المدائح النبوية ... مقال منقول

من الأقوال التي راجت عن مناسبة نظم «البوصيري» لقصيدة البردة أنه أصيب بالشلل النصفي و حار الأطباء في شفائه .. فصلى الرسول الكريم مائة مرة ثم نام فرأى رسول الله في منامه وهو يخلع بردته عليه .. فقام من نومه وهو معافى البدن، لا يشكو من شيء ! ..
البردة هي معلقة المدائح النبوية التي سار على نهجها الكثير من الشعراء .. ولعلها القصيدة الأولى التي امتزج فيها مدح الرسول الكريم بالانعطافات الصوفية الغارقة في العاطفة .. كالتحذير من هوى النفس .. والتوسل بالرسول الكريم .. والمناجاة وعرض الحاجات ..
ولقصيدة «مصر المؤمنة» للشيخ «البرعي» رحمه الله قصة مرض أعقبه شفاء تشبه كثيراً مقام قصيدة «البوصيري» .. رواها بنفسه عندما سئل عنها في حوار تلفزيوني ! ..
في مدائح الإمام «البوصيري» .. أو الشيخ «البرعي» .. أو «حاج الماحي» .. أو غيرهم، لا يهمنا الوقوف عند بقدر ما يهمنا الوقوف عند جزالة النظم و سمو المعنى .. والرقة والطلاوة التي يجيش لها الصدر .. ويتهدج الوجدان .. ويفيض الدمع شوقاً إلى لقاء الحبيب المصطفى .. وطمعاً في شفاعته يوم لا ينفع مال ولا بنون ! ..
تلك الحالة الصوفية التي تغسل الروح هي من موجبات عظمة المدائح النبوية إلى جانب كونها تحفظ في مضامينها الحوادث التاريخية .. والسيرة والمعجزات النبوية .. وأسباب نزول الآيات القرآنية .. ومناسبات الأحاديث .. وقصص الصحابة .. إلخ .. ! ..
وفي ذلك خير رد على من يتهمها بالغلو .. فمادح الرسول الكريم قد أخذ نهجه من القرآن الكريم .. والله سبحانه و تعالى هو أول من مدح رسوله عليه الصلاة و السلام في مواضع كثيرة من القرآن الكريم منها قوله تعالى : « وإنك لعلى خلق عظيم» ! ..
مديح الرسول الكريم يدخل في قبيل الآداب والفنون التي لا يحتاج انتقالها بين الشعوب إلى جواز سفر .. لذلك فهي من خير الطرق لتكريم رسول الله و تعريف الآخر ين به إذا صاحبها القليل من الجهد في الترجمة ! ..
برنامج «المدائح النبوية» الذي تبثه الفضائية السودانية ويقدمه بروفيسور «إبراهيم القرشي» وفرق المادحين ذات الأداء «الأصيل» .. من البرامج الرائعة .. فقط ينقصه شريط ترجمة إلى الإنجليزية ! ..
التغني بمدح رسول الله الذي نعرف هو : الطار الذي يضرب على أوتار القلب .. والصوت الشجي المتهدج .. والخشوع الصوفي .. والملامح الذائبة من وقع القول و رهبة المعنى ! ..
وهو لا يشبه الكثير من أغنيات اليوم التي أفرغت مدح الرسول الكريم من محتواه العميق .. وجردت المستمعين إليه من خشوعهم ..
الكثير جداً .. جداً .. مما تعرضه فضائياتنا وتسميه بالمدائح النبوية ما هو إلا «أغنيات دينية» .. «هوجة جماعية غير مدروسة» .. «موضة فنية» ليس إلا !

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه أجمعين ، أما بعد فـهـذا رد و تعقيب على مقال :

الأستاذة / منى أبوزيد ... الذي كتبته في جريدة الرأي العام ... عدد يوم الجمعة 26/12/2008م الموافق 28/12/1429هـ العدد رقم : ( 22542 ) : تحت عنوان :

المدائح النبوية : (( طار )) و (( وقار ))
و قد قمت بنشر صورة من المقال المذكور على صفحات هـذا المنتدى مساء في نفس مساء يوم الجمعة و كانت تحت عنوان :
المدائح النبوية ........ مقال منقول ...

و بعد نشر هـذا المقال بساعة تقريباً قام الأخ العزيز / عبداللطيف الحاج بنشر نفس المقال على صفحات المنتدى تحت عنوان : المدائح النبوية : (( طار )) و (( وقار )) .

بعد نشر أكثر من صورة أو نسخة للمقال المذكور توقعت أن يجد المقال تجاوباً و بعض التعليقات من الإخوة و الأخوات زوار و أعضاء المنتدى لكن للأسف هـذا لم يحدث ،،،

على كل حال هـذا تعليق بسيط على بعض النقاط التي وردت في المقال المذكور :

• الثناء على قصيدة البردة : هـذه القصيدة فيها الشرك الصريح وقد تكلم على هـذه القصيدة علماء أجلاء من أهل العلم وقد بينوا الخلل الموجود فيها و كيف أن الناظم نسب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم أموراً لا تجب إلا لله سبحانه و تعالى .

• قصيدة مصر المؤمنة : نحن نسأل الكاتبة قبل الناظم ( رحمه الله ) هـل مصر مؤمنة بالله أم بأهـل الله ؟؟ و من هم أهـل الله ... وكيف نعرف أهـل الله ، من دون خلق الله ، فنشير على شخص بعينه فنزكيه و نقول هـذا من أهـل الله ... هـذا مثل قول البعض : أولياء الله ... قال تعالى في سورة يونس : الآيات : 62 و 63 : ( آلا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولاهم يحزنون ** الذين آمنوا وكانوا يتقون ) .... جعل الله عز و جل شرطين لولاية الله هـما : الإيمان و التقوى ... فكيف نعرف أن هـذا تقي فنزكيه والتقوى محلها القلب ، و القلوب لا يعرف سرها إلا خالقها سبحانه و تعالى ... لذلك كان من منهج أهل السنة والجماعة : أنهم لا يشهدون لأحد من أهـل القبلة بجنة و لا نار إلا من شهد له الله بذلك أو رسوله صلى الله عليه و سلم ،،، حتى من قتل وهـو يجاهـد في سبيل الله لا يشهـدون له بذلك .

• تقول الكاتبة إن صاحب قـصيدة البردة البوصيري : رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم في النوم ..... و نحن نسأل الكاتبة : هـل يؤخذ الشرع من المنامات ؟؟؟

• تقول الكاتبة و غيرها : أن المديح فيه دلالة على حب الرسول صلى الله عليه و سلم ،،، و نحن نقول لها أن حب الرسول صلى الله عليه و سلم يكون بإتباع سنته و طاعته في كل ما جاء به عن ربه و صار من شرعه وسنته ،،، لكننا لا نرى مظاهـر هـذا الحب على الغالبية العظمى من هـؤلاء المادحين فلهم جملة من المخالفات الصريحة الواضحة منها على سبيل المثال لا الحصر :

1. كثيرمنهم يخالفون السنة في الأذكار الصحيحة الواردة عن الرسول صلى الله عليه و سلم .
2. كثير منهم لا يلتزمون بأمره صلى الله عليه و سلم : في توفير اللحية مع أن الأمر يقتضي الوجوب .
3. كثير منهم لايلتزمون بأمره صلى الله عليه و سلم : في النهـي عن إسبال الثياب .
4. كثير منهم لا يلتزمون بأمره صلى الله عليه و سلم : في النظافة فتجد منهم من هـو ثائر الرأس ، رث الثياب ،،، زاعماً أن ذلك من علامات الزهـد و التقوى .
5. كثير منهم لا يلتزمون بأوامره صلى الله عليه وسلم : بل مدار الأمر كله عندهم على ما يقوله مشياخهم و إن خالف أمر الني صلى الله عليه وسلم .
6. هـذه بعض المخالفات الظاهره و لو ذهبنا نستقصي أو نتتبع غيرها من المخالفات لطال بنا المقام ،،، و التي أوردتها هـي مخالفة ظاهـرة واضحة جلية ،،، على سبيل المثال فقط .
7. لا يقولن قائل : إن الأمور المذكورة أعلاه ليست من الدين ؟؟ أو ليست بمقياس ؟؟ بلى إنها من الدين و إنها لمقياس على الحب و المتابعة للرسول صلى الله عليه و سلم ... أو ليس قـد قال الله عز و جل في سورة آل عمران : الآيات : 31 و 32 : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم و الله غفور رحيم *** قل أطيعوا الله و الرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين ) .
8. الكثير منهم ( إلا من رحم الله ) لا يحرصون على طلب العلم الشرعي .
9. كثير منهم لا يتقيدون بالأذكار الشرعية الواردة ، الصحيحة عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، بل لديهم أذكار و أوراد مبتدعه ورثوها عن مشايخهم .

