حاطب ليل في أبيي «واطاتنا أصبحت» د\البوني

في الثاني عشر من ديسمبر الجاري وقعت مشادة بين عسكريين احداهما من القوات المشتركة «جياشي» وآخر من الشرطة «بوليس» في مدينة ابيي فقتل أحدهما الآخر فهاجت كل المدينة وخرج عشرات الآلاف «الاعمى شابل المكسر» وارتفعت البنادق وطارت الوكالات والفضائيات بالخبر الذي يقول «تجدد القتال في ابيي» وماجت حكومة الوحدة الوطنية وارتفعت عقيرة قوات اليوناميس واليوناميد وعاد إلى الاذهان فيلم مايو الذي مات فيه الناس في ذات المدينة وبالجملة وتبارى محررو الأخبار في وصف أبيي فمنهم من وصفها بأنها المدينة الغنية بالنفط «خلاص أبقيق دي» ومنهم من وصفها بانها المدينة المحتقنة بالتوتر «خلاص كابول دي » ومنهم من وصفها بأنها نقطة التماس بين الشمال والجنوب «خلاص كشمير دي» واجمعوا كلهم بأنها ستكون القندول الذي سوف «يشنقل» نيفاشا. نعم لقد كان الحادث محدوداً ولكن من تعرض للدغة الثعبان سوف يخاف من «جرة الحبل» كما يقول المثل السوداني.. وهكذا وضعت الاقدار والاحداث مدينة أبيي «والمدينة هنا استعمال مجازي» ابيي رأس حربة للسلام الشمالي/ الجنوبي ويكفي الآن انها في لاهاي امام محكمة تحكيم دولية وهذه غير محكمة العدل وغير المحكمة الجنائية الدولية وكلها في لاهاي ونحن ان شاء الله في السودان زبائن للثلاث «تطير عيشتنا نحن».
لم تكن ابيي مدينة تداخل بين المسيرية والدينكا نقوك في يوم من الايام، بل كانت مدينة تماس بين القبيلتين، وبالتالي بين الشمال والجنوب، ويكفي ان القبيلتين كانتا وقود الحرب الأهلية في السودان بفترتيها الأولى والثانية، لا بل اتفاقية اديس ابابا بدأ تبخرها من أبيي ونيفاشا الآن مرشحة للتبخر من أبيي لا سيما وان الشغلانة لم تعد نزاعاً ثقافياً أو عنصرياً أو جغرافياً عادياً بل «جابت ليها بترول» فمن أراد ان يتأكد من إمكانية تحول البترول من نعمة إلى نقمة فلينظر إلى أبيي.
أبيي في اتفاقية نيفاشا وضع لها بروتوكول خاص يتصادم حتى مع اتفاق ميشاكوس الاطاري الذي قامت عليه نيفاشا، فالاطاري يقول ان حدود الشمال والجنوب هي حدود يناير 1956م ولكن البروتوكول مطط حدود بحر الغزال في جسم كردفان.. فالخبراء لم يلتزموا بميشاكوس ومفاوض المؤتمر الوطني فاتت عليه الشغلانة، لذلك ظهر الشيطان عند التطبيق فكان الذهاب إلى لاهاي وتكوين إدارة محلية وقوات مشتركة، ولكن للأسف القوات المشتركة مكونة من المسيرية ودينكا نقوك لذلك كانت أول من أخرج من المدينة وبما ان القوات المشتركة على حسب نيفاشا ستكون هي القوات السودانية في حالة اختيار اهل الجنوب للوحدة في العام 2011م فإن ما حدث في أبيي في الثاني عشر من ديسمبر يقول إن «واطاتنا اصبحت اكان دي القوات المشتركة نواة قوات الوحدة» والعبارة هذه قالها الاستاذ ادوارد لينو القيادي في الحركة الشعبية وهو من ابناء ابيي في القاهرة في نوفمبر المنصرم.. فيا زعماء ابيي يكفي أهل ابيي ما عانوه من فقر وتخلف ودمار ودموع!!

نرجوا من كل الاعضاء المنتدى الاهتمام بقراة كبار الكتاب والصحافين بما لهم من خبره فى مجال الكتابه الاستفاده منهم:-
د/عبداللطيف البوني -الراى العـــام
الاستاذ.انور التكينه-الصــــــــــحافه
الاستاذه.منى ابوزيد-ِالراى العــــــام
(نسبة للغياب .نزلة 4 مواصيع متتاليه لي البوني وشكراً)