«قصف» غزة .. أم «قصم» ظهر العرب ؟! ..الاستاذه مني ابوزيد

في مذكراته .. وضمن حديثه عن الوضع في الشرق الأوسط في فترة السبعينيات قال الرئيس الأمريكي الأسبق «ريتشارد نيكسون»: «إن تعنت الموقف الأمريكي المؤيد لإسرائيل ـ و الذي فشل هو في توجيه دفته نحو المعقول ـ قد بلغ درجة اعتبار عدم مناصرة إسرائيل معنى موازياً لفكرة معاداة السامية»!..
فما الذي سيقوله الرئيس الأمريكي ـ السابق بعد حين ـ «جورج بوش» عن علاقته بإسرائيل و علاقتها بحروبه ضد الإرهاب يا ترى؟! ..
مهما قال الرئيس الأمريكي ـ «الزايغ من فردتي حذاء، الواحدة تلو الأخرى» ـ فإنه لن يقول بالطبع إن أسطورة الحرب على الإرهاب .. ذلك الغطاء السياسي الذي ارتكبت باسمه أفدح فظائع هذا العصر في حق الإنسانية ـ في أفغانستان وباكستان والسودان والعراق وفلسطين ـ هي في الحقيقة من تأليف وسيناريو وحوار رئيسة الوزراء الإسرائيلية الأسبق «جولدا مائير» ..
ولن يقول إنها من إخراج وإنتاج الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ سبعينيات القرن الماضي وحتى هذه الأيام الأكثر حزناً وخزياً في تاريخ العرب و المسلمين ! ..
أما تاريخ الإنسانية الحر والمتحرر من قيود السياسة والاقتصاد فيقول إن «جولدا مائير» قد مارست ضغوطها على الحكومة الأمريكية للوقوف مع إسرائيل ومشاركتها في محاربة الإرهابيين أينما وجدوا، والرد بمعيتها على ما أسمته بـ (مذبحة ميونيخ) التي راح ضحيتها أحد عشر لاعباً أوليمبياً إسرائيلياً على يد منظمة «أيلول الأسود» التابعة لحركة فتح ! ..
ويقول إن تلك الفترة هي تاريخ ولادة التطبيق الأمريكي الحرفي للمخططات الإسرائيلية في حروبها ضد العرب و المسلمين ! ..
وها هي إسرائيل اليوم تلتقط قفاز الحرب على الإرهاب من «إدارة بوش» وتقتل مئات الفلسطينيين في غزة بدعوى محاربة الإرهاب المتمثل في «حماس» ! ..
وها هي تغلق الطريق على الصحافة الإسرائيلية قبل العالمية، فتمنع الصحفيين من دخول «قطاع غزة» حتى يضيع توثيق الحقيقة .. وحتى لا يعرف العالم عدد المدنيين ـ الذين لا علاقة لهم بحماس ـ الأبرياء الذين أرداهم رصاصها المسكوب ! ..
زمان .. في سبعينيات القرن الماضي (زمن الزمن زين) ـ أيام الحرب العربية الإسرائيلية ـ احتجاجاً على الجسر الجوي الذي أقامته أمريكا مع إسرائيل وقف وزير الخارجية السعودي في وجه الرئيس الأمريكي قائلاً : « نحن ننظر إلى مساعدتكم لإسرائيل على أنها عداء للعالم العربي .. العرب يعملون على استعادة ما أخذ من أراضيهم بالقوة .. وها هي إسرائيل تحصل على الدعم الأمريكي بالقوة « ! ..
عندها رد عليه «ريتشارد نيكسون» قائلاً : « نحن نسعى إلى تحقيق سلام عادل في الشرق الأوسط « .. ثم برر حكاية الجسر الجوي الأمريكي الإسرائيلي بأنه استجابة معقولة لنداء إسرائيل .. في ظل وجود الدعم السوفيتي لسلاح العرب الجوي ! ..
يومها أيضاً : ولأن الساسة العرب كانوا يغضبون (بالجد) ويعترضون (بالجد) .. اعترض وزير الخارجية الكويتي ـ اعترض «بالجد» ـ على كلام «نيكسون» قائلاً : «العرب يدفعون ثمن الأسلحة السوفيتية التي يحصلون عليها» ! ..
عندها أيضاً : قاطعة وزير الخارجية الأمريكي الأسبق «هنري كيسنجر» قائلاً : «إذا اختل الميزان لصالح طرف ما فإن ذلك يبرر تدخل القوى العظمى» ! ..
ما أشبه اليوم بالبارحة .. ومع ذلك كانت البارحة مقارنة باليوم «أياماً ذهبية» كما يقول «الخواجات» .. والذي يشكك في «ذهبيتها» فما عليه سوى أن يقارن مواقف وزراء خارجية أمريكا والعرب السابقين أيامها بمواقف وزراء خارجية أمريكا و العرب الحاليين بعد عمليات قصف إسرائيل لغزة اليوم ! ..
وزيرة الخارجية الأمريكية «كوندليزا رايس» بعد قصف إسرائيل لغزة أدانت بقوة هجمات الصواريخ التي تشنها «حماس» على إسرائيل و نحمل الحركة مسؤولية انهيار وقف إطلاق النار « ! ..
حسن نصر الله : قال إن الموقف المصري هو حجر الزاوية لما يجري في غزة»
فرد عليه وزير الخارجية المصري «أحمد أبو الغيط» قائلاً : «إن ذلك ـ الكلام ! ـ يمثل إعلان حرب على مصر .. وإن مصر ستتصدى لهذه الحرب» ! ..