• تقول الكاتبة : إن المديح يهيج في النفس الصفاء و النقاء ، فيفيض الدمع ... و نحن نسأل هـل يفيض الدمع من تلاوة القرآن أم من سماع المديح ؟؟؟ المديح الذي فيه كل هـذا الهرج و المرج و كثير من الحركات التي يفعلها الدراويش .... قال تعالى في سورة الحشر الآية رقم 21 : ( لو أنزلنا هـذا القرآن على جبلٍ لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله و تلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ) .

• ما رأي كاتبة المقال في هـؤلاء الفتيات الفاتنات و هـن في كامل زينتهن : يرددن المديح صباح مساء في سائر قنوات التلفزة السودانية ، بل لم يكتفوا بالسودانيات بل جاءوا معهن بالمصريات .

• ما رأي كاتبة المقال في الآلات الوترية وغير الوترية والمعازف المصاحبة لهـذا المديح ... هـل تعرف الكاتبة الحكم الشرعي للمعازف و الموسيقى ؟؟؟

• قالت الكاتبة ما نصه : ( مدح الرسول يدخل من قبيل الآداب و الفنون فهي خير الطرق لتكريم الرسول ) ، هـل يقول بهـذا القول عاقل .... نترك ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم .... ثم نذهب نكرمه صلى الله عليه و سلم من باب الفنون و الآداب .

• أثنت كاتبة المقال على مقدم برنامج للمديح في التلفزيون السوداني أظن أن البرنامج إسمه : ( حلل البريق ) ؛ و أن الرجل بروفيسور ... و نحن نسأل هـل الأجدى و الأنفع للأمة و لنا في السودان على وجه الخصوص أن يتحدث البروفيسور عن العلم الشرعى : التوحيد ، إتباع السنة ، إيضاح البدع والنهي والتحذير من خطرها على التوحيد وعلى عموم الشريعة أم الأجدى و الأنفع أن يتحدث عن المديح و المادحين ؟؟؟ خصوصاً و أن الرجل بروفيسور وهـذا اللقب يدل على أن الرجل نال درجة عالية من التعليم ... و أنا والله أجهل مجال تخصصه العلمي ... المهم أن الرجل على درجة عالية من العلم .

• و هناك سؤال هـل المديح عباده أو ذكر ؟؟؟ إن كان ذكر ، فالذكر عباده ، فهـل تكون العبادة بهـذه الطريقة مع العلم بأن العبادات توقيفية ، الأصل فيها المنع إلا بدليل !!!!!!

• لو ظل الإنسان طيلة حياته لا يمدح ولا يستمع للمديح هـل في ذلك مخالفة للشريعة الإسلامية ؟؟؟ أو هـل في ذلك مخالفة لأوامر الشريعة الإسلامية ...؟؟؟ الجواب ...لا .. لكن بالمقابل مخالفة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم و الإبتداع في الدين مصيبة كبيرة .

• ختاماً أقول : أين قوله صلى الله عليه و سلم : خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم ، فهـل هـذا من هـديه صلى الله عليه وسلم .

في الختام : إن كان هـذا الرد صواباً فمن الله و له الحمد و الشكر ، و إن كان غير ذلك فمني و لا أنكره غير أنني لم أتعمده ، و أسأل الله سبحانه و تعالى العفو و المغفرة .... آمين يا رب العالمين .

هـذا و بالله التوفيق ، و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم .

....... يتبع .... إن شـاء الله تعالى ......

أخـوكم / الهـدهـد

اقتباس :

هـذه المداخلة و هـذا التعليق من الأخ الشيخ / هـشام مبارك [/b]

اقتباس :

محمد ص كتب:

شبابنا الناهض
سلام الله عليكم.. وتحياتي طيبات للجميع وأخص الهدهد وهشاما
لقد أتعبتم من جاء بعدكم. اختلف معكم ولست بخيركم.
ولا أعيب عليكما غضبتكما المضرية فما جئتما به مما هو شائع في الفقه السلفي،
ولا أصفه هكذا تبخيسا. لكني أرى في اختلاف الفقهاء سعة ورحمة لعامة المسلمين
ولا أعرف عمدة لفك ذاك الخلاف، وقد سبقنا اليه من هو أعلم وأرفع،
ولدينا مسألة الصلاة ببني قريظة: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يصلين العصر
الا في بني قريظة" أو ما في معناه وأكون شاكرا لو تصدى أحدكما لتحقيقه كاملا.
ولامشاحة في الاختلاف.
وقد تصديتم للمسألة من وجهة التحريم، وكلنا نعلم ونصر أن نختلف في مسائل "هلا
بعثتم معها بالدف من يقول أتيناكم أتيناك فحيانا وحياكم... فالأنصار أهل طرب"
وقد نظر ابن حزم الظاهري في حديث "الحر والحرير والقيان والمعازف.." باجتماعها
وقال مالك "انما يفعله فساقنا.." وهو بالتأكيد يعني أن من يفعل الغناء ليسو هم أئمة
الناس والمساجد..
أما البوصيري – جزاه الله خير الجزاء - وماجاء في بردته التي سارت بذكرها الركبان
فهو خير مثال – لو صدقنا فهم من يرى بعض كفريات في القصيدة – على اختلاط
الخطأ والصواب.. هل يخرج عن الدين من خلط عملا سيئا بصالح؟ ماكان أحراك
أخي الهدهد أن تعترف ببعض مافيها من خير ثم تتصدى للتشكيك في كفرياتها..
رحم الله القائل
دع ما ادعته النصارى في نبيهم وانسب اليه ماشئت من الكرم
والقائل
خالف النفس والشيطان واعصهما وان هما محضاك النصح فاتهم

ومما يلذ لي في البردة استهلالها، حتى أنني أسميت بنتي بذاك:
ريم على القاع بين البان والعلم أحل سفك دمي في الأشهر الحرم

وقال أيضا:
فما لعينيك إن قلت اكففا همتا ... ومالقلبك إن قلت استفق يهم
وقال
مولاي صل وسلم دائما أبدا ... على حبيبك خير الخلق كلهم

وممن ذهبوا لإجازة الغناء- مثله مثل الشعر حسنه حسن وقبيحه قبيح- الشيخ
يوسف القرضاوي وهو (عندي) يعدل كل شيوخ نجد – قرن الشيطان. وبارك الله في
يمننا وشامنا. ووالله ماقصدت تحويل الأمر لحمية جاهلية. ومعه الترابي لكني أعلم غالب
الناس عنه منفضة وإن أصاب.
وليس كل المديح غناء أو بالمعازف. ولا أدري لماذا تريدان للناس أن ينكبوا على جادة
الأمر بلا ترويح، وكان عليه الصلام والسلام يسمع حادي الابل (من هو؟) ويستبطئه
"رفقا بالقوارير".. وقال: "روحوا القلوب ساعة بعد ساعة... "
أما تساؤلات الأخ الهدهد عن أحكام التقصير والاسبال والبكاء الأولى به القرآن، وغيرها
وغيرها فهو عندي مما يختلف فيه وبعضه تنطع. "فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا.. الآية"
ولم يقل قرأوا القرآن. والدعاء مخ العبادة ولكل أن يدعو بما يسره الله له.

