقت.

عودة إلى الانتخابات وفي مناسبة سابقة نسب لذات الاستاذ فاروق القول إنه بعد إجتماعه بالدكتور غازي صلاح الدين، قال إن غازي قال له ان المؤتمر الوطني لن يرفض تأجيل الانتخابات ولكنه لن يقول جهراً إنه مع التأجيل. بعبارة أخرى إن المؤتمر الوطني «تحت تحت» مع التأجيل ولكنه لا يريد أن يدفع ثمناً لذلك، بعبارة ثالثة لامانع عنده من أن تستمر تركيبة نيفاشا لأطول فترة ممكنة ولكن يقبل بوصفة جديدة تنتقص الاثنين وخمسين في المائة الموجودة في تركيبة نيفاشا.

بعيداً عن كل هذا فالواضح الآن أن كل الاحزاب غير مستعدة للانتخابات بعد اقل من مائتي يوم.

الحركة الشعبية ذات نفسها افزع ما يكون من توقيت الانتخابات المعلن لانها لم تضع كل الجنوب في جيبها الخلفي انما تحكمه الآن بدستور نيفاشا وصندوق الذخيرة فأي اتجاه لصندوق الانتخابات قد لا يكون مأمون العواقب بالنسبة لها. المؤتمر الوطني هو الوحيد الذي يهز بعصا انتخابات الفين وتسعة لا لانه قوي بل لانه يراهن على ضعف الآخرين وقدرته على التحالف مع الاقوياء منهم. والمؤتمر الوطني يجيد لعبة الاستثمار في الأزمات لان السلطة بيده ولا يريد التفريط فيها إلا إذا كان ضامنا للمرحلة التالية، إذاً يا جماعة الخير الازمة السياسية القادمة لن تكون اثناء الانتخابات ولن تكون حول «الحكام الاجانب لمباراة هلال مريخ والانتخابات «بل ستكون هل تقوم الانتخابات في الموعد «المضروب» ام لا تقوم؟؟ اخيراً تذكروا جدكم ود اب زهانة «حشاش بي دقنو» صاحب نظرية التأجيل الشهيرة في الحياة السودانية «باكر بحش ديك» وبعد باكر بحش ديك» وهكذا كل يوم.

إنشاء الله الواحد الأحد الإنتخابات تقوم في وقتها رغم انف كل خائن