عبد اللطيف الحاج"54 عاما من البذل والعطاء"

عبد اللطيف الحاج خوجلي، الكل يعرف هذا الرجل جيدا من خلال ما عمل وانجز من اجل السريحة
اليوم يكمل عمره ال 54 قضى ثلثها خدمة للسريحة وقد بدأ هذا المشوار منذ ريعان شبابه وانا من هنا بحييه واهنيه باطفاء هذه الشمعة وهو معنا قلبا وقالبا وما زالت لديه نفس روح الاصرار والعزيمة من اجل السريحة 0
فى هذا اليوم اهديه هذا المقال الذي كتبته فى بداية التسعينات عندما كنت رئيسا للرابطة وكان من المفترض ان ينشر فى الجريدة الحائطية للاسبوع الثقافي الشهير ولكن سبقتني الاستاذه/ فاطمه ابراهيم/ حرم الاستاذ هشام مبارك فى عمل لقاء مطول مع المناضل /عبد اللطيف الحاج / وكان عنوان اللقاء " السريحة حبلى 00 السريحة تلد" وكان لقاء رائع جدا جعلني اتقهقر الى الوراء واخفي هذا المقال الا ان جاء هذا اليوم فاصريت ان انفض ما علاه من غبار وانشره هنا لعله يفي هذا الرجل جزئ قليل من ما قدمه للسريحة
المقال
رجل السريحة
كان من اثرياء قرية السريحة وهي في بداية نشاتها ،دمث الاخلالق ، كريم ، تقي يحب الخير للجميع، كنا نراه يستبدل سيارته كل شهر باخرى اجمل وكان يكسب الكثير من خلال تجارته وقد كسب شهرة واسعة فى امدرمان علاقته مع كبار تجار امدرمان قوية0
كان يلحظ ما يجرى فى القرية من تطور بطئ بعين ثاقبة، وفجأة تحول هذا الرجل الى مارد جبار فى سبيل نهضة القرية وبدأت ثروته فى العد التنازلي كلما زاد اهتمامه اكثر بالسريحة حيث كان شاغله الوحيد هذه القرية وهذا المواطن الكادح الذي لم يجد ادنى اهتمام من الحكومات التي تعاقبت ولكن حين ظهر هذا الرجل تحول الخوف من الغد الى امل مشرق ، وبدأت نهضة والعمران فى القرية حيث شيدت المدارس والاندية وحفرت آبار المياه وشيدت المستشفى وتم عمل قسم الشرطة وتحولت تلك القرية الصغيرة الى محلية تنافس كبار المدن، وبالمقابل اصبح هذا الرجل من فقراء السريحة انفق كل غال ونفيس فى سبيل هذا البلد وترك عمله ليجني محبة اهله وتقديرهم الفائق له
هذه بعض المواقف التى اذكرها وهى تعكس مدى حبه واخلاص للسريحة واهلها:
1- كنا بدأنا برفع اعمدة الكهرباء على طرقات السريحة وكان هناك عمود بقرب منزل البشقري ولم يكن معنا عدد كافي من الشباب واذكر ساعتها كان صباح يوم جمعة وكنا 6 رجال فقط وحينها قال عبد اللطيف " توكلوا على الله" ووقف هو بجانب الحمل الاثقل فى مؤخرة العمود وبدأنا نرفع العمود بمشقة وجهد كبير الا ان نجحنا فى رفعه ولكن حينها اصابه الم شديد فى ظهره ولم يقل شيئ سوي " ما في عوجة" ولكن كانت آلام الظهر فظيعه حيث تبينت لنا فيما بعد وذهبنا لنستريح فى الدكان المجاور واذ بالراديو يزيع خبر انقلاب الحكومة بواسطة العميد عمر البشير وقد احبطنا جميعا لانه ممكن كل شيئ يتوقف ولكن طمأننا الشيخ الوقور وقال " ربما ضارة نافعة" وقد كان
2-عند افتتاح مستشفى السريحة كان قد حضر والي الجزيرة العوض محمد الحسن للافتاح وكان هناك لفيف من الوزراء واقطاب الحكومة ، فبدأ المهرجان وتقدم الوالي فخطب فى الحشد الكبير وصفق له على استحياء ثم بعد ذلك قدم المذيع الداخلي " العبد التوم خواجة" عبد اللطيف الحاج، وما ان نطق اسمه حتى دوى صوت تصفيق عالى جدا اهتزت له ارجاء المستشفى وتوارى خجلا اعضاء الحكومة وقد استمر التصفيق قرابة الربع ساعة والكل يهلل ويكبر وهذا الموقف لا يمكن ان ينسى ابدا وحينها ادرك وفد الحكومة مدى المحبة التي تكنها هذه الجماهير لهذا الرجل العظيم0
3-كانت هناك ازمة مياه فى السريحة لان وابور المياه اقدامي معطل وناس الحي الوراني هم فقط من يتمتعون بالمياه وكانت زوجته حينها تريد ان تغسل ملابس اطفالها ولكن منعها من فعل ذلك لان هناك مواطنين لم يجدوا ما سدوا به رمقهم من الماء وكان غيره يبني بالماء ويسقي بها الشجر ويرش بها الحيشان، فأين نحن من هذا الرجل ومن يفكر فى شؤون الآخرين فى هذا الزمن العنيد0
انه لحق رجل لم تنجبه القرى ولا الحضر وحق علينا ان نتفاخر به وان نضعه مثل يحتذى به0
هذا الرجل الاسطوري رفض اي فكرة لتكريمه وهو كان دائما يقول "انا لم افعل شيئ ولن اتوقف عن العمل " ورفض اي مساعدة خارجية وحتى اذا وصلته مساعدة مالية او عينية لم يستخدمها بل يأخذها ويضعها فى رصيد السريحة0
ربنا يحفظه لنا ولاولاده بقدر ما قدم للسريحة وان يعطيه الصحة والعافية وطولة العمر وعقبال الشمعة المائة يا رب

