لا سكوت بعد اليوم الاستاذ مني ابوزيد

الشكر الجزيل لزميلنا الأستاذ «راشد عبد الرحيم» على سرعته استجابته لنداء الدكتور «أوشيك سيدي» الذي وجهه عبر هذه المساحة في مقال «أمس الأول» إلى أهل الخير بشأن التبرع لشحن معدات طبية من بريطانيا إلى مستشفى أروما الطبي ..

اتصل الأستاذ «راشد» على الفور بالوزير كمال عبد اللطيف الذي أعلن مشكوراً التزامهم بنصف قيمة المبلغ .. لهما كثير الشكر والتقدير.. إنما هنالك أمر ضروري يجب التنويه إليه .. ألا و هو (وجود خطأ طباعي بسيط في كتابة المبلغ) فقد سقط أحد أصفار سهواً ! ..

وعليه فـ (يا جماعة الخير وأهله) قيمة التبرع الذي يحتاجه شحن المعدات هو (ستة وعشرون ألف وخمسمائة جنيه إسترليني).. أي (مائة ألف جنيه سوداني «بالجديد»).. أو (مائة مليون جنيه سوداني «بالقديم») .. كما ترون المبلغ ليس كثيراً على جود أهل الخير الذي نعرف .. كلنا (عَشَم) و رجاء أن يكتمل المبلغ بجهود الخيرين في هذا البلد الحبيب ! ..

بعد الاستدراك .. نعود إلى مقال اليوم ..

عندما تعثرت بكتاب (الخداع) للكاتب الأمريكي (بول فندلي) كنت وما زلت في حالة بحث عن كتاب «من يجرؤ على الكلام» لذات المؤلف .. والذي صدر في ثمانينات القرن الماضي بطبعة أولى، حرص اللوبي الصهيوني في أمريكا ـ والذي فضح الكتاب أفعاله ـ على أن تكون الأخيرة!..

في أثناء بحثي في المكتبات تعثرت أيضاً بكتاب «باسكال بونيفاس» الذي يمثل موقف كاتبه الفرنسي من اللوبي الصهيوني في فرنسا و الذي كنت قد أشرت إلى مضمونه في مقال سابق ..

كما وجدت في أثناء بحثي أيضاً ولـ «بول فندلي» نفسه كتاب آخر بعنوان «لا سكوت بعد اليوم» يدحض عبر صفحاته بالحجة تلك الصورة المزيفة عن الإسلام في أمريكا والتي قام اللوبي الصهيوني في أمريكا بتنميطها..

ميزة الكتب الثلاث لـ «فندلي» وكتاب «بونيفاس» أنها تفضح أقوال وأفعال إسرائيل كدولة وتفاصيل تواطؤ الحكومات الأمريكية الواقعة تحت رهبة وتهديد اللوبي الصهيوني معها .. تفضح كل ذلك بلغة رصينة مدججة بالشواهد التاريخية والمستندات المثبتة الدقيقة .. لغة علمية نحتاج مثلها كثيراً في خطابنا مع الغرب ! ..

كما نحتاج أيضاً كتباً قريبة من مضامينها .. كتب (عرب سلامية) البحث والهوية تتناول تغطية بعض أجهزة الإعلام العربية لبعض الأحداث العرب إسلامية بمزاج يتبنى جل قناعات أمريكا ومعظم مطامع إسرائيل ! ..

الملاحظ في التغطية الإعلامية لبعض القنوات العربية الشهيرة لأحداث قصف غزة هو أنك عندما تنتقل بضغطة زر من قناة إلى أخرى تدرك مدى اختلاف الرؤى والمنطلقات والإيماءات من قناة إلى أخرى ! ..

تدركه بسهولة على الرغم من كون القناتين تتشاركان نفس اللغة والانتماء الثقافي .. بل والإقليمي أيضاً .. ألا تتفقون معي على أن موجبات مثل هذا التوجه الإعلامي العربي المريب تحتاج إلى كتاب ؟