هـذا المداخلة و هـذا التعليق من الأخ الفاضل / محمد الصائم

اقتباس :

هـذا التعقيب من الأخ الشيخ / هـشام مبارك[/b]

اقتباس :

هـذا تعقيب من الهـدهـد[/b]

اقتباس :

[/b]

هـذا تعقيب من الهـدهـد[/b]

اقتباس :

هشام السريحه كتب:

صراحة قد شدني الموضوع جداً، و جزاك الله خيراً أخي الهدهد على هذه المواضيع الخيرة و المفيدة التي تطرحها دوماً، و لأني لا أملك حجة أو دليلاً فقد بحثت في الإنترنت و خرجت بفتوى من موقع إسلام ويب عنوانها التالي :
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=5211
وقد نقلتها إليكم لتعم الفائدة :

رقـم الفتوى : 5211
عنوان الفتوى : قصيدة البردة تشتمل على أمور مناقضة للتوحيد
تاريخ الفتوى : 16 صفر 1420 / 01-06-1999
السؤال

هل ما ورد في قصائد البردة ونهج البردة من مغالاة في مدح الرسول هو من باب البدعة أو الحرام؟ وهل يمكن حملها على طريق التشبيه في اللغة، كما في: "يا كاشف اللوح بل يا لامس القلم"؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فهذه القصيدة المسماة بالبردة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم وقع صاحبها في الغلو المذموم، والإطراء الذي نهى عنه نبينا صلى الله عليه وسلم في قوله: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله" رواه البخاري.
ومن ذلك قوله:
يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم
ولن يضيق رسول الله جاهك بي إذا الكريم تجلى باسم منتقم
فإن لي ذمة منه بتسميتي محمداً وهو أوفى الخلق بالذمم
إن لم يكن في معادي أخذا بيدي فضلا وإلا فقل يازلة القدم

واللياذة طلب الخير، كما أن الاستعاذة طلب دفع الشر، وكلاهما من العبادة التي لا تصرف إلا لله تعالى.
وقد دافع البعض عن الناظم بأن مراده الشفاعة يوم القيامة، وهذا لا يخرجه من المحذور، فإن الشفاعة حق يؤمن به أهل السنة، لكنها لا تكون إلا بعد إذن الله تعالى للشافع، ورضاه عن المشفوع له، كما قال تعالى: (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) [البقرة: 255]. وقوله: (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى) [الأنبياء: 28].
وهذه هي الشفاعة التي أثبتها القرآن.
أما الشفاعة المنفية في قوله تعالى: (فما تنفعهم شفاعة الشافعين) [المدثر: 48]. وقوله: (فما لنا من شافعين) [الشعراء: 100]. وقوله: (ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع) [غافر: 18].
فهي الشفاعة التي كان يعتقدها المشركون، وهي من جنس شفاعات الناس في الدنيا، فلا تحتاج إلى إذن المشفوع عنده ولا إلى رضاه عن المشفوع له.
ومن عرف الفرق بين الشفاعتين كان توجهه إلى الله تعالى، لا إلى الشافع، وكان دعاؤه: اللهم شفع فيّ نبيك صلى الله عليه وسلم.
وأيضاً: فالشفاعة حق ثابت لنبينا صلى الله عليه وسلم، لكن الله لم يشرع طلب ذلك منه في الدنيا، ولم يشرعه رسوله صلى الله عليه وسلم، فمن فعل ذلك فقد أتى بسبب يمنع حصول مطلوبه، لوقوعه فيما لا يرضاه الله من سؤال غيره والتعلق بسواه.
وقوله: فإن لي ذمة منه بتسميتي.. إلخ.
كذب على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم، فليس بينه وبين من اسمه محمد ذمة إلا بالطاعة والاتباع، لا بمجرد الاشتراك معه في الاسم.
وقوله: إن لم يكن في معادي آخذاً بيدي.. إلخ.
فيه اعتماد على المخلوق ونسيان للخالق، ومنافاة للتوكل الذي هو من أعلى مقامات العبودية.
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم لأقرب الناس إليه أنه لا يغني عنهم من الله شيئاً، كما في الأحاديث الصحيحة ، ومن ذلك ما في الصحيحين أن أبا هريرة رضي الله عنه قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل الله عز وجل (وأنذرعشيرتك الأقربين) قال: " يا معشر قريش أو كلمة نحوها اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئا . يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئا . يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئا . ويا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا. ويا فاطمة بنت محمد سليني ما شئت من مالي لا أغني عنك من الله شيئا ".
والحاصل أن المؤمن الموحد لا يسأل إلا الله، ولا يدعو غيره، ولا يطلب الشفاعة من الشافع في الدنيا، وإنما يسأل ربه أن يجعله أهلاً للشفاعة، وأن يأذن للشافع حتى يشفع له .
ومن الغلو المذموم قول الناظم.
فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
ومعلوم أن الإنسان لا يجود إلا بما يملك، فمقتضى ذلك أن الدنيا والآخرة ليست لله، بل لغيره، وليست منه، بل من سواه. وفي هذا مصادمة واضحة لقوله تعالى: (فلله الآخرة والأولى) [النجم: 5].
وقوله: (وإن لنا للآخرة والأولى) [الليل: 13].
فليست الدنيا ملكاً لمحمد صلى الله عليه وسلم ولا الآخرة، ولا خلقنا لأجله كما يعتقد بعض الجهلة معتمدين في ذلك على حديث مكذوب موضوع.
وقوله: ومن علومك علم اللوح والقلم. كالذي قبله، غلو وجهل مصادم للنصوص الصريحة المبينة أن مفاتيح الغيب عند الله تعالى، كقوله: (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو) [الأنعام: 59].
وقوله: (ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون) [الأعراف: 188].
وهذا الخطاب لا يصلح إلا لله تعالى، فمن جوده الدنيا والآخرة، ومن علومه تعالى علم اللوح والقلم.
والنبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم من الغيب إلا ما علمه الله، ولم يرد في القرآن ولا في السنة أن الله أطلعه على ما في اللوح المحفوظ، وما جرى به القلم.
بل دل القرآن والسنة على أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم كثيراً من الأمور الحاضرة القريبة منه، كقوله تعالى: (ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم) [التوبة: 101].
وأما وقائع السنة والسيرة فأكثر من أن تحصر، ومن ذلك ما جرى في غزوة أحد، والأكل من الشاة المسمومة، وموت أحد أصحابه من ذلك، وما جرى في قصة الإفك، وهمه صلى الله عليه وسلم بغزو بني المصطلق، ونزول قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا..) [الحجرات: 6].
إلى غير ذلك مما يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم ما في اللوح المحفوظ، ولا يعلم من الغيب إلا ما أطلعه الله عليه بالوحي.
ومن هذا يعلم أن قول القائل (يا كاشف اللوح بل يا لامس القلم) هو من الغلو أيضا، وهو افتراء وكذب، وقول في دين الله بغير علم.
فالواجب الحذر من الغلو والإطراء، ولزوم طريق الاقتصاد والتوسط. وفقنا الله جميعاً لذلك.
وللوقوف على نقد للبردة أكثر تفصيلاً، نشير عليك بالرجوع إلى ما
كتبه الشيخ/ عبد البديع صقر بعنوان: (نقد البردة مع الرد والتصحيح).

هـذا التعليق و النقل من الأخ العزيز / هـشام السريحة

اقتباس :

هـذا تعقيب من الهـدهـد[/b]

بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم .

هـذا رد على موضوع : المدائح النبوية و الذي تم نشره تحت عنوانين في المنتدى الإسلامي :

• المدائح النبوية ..... مقال منقول .
• لا ... لا ... يا كاتبة المقال .

