سوق سيء جداً د\البوني

الدولة ممثلة في وزارة الصحة المالكة لمستشفى الخرطوم التعليمي قامت بتأجير مستشفى الخرطوم الجنوبي الذي يتوسط ذلك المستشفى التعليمي أقدم وأكبر مستشفى في السودان لشركة قطاع خاص بهدف توطين العلاج بالداخل أي ادخال خدمات طبية ظل الناس يركبون الطائرات ليطلبوها في «بلاد برة» فالمستشفى الجنوبي أصلاً كان يدار على أسس تجارية وأتمنى ان لا نستبق الأحداث ونعزف موال التباكي على القطاع العام ولنصبر صبراً «يبل الآبري» حتى تنضج التجربة فنحكم لها أو عليها.

إدارة المستشفى الجنوبي الجديد «قطاع خاص» بدأت في تقديري بداية موفقة فباتفاق ثلاثي بين الشركة والوزارة واسم عالمي في الطب قامت بزراعة عدد من الكلى وقررت اجراء عشر عمليات زراعة في الايام القادمة على ان تتواصل العمليات، أما الاسم العالمي فهو زارع الكلى الأول في السودان «بعد رحيل عمر بليل» الدكتور كمال ابو سن الذي قام بزراعة اربعمائة كلية في السودان وحده ألا يعطيه هذا مرتبة الشرف الأولى؟؟

لم نقل إنه الوحيد فالسودان والحمد لله مليء بزارعي الكلى والمحاصيل ولكن تنقصه الامكانيات.. ما علينا وهذه قصة أخرى.

المهم وبدايات العمل تجرى على قدم «فقط» جاء مندوب من المركز القومي لزراعة وجراحة الكلى وهو من تلاميذ الدكتور ابو سن إذ تلقى على يديه جرعات تدريبية واقتحم غرفة العمليات وأخذ معلومات من محضر العملية وطلب سيرة ذاتية للدكتور كمال ابو سن «ذات نفسه» وقال بعدم جاهزية المستشفى لاجراء عمليات الزراعة «انظر اخبار اليوم 81/21/8002م الصفحة الأخيرة».

فيما بعد اصدرت وزارة الصحة على لسان الاستاذ خالد حامد بخيت مدير الاعلام بياناً توضيحياً قال فيه ان المركز المعني لم يصدر أي امر بايقاف الدكتور ابو سن وان الدكتور ابو سن مكان تقدير الوزارة وإن المركز كان يقوم بعمله الروتيني وان المستشفى الجنوبي الخاص يعتبر اضافة حقيقية للخدمات الطبية النوعية بالبلاد «انظر الوطن 81/21/8002م».. طيب يا خالد ماذا انت قائل في قول الدكتور ابو سن الذي قال ان مسؤول المركز قد طلب سيرته الذاتية؟؟ أجيبك أنا.. لكي يحتفظ بها في الدوسيه الخاص بالمستشفى في اضابير مركز الكلى.. فيما بعد صدر اعلان من ادارة المستشفى بأن العمل قد تواصل في المستشفى فليسعد كل السودانيين «المضروبين في التنك» وهذا المصطلح يستعمل للذين يعانون من الفشل الكلوي.

إن قضية ابو سن تفجر قضية أساسية ظللنا نتهرب منها لوقت طويل وهي أن كل الكفاءات الطبية التي حاولت العودة إلى السودان لتقديم خدماتها فيه لا بل فلنقل حاولت الاستثمار في العمل الطبي في السودان تعرضت لمضايقات وعكننات من ذات القائمين على العمل الطبي في البلاد ولدينا شواهد كثيرة ويمكن ان نتحصل على شواهد أكثر.. مع وافر احترامنا لاطباء السودان وتقديرنا لهم، إلاّ ان بعض ديناصورات الطب في السودان وبعض الاشبال ظلوا يقفون سداً منيعاً مستغلين المؤسسات المنوط بها تنظيم المهنة في السودان.. فيا جماعة الخير الشغلانة اصبحت «سوق» ولكنه ليس سوقاً حراً انما سوق أسود من حظ السودان.

? كسرة مهمة

والمقال في طريقه للنشر جرى اتصال بيني وبين استاذنا وصديقنا الاكبر البروفيسور عبد الرحمن محمد موسى كان يشكو فيه من ظلم حملة الاقلام للمجلس الطبي، فأخبرته بأمر هذا المقال وقال لي ان الامور ليست بهذه الصورة السوداوية وان الابواب مشرعة للكفاءات السودانية القادمة من الخارج واتفقنا على جلسة مشتركة سوف ننشر حصادها لاحقاً.