بما مضـــــــــــــــى حاطب ليلد/البوني

لا يختلف اثنان في أنّ اكثر بيوت الشعر صمودا امام المتغيرات الجغرافية والتاريخية في الشعر العربي هو الذي قاله المتنبي في العيد (عيد باية حل عدت ياعيد الخ ..... البيت) فرغم تقادم الدهور والحقب الا انه يظل الاكثر حفظا وتداولا كلما مر عيد علي هذة الامة ويكتسب هذا البيت مقومات صموده من عمقه في المعنى ومن روعته في المبنى فالمتنبي هو الذي نقل الشعر من النظر في الخارج الى الغوص في اعماق النفس البشرية ومن التغني الي مصاف الفكر فقد قال البيت المشار اليه وهو مطارد بعيد عن الاهل تفصله عن الاحباب بيداء دونها بيد امسه مثل يومه مثل غده ولكنه استشعر يوم العيد فهذا يعني ان العيد عنده قد تجاوز البعد الموضوعي الي الاحساس الداخلي بمعني لم يرتبط العيد عنده بالمتغيرات الخارجية التي يستقبل الناس بها العيد انما بماينبع من داخل النفس الانسانية ولكن الاهم ان المتنبي جعل من العيد فاصلة بين زمانين العام الذي كان قبله وهو عام امنيات خائبة بالنسبه للمتنبي والعام الذي ياتي بعده ويتمني ان لايكون مثل سابقه
ولكي نجعل العيد مناسبة للجرد السنوي كما فعل شاعرنا المتنبي نذكر الطرفة المنسوبة للاستاذ متولي عيد وهو من افذاذ وابكار الاذاعيين السودانيين وعندما كان مديرا للاذاعة كان صارما ومتشددا في ادراته ثم نقل الي رئاسة الوزارة فابتهج منسوبي الاذاعة ولكن لم يمضي وقتا طويلا الا واعيد مرة اخرى الي الاذاعة فعلق احدهم ورقه على باب مكتبه مكتوب عليها بقلم الحبر( عيد باي حال عدت ياعيد؟) فما كان من الاستاذ عيد عندما جاء لمكتبه وقرا الورقة الا ان اخرج قلمه وكتب بعد علامة الاستفهام (بما مضى) ودخل مكتبه يعني الحال ياهو نفس الحال ذات الصرامة الادارية
دعونا الان بعد هذة الرمية الطويلة ان نجمع بين المتنبي ومتولي عيد ونسال السيد العيد باية حال عدت على سوداننا الكبير هذا؟ في العيد الماضي وفي سهرة تلفزيونية قال احد الفنانين( نسال الله ان يعود العيد علينا والسودان اقل استهدافا) فهذا الفنان وبحسه ا لسياسي المتقدم لم يكن متعشما في ان ينتهي الاستهداف للسودان لذلك تمنى فقط ان يقل الاستهداف ولنا ان نسال الان هل عاد العيد الاخير علينا والسودان اقل استهدافا ؟ كنا نتمنى ان نتمثل بقول امرؤ القيس (اليوم خمر وغدا امر) أي دعونا الان (ناكل مراراتنا ونشوى شيتنا ونشرب شربوتنا وباكر الله كريم) لكن ساركوزي وبوش لم يتركاننا وفي ذات يوم العيد صاح ساركوزي مذكرا السودان بالمحكمة الدولية وبعده بيوم عزف السيد بوش على ذات الوتر وكان خم الرماد لايحلو له الا بشربوت السودان
كما الشريكين الحاكمين لم يقصرا وكادا ان (يحتا القرض ) في جنوب كردفان اذ يبدو ان الدكتور خليل استبدل الزراع الطويلة بالزراع القصيرة
لا اظن اننا يمكن ان نحسب في عداد المتشائمين اذا قلنا ان اجابة سؤال شيخنا المتنبي فيما يتعلق بسودننا كانت عند استاذنا متولي عيد ولكن ولله المنه والحمد كان جدنا امرؤ القيس حاضرا معنا في السودان اذا استطاع دخان الشيات وهذة جمع شية المتصاعد ان يحجب عنا سماع زفرات ساركوزي و ورؤية عبرات البوش(فضحينا وشبعنا وصفينا وشربنا) مع الاعتذار لفناننا الكاشف وكل عام وجميع احبابنا القراء بخير ونسال الله ان يعيدعلينا العيد والسودان اقل استهدافا او كما قال.