لماذا تم نشره مرتين :

• في المرة الأولى : نشرت المقال بدون تعليق كما هـو مكتوب ،،، في جريدة الرأي العام ،،، بدون أي تعليق أو أي إضافات من طرفي ، فقط مقال منقول .
• في المرة الثانية : كتبت رداً على المقال ، وقد كان رداً مطولاً تحت عنوان : لا ... لا ... يا كاتبة المقال ،،، لكن للأسف كان رداً بدون أن يكون مقال الكاتبة الأصلي مرفقاً معه مما اضطرني إلى أن أنقل صورة من الرد و التعليق الذي كتبته إلى مكان المقال الأول ، فصار الرد موجوداً في الموقعين مع المقالين المشار إليهما ... لماذا فعلت ذلك ؟؟؟ ليكون كل مقال مرفق بالتعليق والحوار الذي دار حوله و ليسهـل ذلك على من يطلع على أي مقال منهما دون الآخر ،،، فيجد المقال مشفوعاً بما دار حوله من مداخلات و حوار و نقاش ،،، و الله الهادي إلى سواء السبيل .

الأخ العزيزالحبيب / محمد الصائم .... حفظه الله و رعاه .

هـذا رد مفصل إن شاء الله تعالى ، على كل النقاط التي ذكرتها من خلال مداخلتك على موضوع : المدائح النبوية ،،، و قبل نشر هـذا الرد و هـذه النقاط المتصلة أحببت أن أقول كلمة بسيطة جداً و هـي :

• والله ما قصدت من هـذا كله إلا إظهار الحق ، و الذي ننشده جميعاً ، و هـذا ظني بالأخ / محمد الصائم و بكل مسلم ، إن شاء الله تعالى ، و أرجو أن لا يفهم من كلامي هـذا أنني أهـدف إلى النقاش و الجدال و المراء ،،، لا ما قصدت ذلك ... هـذا أمر نهى الشارع الحكيم عنه .
• إن كان عملي صواب فمن الله و له الحمد و الشكر ، و إن كان غير ذلك فمني و لا أنكره غير أنني لم أتعمده ، و أسأل الله العفو و المغفرة ، و المنصف من إغتفر قليل خطأ المرء مع كثير صوابه .
• أشكر مقدماً كل من يسدي إلي نصحاً أو إرشاداً أو توجيهاً،،، و سوف أقبل بصدر رحب كل توجيه يصدر إلي يكون مشفوعاً بالأدلة الشرعية من الكتاب و السنة ، و سوف أحترم كل وجهة نظر في هـذا الموضوع .
• ختاماً الشكر الجزيل للأخ الفاضل العزيز / محمد الصائم ،،، بفضل الله سبحانه و تعالى ، ثم بفضل المداخلة التي أوردها على هـذا الموضوع كان هـذا الجهد ،،، أكرر الشكر و التقدير و الإحترام للأخ العزيز / محمد الصائم ،،، مشكور أخي محمد و دمت أخي عزيزاً فاضلاً ، و جزاك الله خيراً .

ملاحظة :
إن شاء الله سوف أنشر الرد مساء اليوم أو صباح الغد ،،، في شكل نقاط متتالية متصلة و شاملة ،،، بإذن الله سبحانه و تعالى .
هـذا و بالله التوفيق،،، و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم .

بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم .
أما بعد ، فهـذا رد على المداخلات التي وردت على موضوع :

المدائح النبوية : (( طار )) و (( وقار ))

الأخ العزيز / محمد الصائم
سوف أرد بعون الله و توفيقه على النقاط التي ذكرتها نقطة بعد أخرى ، إن شاء الله تعالى .

النقطة الأولى :

هي قولك : أن تعليقي على موضوع المدائح النبوية : غضبة مضرية و أن ما جئت به مما هـو شائع في الفقه السلفي .

أولاً : أخي الحبيب هـذه ليست غضبة مضرية ولا غيرها ، ليس الأمر كذلك ، هـذه دعوة لإيضاح الحق و بيانه ، و الحق أحق أن يتبع ، هـذه دعوة لتسليط الضوء على هـذا الأمر الذي إبتلي به الكثبر من المسلمين اليوم إلا من رحمه الله ، خصوصاً في السودان حتى جعلوه رافداً من روافد الدين لا يقبل الجدال و لا يقبل النقاش ، بل بمجرد التنيه على خطأ صاحبه ، أو خطأ وقع فيه ، أو خطأ وقع من خلاله ، بمجرد التنبيه على الأخطاء تقوم الدنيا و لا تقعد ، و يوصف كل من يريد النصح و الإرشاد بأنه ..... و بأنه .......الخ ، يا أخي ليست هـذه غضبة مضرية ، و إنما هي نظرة شرعية ، تأمل في بعض البدع المصاحب لهـذا المديح ، أقول بعض البدع و إلا فهـي كثيرة و ليس هـذا مقام تتبعها ، فقط هـذه بعضها :

• الألفاظ الشركية التي توجد في بعض من هـذه القصائد: بعض هـذه القصائد في مدح الرسول صلى الله عليه و سلم ، وكثير منها في مدح مشايخ الطرق الصوفية .
• الذكر المصاحب لهـذا المديح : يؤدى بطريقة مبتدعة لم ترد لا في الكتاب و لا في السنة .
• بدعة القول : بأن المديح عبادة و ذكر ، هـذه البدعة أكبر من معصية الغناء ، و ذلك لما ذكرنا من الألفاظ وعبارات الشرك الواردة في بعض قصائد المديح ، و لأن المغني في الغالب الأعم يعلم أنه على خطأ و لا يقول أنه يفعل ذلك محبة لله و لرسوله صلى الله عليه و سلم ، و قبل هـذا و ذاك قال أهـل العلم : البدعة أحب إلى الشيطان من المعصية ، لأن صاحب المعصية ربما يتوب منها بعكس صاحب البدعة فإنه يرى نفسه على حق و علي خير و طاعة لله .
• ما رأيك و ما هـو قولك في هـؤلاء النساء و هـن يرددن المديح ، آناء الليل و أطراف النهار ؟؟؟ في هـذه النقطة بالذات ، أستشهد لك بقول أحد المادحين و هـو المادح / الجيلي الشيخ ، و هـو كما تعلم مغني مطرب سابق و يمتهن الآن المديح ، سئل المادح / الجيلي الشيخ في لقاء مع صحيفة الدار السودانية عن رأيه في مديح المرأة ؟ فأجاب إذا كان الشرع أمرها بأن تكون قراءتها في الصلاة سراً فكيف يمكن لها أن تمدح و ترفع صوتها بالمديح !!! ( إنتهـى كلامه ) ، بل قال الفنان / محمد وردي في لقاء مع قناة هارموني الفضائية عندما سئل عن المديح ؟ قال : هـؤلاء يمدحون من أجل الكسب المادي و إلا فأين القدسية في أن يمدح الرسول بألحان الغناء مثل : ( الخير يا عشاي ) ، إنتهى كلام محمد وردي لبرنامج المحاكمة في قناة هـارموني الفضائية .

ثانياً : قولك أن هـذا من الفقه السلفي ، ما هـو الفقه السلفي ؟؟؟ و إن شئت فقل ما هـو المنهج السلفي ؟؟؟ أخي الحبيب الفقه السلفي مصدره : الكتاب و السنة على منهج و فهم السلف الصالح ، القول عندهم في المسائل العلمية الشرعية قال الله ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يدورون مع النصوص المنقولة من الكتاب و السنة ، يمتلثون الأوامر و يجتنبون النواهـي ، الحجة عندهم قول الله عز و جل و قول رسوله عليه الصلاة و السلام ، يقدمون النقل على العقل طالما أن النص القرآني صريح و النص المنقول من السنة صحيح و صريح .
و لو إتبعت الأمة المنهج السلفي لكانت بخير وعلى خير و لما رأينا هـذه الطوائف و هـذه الفرق التي لم تكن في العهد الأول الأنور ( عهـد الرسول صلى الله عليه و سلم و الصحابه الكرام رضي الله عنهم ) ، و الأئمة من سلف هـذه الأمة ظلوا متمسكين بالكتاب و السنة ويدعون للتمسك بالكتاب و السنة ، ويحذرون من البدع و أهـل البدع و أقوالهم في ذلك معروفة و مشهور :

