حاطب ليل \دعوة حاج في أم قلة د\البوني

قالوا الحجيج قطع
طالب نور البقع
قلبى زاد وجع
حماني القيد منع
هذا المقطع من قصيدة للشيخ المادح المجيد ابوكساوى سبق ان نسبناها خطأ للشيخ حاج الماحي فإن كان شيخنا ود ابوكساوي موجوع من قلبه لأنه لم يكن مع الحجيج ولم يناديه المنادي في ذلك العام، فلو كان ضمن الحجيج السوداني في الأعوام الأخيرة لاصابه وجع القلب حتى ولو كان ضمن الحجيج من جراء الاجراءات والتصرفات التى تقوم بها حكومة السودان ممثلة في وزارة الارشاد والأوقاف المسؤولة عن هيئة الحج والعمرة، وكي اجيكم من الآخر اتصل بي يوم السبت 20 ديسمبر الموافق 22 ذوالحجة أحد الحجيج السودانيين من مكة تحصل على رقم تلفوني من استقبال الجريدة وقال لي: اكتب على لساني اننى الآن داخل الحرم وفي مواجهة بيت الله وادعوا من قلبى على كل القائمين بأمر الحج في السودان فقد اضاعوا حجتي «الله يضيعهم»، فعلى حسب قوله انه كان ينبغى ان يكون بين اهله قبل اكثر من اسبوع، وطفق يحكي لي عن معاناته، فلم يكن امامى الا ان اطلب منه ان يصبر ويدعو الله بأن يفك أسره ويزيل كربته ويعود الى اهله سالماً وحاجاً حجاً مبروراً.
في صحيفة «آخر لحظة» الصادرة يوم الخميس 18ديسمبر جاء ان الحجاج السودانيين اغلقوا شوارع مكة وجدة واضربوا عن الطعام!! فحجاج مكة خذلتهم عمليات الطيران وحجاج جدة خذلتهم عمليات البحر، أين انت يا هاشم بامكار؟ ولماذا لم تحقق حلم انشاء كوبرى بين جدة وبورتسودان ليحج الناس كداري أو بالدواب طبعاً الهايسات ممنوعة بأمر ادارة المرور والروزات والبصات ستكون تابعة لادارة الحج والعمرة وليست مفتوحة للمنافسة.
لم تكن المعاناة هذا العام في السعودية بل بدأت من هنا ومن سواكن بالتحديد حيث تأخر الحجيج كذا يوم لأن البواخر المتفق معها اتضح انها فاقدة لصلاحية الابحار فتدخل مجلس الوزراء وتم نقلهم بالطائرات، فما ذنب الخزينة العامة وما ذنب المواطن الحاج الذى سجن في سجن سواجن «وهذا هو اسم المدينة الأصلى» ومن الذى ارتكب هذا الخطأ الاداري؟ وان جينا للحق فالاخطاء التى تصاحب عملية الحجيج لا تحتاج الى محاسبة انما تحتاج الى اكبر من ذلك بكثير، لاحظ عزيزى القاريء اننا هنا لم نتطرق لعقم الاجراءات والتكاليف الباهظة التي يدفعها الحاج السوداني وكيف ان دولة السودان التى تحكم بالشريعة الاسلامية تستغل هذه الشعيرة باسم تنظيمها ولا نود ان نقارن بين حجاج الدول الأخرى وما ينعمون به من راحة لا بل ورفاهية وحجاج السودان، فقد شهدنا هذا بأعيننا ولمسناه بأيدينا ولم يكلمنا أحد.
لقد اصبح موسم الحج في السودان مقروناً بعناوين الصحف التى تتحدث عن معاناة الحجاج وعذاباتهم التى ما انزل الله بها من سلطان وأحياناً يتدخل التلفزيون كي يعكس المعاناة بالصورة والصوت، فالأمر لا يحتاج الى اثبات ولا يحتاج الى درس عصر فأنت سوداني تقرأ الصحف وتشاهد التلفزيون وتسمع الاذاعة فأنت مدرك لعذابات الحجيج حتى وان لم تكن حاجاً أو لم يحج أحد أفراد أسرتك، فالسؤال هنا الى متى تتفرج الدولة وأحد وزاراتها تفشل في أداء مهمتها المقدسة هذه؟ لماذا لا تترك الدولة الحج للقطاع الخاص وتقوم بالدور الرقابي؟؟ الدولة التى بدأت تخرج من خدمات الصحة والتعليم تقوم باحتكار الحج مش حاجة غريبة؟؟ الدولة يجح سياسييها حجاً سياحياً لا تريد لغمار أهلها ان يحجوا حجاً عادياً بدون تعذيب.. الى متى؟ الى متى؟.. الى متى؟؟