موقف إنساني نبيل و رائع ...

بسم الله الرحمن الرحيم

و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم .

هـذه القصة نشرتها صحيفة الرأي العام السودانية .

جريدة الرأي العام السودانية ، العدد رقم : 22623

يوم الثلاثاء : 17 / مارس / 2009 م الموافق 20 / ربيع الأول / 1430 هـ

موقف إنساني نبيل و رائع :

عنوان القصة في الصحيفة : جنوبي يتبرع بكليته لشمالي .

«عبد الله ألفريد ياي»، «28» سنة، جنوبي مسلم، من مدينة «واو»، ولاية بحر الغزال، قرأ بالصدفة نداء بصحيفة «الصدى» لإنقاذ حياة مريض فشل كلوي بالتبرع له بكلية، حيث ان المريض فصيلة دمه نادرة، إلا أنها تتطابق مع فصيلته، فاتصل بأهل المريض عارضاً عليهم كليته بدون مقابل، «مجاناً»، لوجه الله تعالى.. وتم إستئصال كلية «عبد الله» بواسطة الجراح السوداني «كمال أبوسن» بالمستشفى الجنوبي بالخرطوم لتزرع للمريض (إبراهيم يحيى محمود) «45» سنة، يقيم بالأزهري، ويعمل بشركة «أهبا» بمطار الخرطوم، ظل يعاني من الفشل الكلوي طويلاً، ويغسل منذ أكثر من عام.
إلتقيت بالمتبرع، (الفتى الأبنوسي) «عبد ألفريد ياي» ، الخميس الماضي بغرفته بالمستشفى الجنوبي الخرطوم، عقب العملية التي أجريت الأحد الماضي الموافق 8/3/9002م.. في البداية رفض نشر حكايته، وامتنع عن التصوير، إلا أنني أقنعته بأن (ثقافة التبرع بالأعضاء لدينا في السودان ضعيفة، وانت نموذج يحتذى به في هذا الجانب، ونشر قصتك قد يشجع الآخرين للتبرع مثلك لإنقاذ مرضى الفشل الكلوى).. فوافق قائلاً:
«تبرعت بكامل إرادتي ورغبتي بكليتي إثر النداء الذي نشرته صحيفة «الصدى» بعمود الصحافي «أبو شيبة»، وكان شرطي الوحيد عدم تقديم اي مقابل مالي من أهل المريض، حيث انني تبرعت بكليتي لوجه الله تعالى».
«محمود يحى محمود» شقيق المريض «ابراهيم»، والذي لم أقابله حيث أنه لا يزال بالعناية المركزة، قال لي ونحن نجلس مع المتبرع «عبد الله ألفريد»:
شقيقي ابراهيم ظل يعاني من الفشل الكلوي طويلاً، حيث تعطلت إحدى الكليتين، والثانية كانت تعمل بنسبة «20%» فقط، فساءت حالته الصحية وبدأ دمه في التسمم، وكانت حياته في خطر، وبالطبع أصبح عاجزاً عن العمل وإعالة أسرته المكونة من ولد وعدد من البنات.. وتدافع أفراد الأسرة للتبرع له بكلية، إلا أن الفحوصات المعملية أظهرت عدم تطابق أنسجة المريض معهم، فنصحنا البعض بالتوجه الى القاهرة لاجراء الزراعة هناك بتكلفة «30» ألف دولار بما فيها سعر الكلية.
وعقب نشر النداء مباشرة بصحيفة «الصدى» الرياضية، ظهر لنا المواطن «عبد الله ألفريد»، من السماء، وكان شرطه الوحيد عدم تقاضيه أي مبلغ نظير تبرعه بكليته، موضحاً انه يتبرع بها لوجه الله تعالى، فهو ينشد ثواب الآخرة، مانحاً شقيقي «إبراهيم» حياة جديدة، ولا يسعني أمام شهامته وإيمانه سوى القول: (أمة محمد بخير) بغض النظر عن كونه جنوبياً أو شمالياً»، وقد أصبح «عبد الله» ابناً لنا، وأحد أفراد العائلة.
هذه قصة الفتى «الأبنوسي»، الشهم «عبد الله ألفريد ياي».. ألا يستحق هذا الشاب التكريم من الدولة والمجتمع لكونه يجسد مبدأ الوحدة الوطنية في أسمى درجاتها وأبلغ معانيها.. وكما قال لي ان كل رغبته الحصول على ركشة، أو كشك، او مشروع إستثماري يعيش منه، حيث انه كان يزاول قبل التبرع، أعمالاً حرة شاقة.. «عبد الله ألفريد»، «الفتى الأبنوسي» القادم من بحر الغزال، حالة إستثنائية نادرة في هذا الزمن، وهو جدير بالإهتمام، والعناية والمساعدة.