• يقول عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : ( من كان متأسياً فليتأس بأصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فإنهم أبر هـذه الأمة قلوباً و أعمقها علماً و أقلها تكلفاً ، و أقومها هـدياً و أحسنها حالاً ، قوم إختارهم الله لصحبة نبيه فاعرفوا لهم قدرهم فإنهم كانوا على الهدى المستقيم ) ، و يقول رضي الله عنه أيضاً : ( إتبعوا و لا تبتدعوا فقد كفيتم ) .
• يقول عبدالله بن عمر رضي الله عنهما : ( كل بدعة ضلالة و إن رأها الناس حسنة ) .
• يقول الإمام مالك ( رحمه الله ) : من إبتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمد صلى الله عليه و سلم خان الرسالة لأن الله تعالى يقول : ( اليوم أكملت لكم دينكم ) فما لم يكن يومئذ ديناً فلا يكون اليوم ديناً .
• يقول الفضيل بن عياض ( رحمه الله ) : ( من أتاه رجل فشاوره فدله على مبتدع فقد غش الإسلام ) ، و احذروا الدخول على أصحاب البدع فإنهم يصدون عن الحق .
• قال الإمام الشافعي (رحمه الله ) : ( من إستحسن فقد شرع ) .
• قال شيخ الإسلام : ابن تيمية ( رحمه الله ) في وجوب النصح لصالح الإسلام و المسلمين : ( و مثل أئمة البدع من أهـل المقالات المخالفة للكتاب و السنة أو العبادات المخالفة للكتاب و السنة ، فإن بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب بإتفاق المسلمين حتى قيل للإمام أحمد بن حنبل : الرجل يصوم و يصلي و يعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهـل البدع ؟ فقال : إذا قام وصلى و أعتكف فإنما هـو لنفسه و إذا تكلم في أهـل البدع فإنما هـو للمسلمين هـذا أفضل ..... ) الفتاوى :ج 28 صفحة 231 ـــ 232 .
• روي أن الإمام أحمد بن حنبل ( رحمه الله ) قيل له و لغيره : إنكم تردون على هـؤلاء الذين أحدثوا بعض المقالات البدعية ، فقال رحمه الله : إذهب عني أو إليك عني نحن لهم أنصح من آبائهم و أمهاتهم ، ألا تجد نصحي له كيف أبين له خطأه حتى لايتبعه الناس فتعظم أوزاره ) .... قلت صدق الإمام أحمد بن حنبل (رحمه الله ) : فهـو بلا شك يشير إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( من دعا إلى هـدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ، و من دعا إلى ضلالة كان له من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً ) رواه الإمام مسلم .
• قال الشيخ العلامة / محمد بن عثيمين ( رحمه الله ) : ( فأعلم أن كل من إبتدع شريعة في دين الله عز و جل و لو بقصد حسن فإن بدعته هـذه مع كونها ضلالة ، تعتبر طعناً في دين الله عز و جل و تعتبر تكذيباً لله في قوله : ( اليوم أكملت لكم دينكم ) ، لأن هـذا المبتدع الذي إبتدع شريعة في دين الله تعالى ليست فيه ، كأنه يقول بلسان الحال : إن الدين لم يكمل بقي عليه هـذه الشريعة التي إبتدعها ، يتقرب بها إلى الله عز و جل ) .

أعود فأقول إن المنهج السلفي ، يعتمد على الكتاب والسنة ، لكن الكتاب و السنة على فهم السلف الصالح و على منهج السلف الصالح ، المراد بذلك طريقة النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه ، و الذي يتبع ذلك حتى من المتأخرين يعتبر سلفي ... و هكذا إلى يوم القيامة ، كل من يتبع طريق النبي صلى الله عليه وسلم و أصحابه يعتبر سلفي ، لا شك في ذلك .

و أختم هـذه النقطة بكلمة لشيخنا العلامة المحدث / الألباني ( رحمه الله) ، في بيان وجوب التقيد بالكتاب و السنة :
قال الشيخ العلامة المحدث / محمد ناصر الدين الألباني ( رحمه الله ) :
أما بعد :
( فإن خير الكلام كلام الله و خير الهـدي هـدي محمد صلى الله عليه و سلم ، و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار ...) ، لعل الأخوان يعلمون من دلالة هـذا الحديث و أمثاله مما هـو ثابت في كتب السنة و صحيح الإسناد إلى النبي عليه الصلاة و السلام ، كحديث عائشة رضي الله عنها : ( من أحدث في أمرنا هـذا ما ليس منه فهـو رد ) ، و كحديث العرباض بن سارية رضي الله عنه ، قال : ( وعظنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ، موعظة وجلت منها القلوب و ذرفت منها العيون ، فقلنا يا رسول الله أوصنا ، قال : أوصيكم بتقوى الله والسمع و الطاعة و إن ولي عليكم عبد حبشي فإنه من يعش منك فسيرى إختلافاً كثيراً ، فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهـديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ ، و إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة ... )
هـذه الأحاديث تؤكد أن الإبتداع في الدين كله ضلال ، و أعني في الدين لأن الإبتداع المذموم هـو خاص بالدين و أما في أمور الدنيا فمنه ما هـو ممدوح و منه ما هـو مذموم ، حسب هـذا المحدث : إذا عارض شرعاً فهـو مذموم ، و إذا لم يعارض شرعاً فهـو على الأقل جائز .

و من أحسن ما ينقل في هـذه المناسبة كلام شيخ الإسلام / إبن تيمية ( رحمه الله ) ، حيث وضع قاعدة هامة جداً إستنبطها من تلك الأحاديث و من نصوص أخرى ، تدل على أن الأصل في الأشياء الإباحة و هـذه قاعدة أصولية ، فقال رحمه الله :

الأصل في الدين هـو الإمتناع إلا بنص ، و الأصل في الدنيا هـو الجواز إلا بنص ، فهـو يعني أن كل محدث في الدين ممنوع ، أما المحدث في الدنيا فهـو مباح إلا إن عارض نصاً كما ذكرنا .
ثم مما ينبغي التنبيه عليه ، هـو أن قوله عليه السلام : ( إياكم و محدثات الأمور ... ) ، فهـو يعني أن كل عبادة حدثت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، تكون ضلالة و إن كان في ظن كثير من الناس يحسبونها أنها حسنة ، و بحق فقد قال عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما : كل بدعة ضلالة و إن رأها الناس حسنة ......
ذلك لأن الإستحسان في الدين معناه أن هـذا المستحسن قرن نفسه مع رب العالمين الذي ليس لأحد سواه أن يشرع إلا ما شاء الله عز و جل .
لهـذا قال الإمام الشافعي ( رحمه الله ) : من إستحسن فقد شرع .
لأنه ما يدري هـذا المستحسن أن هـذا الذي إستحسنه بعقله و فكره فقط ، و لم يستمد ذلك من كتاب ربه أو سنة نبيه عليه الصلاة والسلام ، من أين له أن يعرف أن هـذا أمر حسن ؟ لهـذا يجب أن يكون موقفنا جميعاً من : كل محدثة في الدين : الإمتناع عنها لما سبق ذكره من أحاديث صحيحة . إنتهى كلام شيخنا المحدث العلامة / محمد ناصر الدين الألباني ( رحمه الله ) .

و أختم هـذه النقطة بالدليل الذي يدل على وجوب إتباع المنهج السلفي و أن المسلم لا يسعه إلا إتباع هـذا المنهج ، الذي هـو طريق النبي صلى الله عليه و سلم و الصحابه رضي الله عنهم ، قال الله تبارك الله تعالى : ( و من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهـدى و يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى و نصله جهنم و ساءت مصيراً ) ، سورة النساء الآية رقم 115 .

ملاحظة :

إلى هـنا يكون الكلام قـد إنتهـى عن النقطة الأولى من مداخلة الأخ العزيز / محمد الصائم ، على موضوع المدائح النبوية .... و هـي النقطة التي يقول فيها الأخ / محمد الصائم :

النقطة الأولى : هي قولك : أن تعليقي على موضوع المدائح النبوية : غضبة مضرية و أن ما جئت به مما هـو شائع في الفقه السلفي .

تتبع بقية النقاط .... إن شاء الله نعالى .

الأخ العزيز / محمد الصائم

النقطة الثانية :

هـي قولك : إن إختلاف الفقهاء سعة و رحمة للمسلمين .

