حاطب ليل عظمه في فشفاش الضحيه د\البوني

لود البادية اغنية قديمة اسمها «لاموني» يقول مطلعها: «عشان حبيت أنا لاموني»، فبالامس الجماعة «لاموني» ولكن ليتهم لاموني في الحب فهو لوم حميد في شئ جميل، ولكن لاموني لأنني قلت النصيحة، اذ أظهرت تشاؤماً في مقال الأمس ويرى بعض الاعزاء انني قد وضعت «عظمة في فشفاش الضحية»، اذ كان ينبغي ان نبدأ عامنا الجديد بكلمات طروبة تفتح النفس «فالبطن اصلها طامة» فنهاية اية عطلة يعقبها «طُمام بطن» خاصة اذا كانت العطلة عطلة عيد كبير فالناس تأتي منها وكأنها مدفوعة بحراب مسننة نحو العمل «المسيخ»، ولكن في تقديري انه ليس من واجب الصحافة القيام بعملية التناسي وضرب الهم بالفرح، كما أنه ليس واجباتها «العكننة» على عباد الله، انما عليها وضع الاحداث على طاولة التشريح وبعد ذلك تخطئ وتصيب كما يفعل بعض اطبائنا وكلمة بعض هنا مهمة جداً فالدنيا عيد ورحم الله استاذنا حسن ساتي الذي كان يصر في كل طلعة فضائىة بأن تسونامي السودان ليس ببعيد.
اذا تركنا السياسة وهربنا الى الرياضة فلن نجدها احسن حالاً، ففريق الهلال الذي تتوقف عليه عافية الرياضة في السودان حاله يغني عن سؤاله، إذ خرج من الموسم بدون اي «كبكبي» وتشلع فريقه ولحق امات طه واذا استمر الحال على ما هو عليه سيكون الفرق بين العرضة شمال والعرضة جنوب كالفرق بين الزمالك والأهلي مع الفارق في ان الاهلي اصبح فريقاً عالمياً بينما الكرة السودانية كل عام ترذل، ويكفي هنا ان نشير الى مباراتي تنزانيا الاخيرتين اللتين تجرعنا فيهما السم الزعاف ولا ادري ماذا ينتظر هذا الشداد ومن اين له قوة العين هذه، ويكفي فريقنا القومي هواناً ان الفضائىة السودانية تناسته تماماً.. وبمناسبة الفضائية السودانية في تقديري ان كل الفضائيات السودانية كانت نتيجتها في العيد الاخير «لم ينجح أحد» ليس هذا من باب التحامل وليس من باب حيطة التلفزيون القصيرة، إنما من باب المتابعة الشخصية، فقدر ما حاولت ان ابقى أمام اي منهما لفترة طويلة ولو بالاستعانة بكمية من الليمون لم استطع، كنت ابحث عن اختراق اي أن أشاهد شيئاً لم أشاهده في الاعياد السابقة باعتبار ان العيد عبارة عن دوري ممتاز بين الفضائيات، ولكنني لم اقف على اي اختراق فكل البرامج كانت على ذات النمط القديم، اكيد هذا النمط قبل عدة اعوام كان جاذباً، فالمنوعات الخفيفة والغناء ورفع الكلفة وتعليق الخارطة البرامجية كان امراً مدهشاً ولكن اصبح مكرراً، وللأسف ليس في فضائية واحدة انما في خمس فضائيات بالتمام والكمال، فمن الطبيعي ان لا ينجح احد مع اثبات أجر الاجتهاد لكل العاملين في الفضائيات ولكن اجتهادهم كان مؤطراً كقضيب السكة الحديد «طراها الله بالخير». إننا في حاجة الى شوارع مسفلتة وشوارع ترابية، وبمناسبة ترابية يقال إن الشيخ قد صلى صلاة العيد في حي طرفي من احياء العاصمة طبعاً لا توجد مشكلة في هذا فأرض العاصمة كلها مُصلى فأيما شيخ ادركته الصلاة فليصلِ ولكن ان تصطحب رتلاً من «السيارات العلوية» وتصلي وتؤجج وترجع الى حيّك الراقي فإن في الأمر إنّ كبيرة «تاني رجعنا للسياسة»؟؟ الله يقطع السياسة في القبل الاربع وكل عام والجميع بألف خير والقابلة فشفاش مرارتنا اكثر نظافة.