قصة( زاد الشجون ) سعودية مجزئة في غاية الروعه
اهداء الى زاد الشجون وكل الاعضاء
زاد الشجون
الجزء الأول:
إنسان:
شيء من زمهرير وردي الملامح شفاف الصفات, شيء من صميم الفؤاد من عبق الحلم الجميل الأخاذ, شيء ليس يفنى في محيط العدم.
هالة في الجمال لم تكن كمثيلاتها من النساء ولا من كن قبلها ولا أظن أن تأتي بعدها من تساويها في أبسط شيء فيها.
كانت ولا زالت ولهي وإلهامي الفريد في حياتي التي عشت من أجلها , جمال لا يوصف , كانت من وادي عبقر أو من حور الجنان إلا أنها كانت إنسانة من الجمال فسبحان من سواها وصورها تفوق كل ما بداخلي من وصف وتعبير إن حاولت وصفها فاقت كل ما بداخلي من تخيل أو رؤى.
خلود امرأة ليس بعدها ولا قبلها امرأة واحة في صحراء حياتي التي يغشاها الدمار والرماد والرمال قبل أن ألقاها. خلود تسري في قلبي وجوانحي كسريان الماء في الجداول والدم في الجسد. خلود أفق ليس له إدراك, مساحات ليست لها أبعاد , أماكن ليست لها أوصاف , شواطئ بلا ضفاف , حياة ملائكية .
خلود حجوة أو حكاية أطفال وردية من أحلام البراءة البريئة أو أفراح عباد بليلة الإسراء والمعراج , خلود أحلام عمال , سعادة ناس تعرف الحق تقاوم الخوف , خلود تراث أجيال وسام للطيب والطيبة . عائشة في وجداني وقلبي وحياتي .
آهـ .. آهـ .. لو تدري كم أحبها..؟! آهـ .. لو تدري كم أعشقها .. نفسي وأنفاسي هي., لن أتخلى عنها .
*******************************
ممات:
كانت هذه آخر كلماته عنها يذكر أحداثا مرت عليه معها وأماكن كان فيها تجوب في خاطره الذكريات إلا أن الألم ووخز طعنات سكاكينه كان يسكته حينا ويجبره على الكلام في الحين الآخر.
غير أن تركي الذي لا يتجاوز العشرون من عمره فارق الحياة كزائر فيها جاءها على عجل من أمره , لم تكن السنوات التي قضاها من عمره على وجه البسيطة مملوءة بالتجارب وذلك بسبب محيطه الاجتماعي فقد كان له أب مثالي وفر له كل ما يحتاجه كأي شاب على قدر كبير من حب أبيه ومكانته في قلبه وكذلك لا أستطيع أن أجزم أنه كان منعما أو عاش عيشة الأمراء أو الأثرياء إلا أنه كان مميزا وسبب التميز فيه هي ( الوسطية ) .
فقد كان متوسط الحال والأحوال عاش في حي كل طبقات المجتمع من حوله متوسطه في مستواها الاجتماعي والمادي كمعظم أحياء مدينة جدة التي كانت تعرف بأحيائها الراقية الجميلة مما أكسبها جمالا ليس له مثيل بين مدن المملكة العربية السعودية حتى سميت بعروس البحر الأحمر.
كان تركي متأثرا بجراحه الجسدية والقلبية وبدا ذلك واضحا عندما كانت كلماته توصف محبوبته خلود حيث أن الدمع يسيل من عينيه تعلوه الآهات وتتزاحم عليه الذكريات فتطوف به كأنه على سحاب غائم يتجول من أرض لأرض بحثا عن أرض ظمئ يصب عليه عطفه وعاطفته .
لا أدري ما الذي جعله يختارني أنا بالذات في تلك الجولة الغريبة في ذلك الجزء الهام من حياته الذي كان أهم وأعظم أجزائها وأكثرها حساسية وسرا , لم أعرف يوما أنه كان على علاقة عشق مع امرأة فقد كان دائما هو ذلك الشاب الخجول المعزول كثيرا عن حياة الاختلاط والعربدة .
*******************************
خلود :
كانت الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل دق جرس الباب وكان الطارق شخصا غريب لم أراه في حياتي باكستاني الجنسية يقود سيارة أجرة فاجأني بالسؤال عنه بعد أن ألقى علي التحية والسلام , أجبته بأنه اعز أصدقائي واعرفه معرفة تامة أكثر مما أعرف نفسي وأهلي .
فقال لي : هو يريد مقابلتك وهو الآن بخير يتداوى في المستشفى من كسور وجروح أليمة بسبب حادث تصادم سيارة مع سيارته بالخط السريع .
عندها ارتديت ملابسي وتوجهت للمستشفى الذي كان ينوم فيه وعند وصولي للاستقبال سألتهم عن الغرفة عشرة فدلوني عليها ولكن لم أجده هناك وذلك لأنه تم تحويله من العناية المركزة إلى حجرة خاصة به بالطابق الرابع., توجهت إلى هناك , ولم يكن في جسده مكان سليم غير مغطى بالضمادات ورجلاه ويداه ممدودتان ومثبتتان على جبس أبيض , حيث أنه كان يعاني من كسور بليغة وجروح غائرة بسبب قوة تصادم السيارتين فقد فقد على إثرها توازنه فخرج خارج السيارة بعد أن شب بها حريق هائل بسبب تسرب الوقود من المحرك و الخزان .
كان منظره وهيئته مفجعا تمالكت نفسي وتبسمعنه.حت الدم من وجهي وألقيت عليه التحية , فتبسم هو في وجهي بسمة محزونة وأومئ لي بالجلوس فجلست بجانبه وبدأ يحكي لي عن الحادث والآمه كيف تصادمت السيارتين ., ومرت ساعات أحاول فيها تخفيف ذلك الألم عنه .,
فقاطعني قائلا أريدك في خدمة تسديها لي.