أنا أقول لك : إن الإختلاف شر و ليس رحمة ، و من تتبع رخص العلماء هـلك ، و إن وجد الخلاف فليس كل خلاف معتبر إلا خلافاً كان له حظاً من النظر و يوجد ما يعاضده من الأدلة الشرعية من وجه ، لكن الأصل بل الواجب على المرء أن يكون وقافاً عند حدود الله ، يدور مع الدليل حيث ما دار ، بمعنى متى ما وجد الدليل من كتاب الله عز و جل أو الدليل الصحيح الصريح من سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ( و هـذا متفق عليه و الحمد لله ) ، لا يجوز للمسلم أن يعدل عن هـذا الدليل لقول فلان أو علان ، لماذا ؟ لأن خير الكلام كلام الله و خير الهـدي هـدي محمد صلى الله عليه وسلم ، و هـذا الأصل كما ذكرت آنفاً متفق عليه بين المسلمين و الحمد الله ، فلا يوجد من ينكر أو يعارض : أن خير الكلام كلام الله و خير الهـدي هـدي محمد عليه الصلاة و السلام ،،، لا أحد من المسلمين يقول : خير الهـدي هـدي أبو حنيفة ، أو مالك ، أو الشافعي ، أو أحمد ، مع أن هـؤلاء من أهـل العلم المشهـود لهم .
قال العلامة الشيخ / محمد بن عثيمين ( رحمه الله ) : أما أسباب الخلاف بين أهـل العلم من العلماء فيمكن حصرها و إجمالها في الأسباب الآتية :

• السبب الأول : أن يكون الدليل لم يبلغ هـذا المخالف الذي أخطأ في حكمه ، أو بلغه على وجه لا يطمئن به .
• السبب الثاني : أن يكون الحديث قد بلغه و لكنه نسيه ، و جل من لا ينسى ، كم من إنسان ينسى حديثاً ، بل قد ينسى آية من القرآن .
• السبب الثالث : أن يكون قد بلغه و فهم منه خلاف المراد .
• السبب الرابع : أن يكون قد بلغه الحديث ، لكنه منسوخ و لم يعلم بالناسخ فيكون الحديث صحيحاً و المراد منه مفهوماً و لكنه منسوخ .
• السبب الخامس : أن يعتقد أنه معارض بما هـو أقوى منه من نص أو إجماع .
• السبب السادس : أن يأخذ العالم بحديث ضعيف ويستدل إستدلالاً ضعيفاً و هـو كثير جداً .

هـذه جملة من أسباب الخلاف بين العلماء ذكرها العلامة الشيخ / محمد بن عثيمين ( رحمه الله ) ، و تحت كل سبب من الأسباب المذكوره أعلاه أورد الشيخ : الأمثلة و الأدلة .

أما قصة صلاة العصر فهـي كما يلي :

لما رجع رسول الله صلى الله عليه و سلم من غزوة الأحزاب ، و وضع عدة الحرب جاءه جبريل عليه السلام فقال له : إنا لم نضع السلاح فأخرج إلى بني قريظة ، فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم أصحابه بالخروج و قال : ( لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة .... الحديث ) ، فقد إختلف الصحابه في فهمه ، فمنهم من قال إن مراد الرسول صلى الله عليه و سلم ، المبادرة إلى الخروج حتى يأتي وقت العصر و هم في بني قريظة ، فلما حان وقت العصر و هم في الطريق صلوها و لم يؤخروها إلى أن يخرج وقتها . و منهم من فهم أن مراد الرسول صلى الله عليه و سلم ألا يصلوها إلا إذا و صلوا بني قريظة فأخروها حتى وصلوا إلى بني قريظة ، فأخروها عن وقتها .
قال العلامة الشيح / محمد بن عثيمين ( رحمه الله ) :

و لا ريب أن الصواب مع الذين صلوا الصلاة في و قتها لأن النصوص في وجوب الصلاة في و قتها محكمة و هـذا نص مشتبه ، و طريق العلم أن يحمل المتشابه على المحكم . ،،، إذن من أسباب الخلاف أن يفهم من الدليل خلاف مراد الله و رسوله صلى الله عليه و سلم ، ( و ذلك هـو السبب الثالث من أسباب خلاف العلماء ) ، إنتهى كلام الشيخ / محمد بن عثيمين ( رحمه الله ) .
إذن أخي الكريم هـذه الواقعة تؤيد الكلام الذي نقوله و لا دليل فيها على جواز على الخلاف ، لأنه لا يترتب عليها في المستقبل شيئ من قبل الشارع الحكيم .

يتبع ... بالنقطة الثالثة ... إن شاء الله تعالى ... هـذا و بالله التوفيق ، و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم .

الأخ العزيز / محمد الصائم

النقطة الثالثة : مسألة الغناء :

لقد نقلت قول الإمام مالك ( رحمه الله ) ، في هـذه المسألة حيث يقول : إنما يفعله الفساق عندنا ، ثم شرحت أنت بعد ذلك و قلت : هـو يعني بالتأكيد أن من يفعل الغناء ليسوا هم أئمة الناس و المساجد .

و أنا أقول لك : هـل قول الإمام مالك عن الغناء : ( إنما يفعله الفساق عندنا ) ، هـل قوله هـذا مدحاً لمن يشتغل بالغناء أم ذماً ؟؟؟ الجواب قطعاً : لا ... ليس مدحاً بل ذماً ،
ثم ما رأيك في القرآن الكريم : ما المراد بكلمة الفسق ، الفاسقون ، في القرآن الكريم ؟؟؟ هـل المراد المدح أم الذم ؟؟؟ هـل المراد الحث على هـذا الفعل أم المراد النهي عنه و التحذير من الوقوع فيه ؟؟؟ و الآيات القرآنية كثيرة التي ورد فيها ذكر الفسق و الفاسقون : قال تعالى في سورة آل عمران : ( فمن تولى بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون ) ، الآية رقم 82 . و قال تعالى في سورة المائدة : ( و ليحكم أهـل الإنجيل بمآ أنزل الله فيه و من لم يحكم بمآ أنزل الله فأولئك هم الفاسقون ) ، الآية رقم 47 ،،، هـل هـذه الآيات الكريمة التي ورد فيها ذكر الفسق ، هـل ورد على سبيل المدح أم الذم ؟؟؟ الجواب بالتأكيد : ورد على سبيل الذم و القدح .
لو أخذنا بقول الإمام مالك ( رحمه الله ) : إنما يفعله الفساق عندنا ، هـل يوجد عاقل يرضى أن يوصف بأنه فاسق أو يدعوه الناس يا فاسق ؟؟؟ الجواب قطعاً : لا ...لا يقبل من لديه مثقال ذرة من عقل بأن يوصف بالفسق ، لماذا ؟؟؟ لأن الفسق صفة قبيحة ، ذميمة .
أما الشرح الذي أورته أنت : بأن الإمام مالك : يعني أن من يشتغل بالغناء ليسوا أئمة الناس و المساجد ،
أنا أقول لك : هـل الناس من غير أئمة الناس و أئمة المساجد غير مؤاخذون بما يفعلوا و يعملوا ؟؟؟ هـل التكليف و الأمر و النهـي في الشريعة الإسلامية خاص بأئمة الناس و أئمة المساجد دون بقية خلق الله ؟؟؟ الجواب : لا ... لا أحد يقول بهـذا على الإطلاق ، الأوامر و النواهـي للناس كآفة .
سؤال : ما معنى الفسوق ؟؟؟ الفسوق معناه الخروج عن طاعة الله ، معناه الخروج عن حدود الله ، الفسوق معناه الفجور .

