(قريباً من الناس) .. بعيداً عن كرة القدم ..! الاستاذ مني ابوزيد

« .. المقارنة بين حالنا و حال الآخرين «ضريبة قيمة مضافة» تدفعها الكوادر العلمية السودانية المغتربة في بلاد الله الواسعة ضمن ما تدفعه من ثمن لاغترابها في مجتمعات تسبقنا بسنوات ضوئية في التطور والتكنولوجيا والرخاء الاقتصادي و الأمن الاجتماعي ..» ! ..

ملأتني هذه الخاطرة و أنا أقرأ بإمعان في مضمون رسالة (إيميل) وصلتني على طريقة الـ (فور وورد) من الدكتور «أوشيك سيدي» استشاري المخ والأعصاب المقيم ببريطانيا ! ..

كان بريدي الإلكتروني ضمن عناوين كثيرة وجه إليها الدكتور «أوشيك» رسالته التي كان مضمونها طلب التبرع لشحن معدات طبية من مستشفى «ساندر لاند» حيث يعمل إلى مستشفى مدينة «أروما» الريفي في شرق السودان!..

وعندما راسلت الدكتور «أوشيك» مستفسرة عن طبيعة المشكلات التي تواجه مثل هذه الأعمال الخيرية النبيلة .. وصلتني منه رسالة ملخصة للمشكلة أوردتها أدناه بعد الترجمة ـ طبعاً ! ـ :

الأخت العزيزة منى أبو زيد ..

شكرا جزيلا على استجابتك لندائي .. أعمل كاستشاري لجهاز المخ والأعصاب بمستشفى (ساندر لاند) الملكي بانجلترا .. وقد اتخذت القرار بالعودة إلى الوطن للعمل بكلية الطب جامعة الخرطوم ..

قبيل مغادرتي إلى الخرطوم قام المستشفى الذي أعمل به بتغيير أسرة المرضى التي كانت من النوع الميكانيكي إلى النوع الكهربائي المتكامل .. وهو يحاول الآن التخلص من الأسرة القديمة..

أتيت من شرق السودان كما يمكنك أن تخمين ذلك بسهولة ! .. و حرصاً مني على مساعدة أهلنا في الوطن ظننتها فرصة طيبة على الرغم من كونها قد جاءت متأخرة وضيقة .. لكن : «أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي»!..

اتصلت بإدارة مستشفى (ساندر لاند) للحصول على بعض تلك الأسرة لمستشفى (أروما) الريفي حيث مسقط رأسي .. و كانت هنالك عدة طلبات مشابهة لطلبي من أشخاص ينتمون إلى أقطار أخرى .. تكرمت إدارة المستشفى بإعطائي حوالي (30) سرير بكل ملحقاتها الأخرى من فرش وأغطية .. و خزائن جانبية .. وطاولات طوارئ ..

بدأتُ حملة لجمع التبرعات لشحنها وإيصالها إلى مستشفى (أروما) .. بعد أن استعنت ببعض النصائح و الإرشادات من الزملاء بشأن الطريقة المثلى، والسعر الأقل تكلفة لإيصالها..

وقد وجدتُ شركة وافقت على إعطائي حاوية بمساحة (40) قدم بتكلفة منخفضة (2650) جنيه إسترليني .. بعد أن تأثر القائمون على أمرها بالهدف الإنساني لعملية الشحن ! ..

المبلغ يغطي فقط «تكلفة الشحن» من «ساندرا لاند» إلى ميناء (بورسودان) هذا غير التكاليف الأخرى من تحميل وتخليص وغيرها .. وقد أرسلتُ مع رسالة (الفورورد) بعض الصور لتلك المعدات وصورة لفاتورة الشحن ..

المؤسف أنني سأكون خارج بريطانيا بعد بضعة أيام .. وكل جهودي لجمع التبرعات أسفرت عن مبالغ زهيدة أقل من المتوقع بكثير .. وأخشى أنه ليس أمامي من خيار سوى الاعتذار إلى إدارة المستشفى وترك أخذها لغيري ! ..

راسلتُ الكثير من المسئولين عن طريق الإيميل .. وتحدثتُ مع الكثير من أصحاب القرار .. يمكنك مراجعة قائمة المرسل إليهم في رسالة (الفور وورد) .. و كم أشعر بالأسى لفقدان هذه الفرصة ! ..

أهلنا في (أروما) يحتاجون إلى حوالي (3000) جنيه استرليني أو (1000) جنيه سوداني لكي ننجح في تأمين المعدات و إنقاذ هذه الفرصة لمساعدتهم ..

أتفهَّم جداً أن الوقت ضيق لكن درجة الاستجابة كانت محبطة جداً .. أحاول الآن إيجاد شخص يأخذ مني زمام الأمر و يبقى في انتظار التبرعات بعد مغادرتي بريطانيا .. لكن حتى الآن لم أجد من يتبرع بخلافتي في تولي هذا الأمر ! ..

الرجاء الاتصال بأهل الخير في بلدنا الحبيب السودان بالتقدم لإنقاذ هذه الفرصة الجيدة .. أتمنى لك و لأسرتك سنة هجرية جديدة مباركة .. مع عميق احترامي

د . أوشيك أبو عشة سيدي

استشاري المخ و الأعصاب ـ بريطانيا

انتهت رسالة الدكتور .. كما قد يدهش معظمكم المبلغ ليس كبيراً .. وهو زهيد جداً مقارنة بمبالغ يجود بها رجال المال و الأعمال في بلادنا لوجوه خير أقل أهمية ! ..

جميع المعلومات وأرقام الهواتف الخاصة بجهات التبرع في «بريطانيا» و«السودان» و«السعودية» متوفرة لدى إدارة صحيفة الرأي العام !

دا استشاري شنو الما عندو ثلاثة ألف استرليني .
مبلغ زي دا عاوز ليهو قومة وقعدة وتبرعات ونفير .
أنا أعتقد إنو العملية ما مستاهلة كل هذه الضجة ويكتبوا عنها في الجرائد .
الدكتور دا راتبو كم ؟
والله لو بصرف 1200 ما أعمل عملية زي دي .
أموت بيها براي وأنوم بالأجر براي .