حاطب ليل من لطلئف الصحائف د \البوني

في الأيام الفائتة وقفت على بعض المواضيع التى نشرتها الصحافة السودانية لا تخلو من الطرافة مع عظم فائدتها، فالأخ الأستاذ الطاهر ساتى كتب ذات مرة مناشداً مولانا الميرغنى بأن لا يرجع الى غربته إلا بعد ان يقوم بواجب العزاء في كثير من الاتباع والمريدين الذين ارتحلوا للدار الآخرة اثناء غيابه الطويل، وحذره بأن فيهم أسراً كبيرة ومؤثرة وعدم تقديم العزاء لها سوف يؤثر على علاقتها بالطائفة، وفي تقديرى ان الطاهر قدم نصيحة غالية جداً لمولانا الميرغنى «فتلقيط المعازي» من السلوكيات الراسخة في ثقافتنا التقليدية وله تأثير كبير في العلاقة بين الناس وعدم القيام به يمكن ان يخسف بعلاقات وطيدة، وبما ان الطائفة جزء من البناء التقليدى لابد من ان تهتم بعناصر البناء التقليدى.. لكن يا استاذ الطاهر اشن مولانا فاتته معازي كثيرة كما ان الموبايل قدم له خدمات كبيرة في هذا الشأن ولكن الأهم من ذلك إن سبب عودة مولانا «الافراج المؤقت» هو رحيل شقيقه وهذا جعل كل كبار رجال الطائفة يأتون لمولانا وبالتالى يتم تبادل المعازي في ذات المناسبة فرغم جلل المصاب إلا انه أعفى مولانا من تلقيط المعازي.
من اللطائف الأخرى ما ذكره الأخ الاستاذ زكريا حامد من أن أحد الجوكية سطا على صندوق «ختات» نسائى، فالصناديق النسائية ظاهرة قديمة جداً وتحولت من المنازل الى المكاتب واكبر تطور حدث فيها ان الرجال يدخلون فيها بكثافة فتجد احياناً صندوق نصفه رجال ونصفه نساء وأحياناً بنسب متفاوتة ومرات يكون نسائى بحت ولكن لن تجد صندوقاً رجالياً بحتاً لهذا اكتسبت هذه الصناديق الصفة «الجندرية» المعروفة بها فيمكن للجوكى الذى يستلف من البنوك ان يستلف ختة أو ختين مع وعد بأرباح تضاف «للكوم» وفي هذه الحالة يمكن للمساهمات ان يقبلن بأن تتأخر الصرفة شهر أو شهرين مقابل زيادة في الصرفة فاذا كانت سنوية يمكن ان تكون بعد اربعة عشر شهراً ولكن ستكون المشكلة اذا حدث تعثر فساعتها «سيكون الرماد كال حامدة» لأنه لا توجد رهونات ولا بنك مركزي يقيل العثرة.
من اللطائف كذلك ما أورده الأخ الأستاذ ضياءالدين بلال في مقال له من القاهرة من ان شركات العقارات في مصر قامت بتأجير «رداحات» للهجوم على العملاء الذين يترددون على تلك الشركات مطالبين باستلام العقارات التى تأخرت الشركات بالإيفاء بها فاذا أردنا ان ننقل هذه الفكرة الى السودان يجب ان يبدأ بها صندوق المعاشات الذى نشف ريق المعاشيين بتأخير صرفياتهم البائسة كما ان هناك بعض المحليات التى تؤخر مرتبات المعلمين وهذه يمكن ان تستعين «برداحات» فهل نواصل التعداد؟