إليك هـذه الأدلة الصريحة على تحريم الغناء خصوصاً إذا صاحبته المعازف و الموسيقى :
قال الشيخ العلامة / محمد بن صالح بن عثيمين ( رحمه الله ) :
• إستماع الموسيقى و الأغاني حرام و لا شك في تحريمه و قد جاء عن السلف من الصحابه و التابعين ، أن الغناء ينبت النفاق في القلب و من لهـو الحديث ، قال تعالى : ( و من الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم و يتخذها هـزواً أولئك لهم عذاب مهين ) ، سورة لقمان الآية رقم ( 6 ) قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه في تفسير الآية : و الله الذي لا إله هـو ، إنه الغناء ، و تفسير الصحابي حجة و هـو في المرتبة الثالثة في التفسير لأن التفسير له ثلاث مراتب : تفسير القرآن بالقرآن ، تفسير القرآن بالسنة ، و تفسير القرآن بأقوال الصحابه ، حتى ذهـب بعض أهـل العلم إلى أن تفسير الصحابي له حكم الرفع ، و الصحيح أن ليس له حكم الرفع لكنه أقرب الأقوال إلى الصواب .
• الإستماع إلى الأغاني و الموسيقى وقوع فيما حذر النبي صلى الله عليه و سلم منه ، قال عليه الصلاة و السلام : ( ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحر والحرير و الخمر و المعازف ) ، رواه البخاري من حديث أبي مالك الأشعري أو أبي عامر الأشعري .

أما قولك إن من أجاز الغناء الشيخ / يوسف القرضاوي ، فقد ذكرت لك الأدلة من الكتاب و السنة ، و أنت مطالب بإتباع الكتاب السنة و الشيخ / القرضاوي ، رجل فاضل و عالم جليل ، ( فيما أعلم و الله حسيبه ) ، لكننا متفقون على أن خير الهدي هـدي محمد صلى الله عليه و سلم ، فلا يجوز أن نترك قول الله و قول رسوله ، أبداً ، لقول كائن من كان ، لا لقول فلان و لا لقول علان .
إسمع إلى قول الإمام مالك و هـو يؤذن في سمع الزمان و يقول : كلنا يؤخذ من قوله و يرد عليه إلا صاحب هـذا القبر..... و أشار إلى قبر النبي صلى الله عليه و سلم .

أما قولك : إن الشيخ / يوسف القرضاوي ، هـو عندك يعدل كل شيوخ ــــ قرن الشيطان ــــ ، :

• أولاً : من هـم هـؤلاء العلماء الذين تقصدهـم ؟؟؟ لا يجوز يا أخي أن تلقي التهـم هـكذا جزافاً بدون وجه حق و بدون دليل ، هـلا أوردت بعض المسائل العلمية الشرعية التي أفتوا فيها بغير وجه حق و بدون دليل من الكتاب و السنة ؟؟؟ هـلا حددت بعضهم إن وجد ، بدون أن تشمل الجميع ؟؟؟
• ثانياً : أنا أقول : إن الطعن في العلماء ، ليس طعناً في شخوصهـم بل هـو طعن في العلم الذي يحملونه ، و بالتالي طعن في الإسلام لأن العلم هـو الإسلام ، فأنت في الغالب الأعم لا تعرف هـؤلاء العلماء إلا من خلال العلم الذي يحملونه ، سواءً قرأته في كتاب من كتبهم أو سمعته في شريط مسجل من كلامهـم ، أليس ذلك كذلك ؟؟؟
• أما قولك : نجد قرن الشيطان : أرجو الرجوع إلى المصدر الذي وردت فيه هـذه العبارة ، و الأهم من ذلك الشرح الذي قال به أهـل العلم عن المعنى المراد : بقرن الشيطان !!!

و أما قولك : إن ممن أجاز الغناء الترابي ولكنك تعلم أن الناس عنه منفضة و إن أصاب ؟؟؟

• يقول الترابي في إحدى محاضراته عن حديث الذبابة الصحيح : ( إنه أمر طبي أخذ فيه بقول الكافر و لا أخذ بقول الرسول و لا أجد في ذلك حرجاً البته ) .
• يقول الترابي في محاضرة بعنوان : (قضايا فكرية و أصولية و حديثية ) ، يقول : ( إذا رأينا أن نأخذ من كل الصحابة نجي نعمل تنقيح جديد نقول إذا الصحابي روى حديثاً عنده فيه مصلحة نتحفظ فيه و نعمل روايته درجة ضعيفة جداً !!! و إذا روى حديث ما عنده فيه مصلحة نأخذ حديثه بقوة أكثر ، و يمكن تصنيف الصحابة مستويات معينة في صدق الرواية ) ، و في نفس المحاضرة بعد أن ذكر قول البخاري وأهـل الحديث : الصحابة كلهم عدول ،،، قال الترابي مستنكراً كل الصحابة عدول !!! ليه .
• أرجو مراجعة كتابه : ( تجديد الفكر الإسلامي ) ، كذلك كتابه : ( الدين و الفن ) ، و ليس ببعيد المحاضرات التي ألقاها و أستنكر فيها عذاب القبر .

أعتقد أن الكلام إلى هنا يكفي في هـذه النقطة ، و أختمها قائلاً :

يا أخي إذا كان في الأمر مجرد شبهه فالواجب على المسلم أن يتقي الشبهات ، قال صلى الله عليه و سلم : ( الحلال بين و الحرام بين و بينهما أمور مشتبهات ..... الحديث ) ، فكيف يكون الأمر إذا كانت النصوص القرآنية صريحة و الأحاديث النبوية صحيحة و صريحة ؟؟؟

إلى هـنا يكون الكلام قـد إنتهـى مع الأخ / محمد الصائم ... في هـذه النقطة ،،،، يتبع ... إن شاء الله تعالى الكلام في النقطة الرابعة ،،، بإذن الله سبحانه و تعالى .

هـذا و بالله التوفيق ، و صلى الله على يا سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم .

النقطة الرابعة :
أما ثناؤك على قصيدة البردة للبوصيري ، و أنها سارت بها الركبان .... الخ ،

هـذه أبيات من هـذه القصيدة :

يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ بــــــه سواك عند حلول الحادث العمـــــم
ولن يضيق رسول الله جاهك بــــــي إذا الكريم تحلَّى باسم منتقــــــــــم
فإن من جودك الدنيا وضرتهـــــــــا ومن علومك علم اللوح والقلـــــم

لا أطيل الكلام و لكن أنقل لك قول شيخنا العلامة المحدث / محمد ناصر الدين الألباني ( رحمه الله ) ، و هـو يعلق على البيت الثالث من الأبيات المذكورة أعلاه .
قال رحمه الله تعالى :

لما أرسل عليه الصلاة و السلام معاذاً إلى اليمن قال له : ( ليكن أول ما تدعوهـم إليه شهادة أن لا إله إلا الله ...) ،

قال العلامة الألباني تعليقاً على الحديث :

أنا بقول لك : لا ، الرسول يقول : ليكون أول ما تدعو الناس إليه : شهادة أن لا إله إلا الله .... الناس ، سواءً إن كانوا كفار أو كانوا مسلمين ..... الشهادة : ( لا إله إلا الله ... ) ، الكفار فهـموا و كفروا و المسلمون اليوم إلا القليل منهـم آمنوا و لم يفهـموا .... و إذا وجد من فهـم المعنى كفر بالمعنى عملياً ،،، لكن من يؤاخذ ؟؟؟ يؤاخذ من أعلن راية الدعوة ... لا معبود إلا الله هـذا كفر ، لكن هـل كل من فهـم هـذا الفهـم الصحيح ظل مؤمناً به ، يعمل به ، لا ينقضه بناقض من النواقض ؟؟؟ تجد من يقول لا إله إلا الله يعبد غير الله ، مسلم يشهد أن لا إله إلا الله بالمعنى الصحيح ، ثم هـو يكفر بهـذا المعنى عملياً فيعبد غير الله ،،، كيف يتصور مسلم يعبد غير الله ؟؟؟ أوه ... بالملايين المسلمين الذين يعبدون غير الله ، بالملايين . الآن في الصلاة و لو في ركعة الوتر ، يقرأ : ( إياك نعبد و إياك نستعين ) ، أي بك وحدك يا الله نستعين لا بغيرك ... و مع كذلك الكثير من المسلمين اليوم يأتون إلى القبور و الأضرحة : الشيخ / عبدالقادر في بغداد ، الحسين رضي الله عنه ، السيدة / زينب ........ الخ ، لم يفهـموا معنى العبادة التي حصرها لله وحده سبحانه و تعالى .