أخي و إبن عمتي أدمن لك الشكر كل الشكر علي هذا المقال الرائع ، وفعلا ماشاء الله علي الذاكرة فلقد سألت المدام عما ذكرته بخصوص الحوار الذي أجرته مع الحاج عبداللطيف فأجابت بنعم أن ذلك صحيحا و بنفس العنوان الذي ذكرته ، شكرا عزيزي أدمن علي طرح هذا الموضوع الجميل كجمالكم ، وكم أنا سعيد بأن يتوافق معي في الرأي شخص كريم مثلكم ، فقلد كنت قد كتبت مقالا أقرب من هذا في جريدة أنصار السنة الحائطية بالمسجد العتيق في عام 1993 بعنوان عبداللطيف السريحة .. وسريحة عبداللطيف ، وذكرت فيها مآثر هذا الرجل الفذ و ما قدمه لبلده و أهله ، وكنت أيضاا كتبت مقالا عن شخصه الكريم وطلبت منه أن ينشره بجريدة السريحة التي كان علي رأسها ولكنه رفض رفضا باتا أن ينشره بل أخذ مني المقال ولم أره إلي اليوم ربما أحرقه في تنوره لانه لا يحب المدح والثناء ، لا أعرف ماذا أكتب عن هذا الرجل وماذا أحكي عن إنجازاته و عطائه لبلده الذي ظل شاهدا علي مر الأزمنة و العصور ليدل علي صمود رجل وشهامة رجل ونبل رجل قدم وما زال بكل تفاني كل ما يستطيعه من أجل خدمة بلده و أهله ، حقا إنه لنموذج يحتذي به وصورة ناصعه يهتدي بها أجيال السريحة المتعاقبون ليسيروا في طريق العطاء و البناء ،، والله أقولها صدقا إني لعاجز عن الكتابة و عن إيفاء هذا الكريم حقه ، وقديما قيل العجز عن البيان بيان ....
شكرا لك أخي أدمن علي تذكيرنا بهذا الرجل القامة وبإنجازته التي نرجو من الله أن يكتبها له في سجل حسناته ، ويوفيها له أجورا مضاعفة يوم الجزاء الأوفي ، ولا نقول له إلا كما قال النبي صلي الله عليه وسلم : من قال لأخيه جزاك الله خيرا فقد أبلغ له في الثناء ،، فها نحن نقول جميعا : جزاك الله عنا و عن جميع أهل السريحة كل خير ...

يا ريت يا شيخ تسألها لو محتفظة بنسخة من ذلك اللقاء لانه اعتقد هو اول وآخر لقاء وحتى الآن لم نجد شخص حاور حاج عبد اللطيف واستخرج من درر كتلك وانا ساعتها كنت مشغول بادارة الاسبوع ولم اقرأ اللقاء باريحية ولذلك لا اتذكر محتوياته

والله العم عبد اللطيف يستحق كل ما قيل فيه
وانا كنت قد كتبت موضوعا في هذا السياق عن
الوالد عبد اللطيف في هذا المنتدى بعنوان عمي عبد اللطيف
ومن لم يقرأ الموضوع اوجه له الدعوة برؤية ملفي في المنتدى
والتعليق على الموضوع وهو يمثل وجه نظري في هذا العلم
الذي فوق رأسه نار وانا عن الاحاطة بمآثره ابعد
فجزى الله الوالد عبد اللطيف عنا كل خير ...........

تعجز الحروف عن التعبير عن هذه الشخصية العظيمة

شهادتنا في العم عبداللطيف الحاج مجروحة وحقيقه لمثل هذا الرجل ترفع القبعة وفاءً وعرفان وجمايلو علينا وعلى السريحه بصفة عامه تفوق الحدود نسأل الله أن يمتعه بالصحة والعافية ويعود عليه السنين بالخير واليمن والبركه وكل سنه وهو طيب وجميع مواطني بالدي الحبيب بصحة وعافية

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ العزيز الفاضل / عبد اللطيف الحاج

هـو كذلك ... و أكثر من ذلك ... نسأله له التوفيق و السداد ...

قال عبد الله بن عمر بن الخطاب ( رضي الله عنهما ) :
( لقد من الله علينا بنافع ) ، و نافع ( رحمه الله ) ، هـو مولى عبد الله بن عمر ( رضي الله عنهما ) .

و أنا أقول :

لقد من الله على أهـل السريحة ، بالاخ الفاضل الكريم : عبد اللطيف الحاج ( حفظه الله ) .

مهما تكلمت و مهما قلت فلن أوفي الرجل حقه ، لذلك أكتفي بالصمت ...