هـذا الرجل مثال رائع و نادر ، و يتجلى ذلك في :

أولاً : علم بحاجة المريض من الجريدة ، فتفاعل مع الموقف و تعاطف مع المريض فكان هـذا الموقف الإنساني الرائع و النبيل ، و هـذا شيء نادر الحدوث ، و عزيز المثال و المثيل في هـذا الزمان .

ثانياً : قبل هـذا و ذاك قام بهـذا العمل لوجه الله سبحانه و تعالى .

ثالثاً : أرجو من الإخوة الكرام تأمل المهـنة التي كان يزاولها قبل التبرع ، مع أنها مهـنة شاقة و متعبة وهـي مصدر دخله ، مع ذلك تبرع بكليته و قام بهـذا العمل المشرف الجليل .

جزاه الله خيراً ،،،،،،، نسأل الله أن يجعل عمله خالصاً لوجه الله سبحانه و تعالى .

فعلا موقف انساني نبيل وخاصة انه لم يفرق بين العرق والاجناس والقبائل ولم يقل هذا شمال وانا جنوبي ولم يطلب مالا في سبيل ذلك ، انه الايثار بمعنى الكلمة بل اكثر من ذلك ، فكون شخص ما يتبرع لشخص آخر لا تمت به صلة قرابه سواء غير حظيرة الوطن فهذا لها معنى كبير وكبير جدا
نسأل الله ان يجعلها فى ميزان حسناته وان تكون هذه البادرة لنواة للاعمال الخيرية بين ابناء الشمال والجنوب وتجسيد الوحدة بين بين المواطنين فى كل اصقاع السودان دون النظر الى القبلية العمياء التي نالت من وحدة السودان كثيرا

Admin كتب:: فعلا موقف انساني نبيل وخاصة انه لم يفرق بين العرق والاجناس والقبائل ولم يقل هذا شمال وانا جنوبي ولم يطلب مالا في سبيل ذلك ، انه الايثار بمعنى الكلمة بل اكثر من ذلك ، فكون شخص ما يتبرع لشخص آخر لا تمت به صلة قرابه سواء غير حظيرة الوطن فهذا لها معنى كبير وكبير جدا
نسأل الله ان يجعلها فى ميزان حسناته وان تكون هذه البادرة لنواة للاعمال الخيرية بين ابناء الشمال والجنوب وتجسيد الوحدة بين بين المواطنين فى كل اصقاع السودان دون النظر الى القبلية العمياء التي نالت من وحدة السودان كثيرا

الأخ العزيز / Admin

مشكور أخي الحبيب على هـذه الإضافة الجميلة ....

إذا وقر الإيمان في قلب المسلم صنع المعجزات ، و الشيء الذي لا شك فيه أن المؤمن يصدق و يؤمن إيماناً تاماً و بلا أدنى ريب ، يؤمن بكل ما جاء في الكتاب و السنة ... و أنا لا أجد دليلاً أصف به فعل الأخ / عبدالله ، و تبرعه بكليته إلا قول الله سبحانه و تعالى في سورة الحجرات الآية رقم ( 10 ) : ( إنما المؤمون إخوة ... ) ،،، و قول الرسول صلى الله عليه و سلم : ( مثل المؤمنين في توادهـم و تراحمهم و تعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو ، تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى ) .