قصيدة البوصيري التي لا يزال كبار المشائخ في هـذا البلد و غيره : يحطوا شربة الماء في الوسط و يعملوا حلقة ذكر و يقرأوا قصيدة البوصيري و فيها الكفر الصريح :

فإن من جودك الدنيا و ضرتها ***** و من علومك علم اللوح والقلم

هـذا خطاب للرسول صلى الله عليه و سلم : من يفهـم اللغة العربية ( من ) هـذه تبعيضية ، يعني بعض علومك يا رسول الله علم اللوح والقلم ، هـذا الكفر الصريح ، و مع ذلك يتباركوا بهـذا الكفر يضعوا شربة الماء لتحل فيها بركات هـذه الجلسة ، شو هـذه الجلسة ، إشراك بالله عز و جل .
قال عليه الصلاة والسلام : ( من قال لا إله إلا الله ، نفعته يوماً من دهـره ) ، أي يوم القيامة حتى لو كان مرتكب ال99 يتعذب ما شاء الله ثم يدخل الجنة .
إنتهـى كلام الشيخ المحدث العلامة / محمد ناصر الدين الألباني ( رحمه الله ) .

هـذا و بالله التوفيق ، و صلى الله على سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم .

++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

يتبع بالنقطة الخامسة .... إن شاء الله تعالى .

وهذه اضافة للمسألة الثانية وقد قراتها في كتاب عون المعبود شرح سنن ابي داؤد ونقلتها للفائدة
قال صاحب الكتاب
( إِنَّ الْغِنَاء يُنْبِت النِّفَاق فِي الْقَلْب )
: قَالَ اِبْن الْقَيِّم : أَمَّا تَسْمِيَته مَنْبَت النِّفَاق فَثَبَتَ عَنْ اِبْن مَسْعُود أَنَّهُ قَالَ " الْغِنَاء يُنْبِت النِّفَاق فِي الْقَلْب كَمَا يُنْبِت الْمَاء الزَّرْع ، وَالذِّكْر يُنْبِت الْإِيمَان فِي الْقَلْب كَمَا يُنْبِت الْمَاء الزَّرْع " وَقَدْ رَوَاهُ اِبْن أَبِي الدُّنْيَا عَنْهُ مَرْفُوعًا فِي كِتَاب ذَمّ الْمَلَاهِي وَالْمَوْقُوف أَصَحُّ . وَهَذَا أَدَلُّ دَلِيل عَلَى فِقْه الصَّحَابَة فِي أَحْوَال الْقُلُوب وَأَدْوَائِهَا وَأَدْوِيَتهَا وَأَنَّهُمْ أَطِبَّاء الْقُلُوب .
وَاعْلَمْ أَنَّ لِلْغِنَاءِ خَوَاصّ فَمِنْهَا أَنَّهُ يُلْهِي الْقَلْب وَيَصُدّهُ عَنْ فَهْم الْقُرْآن وَتَدَبُّره وَالْعَمَل بِمَا فِيهِ ، فَإِنَّ الْقُرْآن وَالْغِنَاء لَا يَجْتَمِعَانِ فِي الْقَلْب لِمَا بَيْنهمَا مِنْ التَّضَاد ، فَالْقُرْآن يَنْهَى عَنْ اِتِّبَاع الْهَوَى وَيَأْمُر بِالْعِفَّةِ وَمُجَانَبَة الشَّهَوَات وَأَسْبَاب الْغَيّ ، وَالْغِنَاء يَأْمُر بِضِدِّ ذَلِكَ وَيُحَسِّنهُ وَيُهَيِّج النُّفُوس إِلَى شَهَوَات الْغَيّ .
قَالَ بَعْض الْعَارِفِينَ : السَّمَاع يُورِث بَعْض النِّفَاق فِي قَوْم وَالْعِنَاد فِي قَوْم وَالتَّكْذِيب فِي قَوْم وَالْفُجُور فِي قَوْم ، وَأَكْثَر مَا يُورِث عِشْق الصُّوَر وَاسْتِحْسَان الْفَوَاحِش وَإِدْمَانه يُثْقِل الْقُرْآن عَلَى الْقَلْب وَيُكَرِّههُ عَلَى السَّمْع .
وَسِرُّ الْمَسْأَلَة أَنَّ الْغِنَاء قُرْآن الشَّيْطَان ، فَلَا يَجْتَمِع هُوَ وَقُرْآن الرَّحْمَن فِي قَلْب وَهَذَا مَعْنَى النِّفَاق . وَأَيْضًا فَإِنَّ أَسَاس النِّفَاق أَنْ يُخَالِف الظَّاهِر الْبَاطِن ، وَصَاحِب الْغِنَاء بَيْن أَمْرَيْنِ إِمَّا أَنْ يُنْتَهَك فَيَكُون فَاجِرًا أَوْ يُظْهِر النُّسُك فَيَكُون مُنَافِقًا ، فَإِنَّهُ يُظْهِر الرَّغْبَة فِي اللَّه وَالدَّار الْآخِرَة وَقَلْبه يَغْلِي بِالشَّهَوَاتِ وَمَحَبَّة مَا يُنَافِي الدِّين مِنْ اللَّهْو وَالْآلَات .
وَأَيْضًا فَمِنْ عَلَامَات النِّفَاق قِلَّة ذِكْر اللَّه وَالْكَسَل عِنْد الْقِيَام إِلَى الصَّلَاة وَنُقِرّ الصَّلَاة ، وَهَذِهِ صِفَة الْمَفْتُونِينَ بِالْغِنَاءِ .
وَأَيْضًا الْمُنَافِق يُفْسِد مِنْ حَيْثُ يَظُنّ أَنَّهُ يُصْلِح كَمَا أَخْبَرَ اللَّه عَنْ الْمُنَافِقِينَ ، وَصَاحِب السَّمَاع يُفْسِد قَلْبه وَحَاله مِنْ حَدِيث أَنَّهُ يُصْلِحهُ . وَالْمُغَنِّي يَدْعُو الْقَلْب إِلَى فِتْنَة الشَّهَوَات وَالْمُنَافِق يَدْعُوهَا إِلَى فِتْنَة الشُّبُهَات .
قَالَ الضَّحَّاك : الْغِنَاء مَفْسَدَة لِلْقَلْبِ مَسْخَطَة لِلرَّبِّ .
وَكَتَبَ عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز إِلَى مُؤَدِّب وَلَده بَلَغَنِي عَنْ الثِّقَاتِ أَنَّ صَوْت الْمَعَازِف وَاسْتِمَاع الْأَغَانِي يُنْبِت النِّفَاق فِي الْقَلْب كَمَا يُنْبِت الْعُشْب عَلَى الْمَاء اِنْتَهَى كَلَامه مُخْتَصَرًا مِنْ الْإِغَاثَة .

عفوا
الاضافة هي للنقطة الثالثة بخصوص الغناء

الأخ العزيز الشيخ / هـشام حسن

مشكور كل الشكر على هـذه الإضافة الموفقة بإذن الله سبحانه و تعالى ،،، و سوف أقوم بأخذ نسخة منها لتكون إضافة للموضوع الآخر ، الذي بعنوان : لا ... لا ... يا كاتبة المقال ، الذي هـو نفس الموضوع فقط الإختلاف في العنوان ،،، حتى تكون الفائدة متحققة لمن يطلع علي أي من الموضوعين ، بإذن الله عز و جل .

أكرر شكري و تقديري ، على المداخلة و الإضافة ،،، كما أفيدك بأنه بقيت على الموضوع مسألة أخيرة من المسائل و النقاط التي أثارها الأخ الفاضل / محمد الصائم ، إن شاء الله سوف أرد عليها اليوم و أختم بهـا هـذا الموضوع ، لكن لا أستغنى أبداً عن مداخلات و إضافات الإخوة و الأخوات على هـذا الموضوع .

أسأل الله أ، يرزقنا جميعاً العلم النافع و العمل الصالح . آمين يا رب العالمين .