حاطب ليل\ ضفادع سودانية لغزة د\البوني

تقول الطرفة الدينية انه عندما القى بسيدنا ابراهيم الخليل في النار والتى أمرها المولى بأن تكون عليه برداً وسلاماً، اجتمعت المخلوقات لرؤية المشهد وبدافع حب الاستطلاع لكن بعضها لم يرض بالحياد السلبى، فالضفدعة اخذت تبصق في اتجاه النار فقيل لها ان ما تقومين به ليس له أي جدوى وبصاقك هذا لا يقرب من النار وحتى ولو قرب اليها فلن يجدى شيئاً. فردت قائلة بأنها تدرك ذلك ولكنها أرادت ان تعبر عن محبتها للخليل وبلغة معاصرة ارادت ان تسجل موقفاً، أما الضب فعلى النقيض من الضفدعة أخذ ينفخ في اتجاه النار، وبرر فعلته بأنه يريد ان يعبر عن عدم محبته، فنحن اليوم نتفرج على نيران غزة ليس أمامنا إلا ان نسجل موقفنا على طريقة الضفدعة ومن أراد ان يكون ضباً فله ذلك فحرية التعبير على قفا من يشيل.

ان جئنا للحق فالسلبية ليست وقفاً على الشعوب بل كل الحكام في العالم لا نقول العربي أو الاسلامي انما كل العالم بمن في ذلك الرئيس الأمريكي نفسه ليس أمامه إلا ان يكون ضفدعة أو ضباً، فاسرائيل ومن فرط سيطرتها على امريكا وبقية دول العالم هي «نعامة المك المافي زول بيقول ليها تك» تعبث كما تشاء ويتسمر كل العالم امام التلفزيونات ليشاهد القتل والدمار ويبصق من يبصق وينفخ من ينفخ ولا اظن ان العالم قد مر من قبل بمثل هذه العنجهية وبمثل هذه السلبية، لأن العالم لم يشهد ثورة اتصالات احالته الى قرية كما يحدث الآن، فمجزرة صبرا وشاتيلا كانت قريبة من الذى يحدث الآن في غزة ولكن العالم لم يشاهدها على الهواء مباشرة كما يحدث الآن.

يقال ان ما يحدث الآن تم التخطيط له قبل ستة اشهر أي لحظة توقيع اتفاقية التهدئة مع حماس الذى رعته القاهرة واختيار الوقت هذا نسبة للحالة الانتقالية في امريكا اي فترة ما بين الرئيسين وقرب الانتخابات الاسرائيلية، ولكن الأهم حالة الشقاق الفلسطيني تلك الحالة التى وصفها الراحل محمود درويش متهكماً وقائلاً بدل الثورة اصبحت لدينا ثورتان وبدل الدولة اصبحت لدينا دولتان ومحظوظ درويش لأنه ارتحل قبل ان يرى كيف قاتلت الثورة الثورة والدولة الدولة وبأيدى صهيونية، أما بقية العرب التى كانت تتفرج على الحصار على غزة الذى طال واستطال فكأنهم فوجئوا عندما نفذت اسرائيل سياسة الصدمة والترويع يوم السبت أمس الأول، فأجتمع المندوبون الدائمون في جامعة عمرو موسى وبالطبع ادانوا وشجبوا وقرروا عقد اجتماع وعلى مستوى وزراء الخارجية في يوم الاربعاء و«عقاب شهر» فـ «أبشروا آل غزة فالفرج وصل» بينما دعت قطر وسوريا الى عقد اجتماع قمة عربية عاجل والمطلوب موافقة ثلثي الاعضاء لانعقاد القمة، لكن حتى لحظة كتابة هذا المقال نهار الأحد ما زالت مصر متحفظة على القمة بحجة ان مؤتمر وزراء الخارجية هو الذى ينبغي ان يقرر قيام القمة من عدمه ولكن قل يا صاح افرض ان القمة انعقدت ماذا ستفعل لأهل غزة؟

مجلس الأمن وبـ «كلتش» من امريكا فشل في الانعقاد ولكن حتى ولو انعقد لم يكن المطلوب منه قراراً او حتى بياناً رئاسياً يأمر اسرائيل بوقف عملياتها في غزة، كل المطلوب بيان صحفي «وبرضو امريكا شايفاه كتير».. يا جماعة الخير ان الذى يحدث تنفيذ لقرار دولى اقليمى «حبكته» اسرائيل يقضي بالقضاء على حماس نهائياً وبعدها حزب الله في لبنان ومن ثم بقية دول محور الشر الثلاث واحدة تلو الأخرى، فلتواصل الضفادع نفخها عسى ولعل.