حاطب ليل شراء المحاصيل من الاسواق د\البوني

أصدر بنك السودان قراراً يمنع بموجبه المصارف من شراء المحاصيل الزراعية من الأسواق المحلية انما عليها القيام بعملية تمويل العملاء فقط وفقاً للأسس والضوابط المعمول بها. وهذا القرار يعتبر إلحاقاً لقرار صادر في العام 2002م يسير في ذات الاتجاه.. اذاً يا جماعة الخير هذه البنوك كانت تدخل مباشرة في شراء المحاصيل الزراعية منذ أمد بعيد، وليس هذا العام بدليل القرار الصادر في 2002م وحتى بعد ذلك القرار التنظيمى والذى وضع بعض المحددات ظلت البنوك سادرة في غيها «معليش» نقول ماضية في عمليات الشراء المباشر بدليل صدور قرار جديد في خواتيم العام 2008م.. وهنا يحق لنا ان نتساءل ما هي الضمانات التي تقدمها البنوك لنفسها عندما تدخل في مثل هذه العمليات؟ سؤال سطحى مش؟؟ الذى يعرف ألف باء العمل المصرفي يعلم ان أي مليم يخرج للتمويل من البنك يجب ان يكون ذلك بضمانات معينة كرهن عقاري أو بضمان المنشأة اذا كانت أصلاً رأسمالياً ولكن «يطرشنا» لو سمعنا ان السلعة المستهلكة هي الضامن في حد ذاتها.. اذاً يا جماعة الخير هذه البنوك كانت تدخل في عمليات شراء المحاصيل «توووش» وبدون أي ضمانات أو تعتبر نفسها عميلاً وتعتبر السلعة «سمسم القضارف مثلاً» هي الضمان أو بعض الموظفين يقومون بالعملية اذا ربحت يعتبرون العملية عمليتهم واذا خسرت تحسب على البنك.. اذاً السؤال ليس سطحياً انما حفرة عميقة أو على أحسن الفروض ان البنوك أسهمت في نشاط طفيلى على حساب نشاط تنموي، هذا اذا كانت بنوكنا لديها نشاط تنموي من أصلو. على العموم مشكور بنك السودان الذى أصدر هذا القرار والذى هو بمثابة شهد شاهد ليس من أهلها بل من رؤسائها، ومشكور ثانية لأنه يوضح لنا الأسباب التى دعته لذلك، فهي معلومة بطريقة يغني المغنى وكل يبكى على ليلاه.
ضربة أخرى موجعة تلقتها البنوك السودانية التى أصبحت مثل الفريق القومى والهلال في تلقى الضربات الموجعة، فالسيد رئيس الجمهورية وفي زيارته الأخيرة لسنار قال وعلى رؤوس الاشهاد ان هذه البنوك ليست اسلامية انما هي بنوك رأسمالية، وعلى حسب علمي ان السيد رئيس الجمهورية قد نال شهادة ماجستير من معهد تأصيل المعرفة بجامعة الجزيرة، فشهادته هنا شهادة عالم وليست شهادة سياسي. ولكن السياسة تدخل في ان رئيس الجمهورية ازال عن تلك البنوك قدسية كانت ترهب بها الناقدين لسلوكها الذى في معظمه غير مشرف ليس في دعمها للنشاط الطفيلى ومجافاتها للنشاط التنموي فقط بل في تسببها لبعض موجات الغلاء وفي تعثراتها التى تتمثل في اعطاء من لا يملك لمن لا يستحق، وفي مرابحاتها التى تصل الى أرقام فلكية.. طيب يا جماعة الخير البنك الجنوبي المركزي الجديد «ماليهو حق» عندما طالب بفرز عيشته من بنوك الشمال؟؟