طلباتك أوامر يا سيدي.
افتح ذلك الدرج وخذ الملف الموجود بداخله فيه قصة أقرأها جيدا فهي قصتي مع خلود كنت أكتب وأدون كل لحظة أعيشها معها سميتها ( زاد الشجون ) قم بإرسالها لها عن طريق عنوانها الإلكتروني ولا تخبرها بأني هنا في المستشفى وذلك لأني لا أريد أن تراني وأنا بمثل هذه الحالة فهي تخاف علي وأخاف عليها من هول المفاجأة وخاصة أننا لم نلتقي منذ أكثر من عشرة أيام وفي آخر الرسالة حاول أن تطمئنها وقل لها أني بخير وسأتصل عليها قريبا فور خروجي من المستشفى وأن تدعو لي الله ولا تقلق علي ., نفذ ماقلت لك بالحرف الواحد , فليس لي غيرك من أثق به في هذا الموضوع لأن أبي وأهلي لا يعرفون شيئا عنها .
أخذت الملف وقرأته جيدا فقد كانت أروع وأجمل ما قرأت في حياتي عن قصص الغرام والهوى فقد كان رجلا صادقا صدوقا في مشاعره وإحساسه وذلك لأنه كان حديث التجربة وذلك لأن خلود كانت أول تجاربه العاطفية وأكثر ما لفت انتباهي هو تلك الفقرات التي تكلم فيها عن الحب الحزين و العاشق المحزون و الحبيبة المخلصة ., فقد كانت له فلسفته الخاصة بعلاقته مع خلود كأنه ثائر في ثورة التغير في مفهوم الحب لدى كثر من شباب جيله وعصره لم يعتمد في قصته و تعابيره عن حبه لها على طريقة الوصف بما تبثه القنوات الفضائية أو ثقافتها أو تلك التي تأتي في جراءة الأفلام العربية والأجنبية فقد تحدث عن ما في صدره بإحساسه الحقيقي وحياته البريئة.
نفذت ما قاله لي فقمت بإرسال القصة كاملة لها على بريدها الإلكتروني وأضفت في أواخر الرسالة ما أوصاني به., لم ألتقي خلود ولا أعرف عنها شيئا في حياتي ولكن عرفتها بإحساس ذلك البريء الولهان الذي لم تمهله الحياة كثيرا .
كان يحكي لي عنها وعن ذلك الصدق الصادق في مشاعره ومشاعرها, إلا أن ما يحزنني هو أن ذلك الحب الذي لم يكتمل., فقدت خلود تركي في بداية مسيرتهم والتي كانت بداية ذلك الحب القوي الذي عاشته خلود مع تركي في ذكرياتها وأحاسيسها وبما فيها ., مات ولكن حبه مازال معها اقتران الروح بالجسد.
*******************************
البحث عنه:
لم تقرأ خلود في تلك الليلة الرسائل التي وصلتها ولم تقرأها أيضا في اليوم التالي فقد كانت مشغولة بالدراسة ولم تعطي بريدها أي اهتمام ., وفي صباح اليوم الخامس من تاريخ استلامها للرسالة وبالصدفة فتحت إحدى صديقاتها بريدها فوجدت المفاجأة .
صاحت عالية ولم تصدق عيناها ما رأت من مفاجأة فقد كانت وقبل دقائق من تصفحها البريد تتكلم مع خلود عن تركي وفترة انقطاعه التي طالت ولم يتصل عليها.
* * *
الله.. الله .. الله ... خلود تعالي بسرعة .. شوفي ... طالعي .
هكذا كانت قوة الاندهاش والمفاجأة ., وعندها لم تتحمل التالي, المفالرسالة.ة عندما فرغت من قراءة كل الرسالة ., وفي صبيحة اليوم التالي , لم تذهب عالية وخلود للمدرسة وبدءوا بالبحث عمن يدلهم عن مكانه.
لم تكن هناك وسيلة للوصول له سوى صديق عمره وابن خالته محمد الذي كان همزة الوصل بينهما في بداية علاقتهما حيث أنهما كانا يدرسا معا ., إلا أن محمد كان في خلاف دائم مع تركي في كثير من الأشياء من ضمنها الاستغلال والتصرف دون علم أهله وأصدقاءه فهو دائما ما يتصرف بحرية مطلقة ودون تركيز , يسهر خارج البيت لساعات متأخرة من الليل ويتغيب من المدرسة دون علم أحد بمكانه .
انتظرت عالية وخلود بجانب باب المدرسة وكان ذلك عند الساعة السابعة صباحا عندما قدم محمد إلتقته خلود وأخبرته بتلك الرسالة وتفاجأ بالخبر وذلك لأنه لم يكن على علم بذلك الحادث , لأنه لم يلتق تركي منذ فترة طويلة .
لم تكن هناك وسيلة لمعرفة مكان تركي سوى بالاتصال بالطوارئ وعندها أخبروهم بأنه في مستشفى الملك فهد.
*******************************
اللقاء:
وصلت خلود وعالية ومحمد للمستشفى فأرشدهم موظف الاستقبال بأنه نقل من العناية المركزة إلى غرفة النقاهة في الطابق الرابع من نفس المبنى لاستكمال باقي العلاجات تحول الجميع إلى هناك وكانت المفاجأة التي لم يتوقعها أحد وخاصة خلود التي تتلهف شوقا لملاقاته والاطمئنان عليه.
البقية تأتي لاحقا ........................>>
الإثنين فبراير 23 2015, 14:08 من طرف هاوى القمر
