الزوجة الثانية : ( الصراحة .. راحة ) ...

بسم الله الرحمن الرحيم

الزوجة الثانية : (( الصراحة راحة )) ...

يُحكى أن أحد أجدادي المُعدِّدين ـ «و ما أكثرهم» ـ استيقظ يوماً في موعده «إلا قليلاً»، مارس طقوسه الصباحية في تراخ، تناول إفطاره بشهية، لبس أجمل ثيابه، ثم استوى على ظهر فرسه، قبل أن يلتفت نحو (المرة الصغيرة) ـ التي كانت تجرجر ثوبها خلفه في (كبكبة) ـ قائلاً في صرامة هادئة، لا مبالية :
أنا ماشي «أعرِّس» ! ..
فوقي ؟! ..
لا، تِحْتِك ! ..
الحوار المقتضب أعلاه ـ المترجم من (الرطانة) إلى العربية ـ كان كل ما دار بينهما من حديث في هذا الشأن .. بعدها جرجرت جدتي الطيبة أذيال ثوبها، وخيبتها الكبيرة، وجمعت أطراف كرامتها الأنثوية .. ثم لاذت بصمت راهبة مُتنطِّعة في دَير (إله السُترة) المُباري لـ (شيطان الفضيحة) ! ..
في عهد جدتي المسكينة (من المَسكَنة بمعناها المحلي) لم يكن الزواج من أخرى (ضرراً) يجبره طلب الطلاق، بقدر ما كان الطلاق (مصيبة) يساهم تطبيع المشاعر مع واقع الزواج من أخرى في اجتناب وقوعها ! ..
ناهيك عن اختلاف فلسفة (المشاركة) في قلب، وعقل، وجسد، ومال رجل واحد، والتي تقض اليوم مضجع الزوجات العصريات .. فكل ما كانت ستشارك العروس الجديدة جدتي فيه هو (كبكبتها) الأزلية، وحفيف ثوبها المتسارع خلف خطوات رجلها الواسعة!..
وجل ما كانت ستستولي عليه بعد مرور أيام العسل، هو حفنة من (النهرات) و(الحدرات) و(الإيماءات) الصارمة ! ..
اليوم اختلف مفهوم (الضرر) في المنهجية الشرعية التي تحكم وتنظم علاقة الزواج، وتفاوت كم و كيف النظرة المحلية إلى معنى (الضرر و الضرار) على مسرح الزوجية المحكوم بتغير روح العصر وتطور لغة الخطاب وتبدل مثاقل و موازين الأطراف ! ..
إذاً : من البدهي أن تتغير صيغة إعلان الرجل عن زواجه من أخرى (من الإعلام الصارم اللا مبالي بالعواقب إن وجدت “على طريقة جدي” .. إلى إخفاء الحدث إيثاراً للسلامة على طريقة الكثيرين اليوم) .. و من الطبيعي أن يتبدل موقف المرأة (من القبول المذعن على طريقة جدتي.. إلى الرفض المتمرد بطلب الطلاق على طريقة الكثيرات اليوم) ! ..
وعليه فـ : من المنطقي جداً أن يثور جدل بين المنافحين عن قضايا المرأة والمتشددين في تأصيل القوانين حول (مشروعية زواج الرجل من ثانية دون علم الأولى) استناداً على مفهوم (الضرر) الذي أقام عليه الشرع مبدأ الطلاق للضرر (مسألة جديرة بالتأمل والإفتاء)!..
قانون الأحوال الشخصية المصري ـ مثلاً ـ يعتبر (عدم العلم) بزواج الرجل من أخرى موجباً لطلب الطلاق ومن ثم التطليق للضرر .. والمأذون المصري هو المأذون الوحيد الذي يشترط علم الزوجة الأولى بقرار الزواج من ثانية .. لأنه يعتبر الزواج الثاني (ضرراً) يحيق بالزوجة الأولى، وبناء عليه من حقها أن تطلب الطلاق جبراً لهذا الضرر (فتوى جديرة بالتثنية) ! ..
قد يقول قائل : ما هو ذلك الضرر الهائل الذي يستوجب جبره وقوع الطلاق ؟! .. ليس من ضرر أبلغ وقوعاً على الزوجة من كونها (آخر من يعلم) بحياكة (مؤامرة الضرة) .. إخفاء الأمر يحول (صفعة) الزواج من ثانية إلى (طعنة من الخلف) .. طعنة لا يبرأ جُرحها إلا بالقصاص ـ و أي قصاص ـ (قصاص السنين) !

+++++++++++++++++++++++++++++++

مقال منقول من جريدة الرأي العام السودانية ــــ العدد رقم : ( 22635 )
الأحد : 29 / مارس / 2009 م الموافق 2 / ربيع الثاني / 1430 هـ

ملاحظة :

المقال للكاتبة / منى أبو زيد ... سبق و أن نقلت لها مقالاً بعنوان :

المدائح النبوية : ( طار ) و ( وقار ) .

وقد كتبت عليه رداً مفصلاً بعنوان :

لا ... لا ... يا كاتبة المقال .

الزوجة الثانية صارت واقعية لدرجة كبيرة فى مجتمعنا الحالي وخصوصا فى الفئات العمرية المتوسطة وما اغنية "راجل المرة " الا تعبيرا عن قبول الطرف الآخر لهذا الوضع
اما معرفة الزوجة فانا اعتقد بانها ضرورية لهذا الأمر لكي لا تحصل مشاكل وتفكك اسري للزوجة الاولي فاعلامها افضل من اخفاء الامر حتى تسمعه من الآخرين ويحصل ما لا يحمد عقباه

الإخوة و الأخوات أعضاء المنتدى .... الكرام

الموضوع المذكور أعلاه ، موضوع جدير بالاهـتمام و المداخلة ...
و يحتاج إلى إيضاح و توضيح في بعض المسائل التي أوردتها كاتبة المقال ...

نرجو منكم التكرم بالتعليق على الموضوع ... ولكم مقدماً جزيل الشكر و التقدير ...

الهـدهـد ....

Admin كتب:: الزوجة الثانية صارت واقعية لدرجة كبيرة فى مجتمعنا الحالي وخصوصا فى الفئات العمرية المتوسطة وما اغنية "راجل المرة " الا تعبيرا عن قبول الطرف الآخر لهذا الوضع
اما معرفة الزوجة فانا اعتقد بانها ضرورية لهذا الأمر لكي لا تحصل مشاكل وتفكك اسري للزوجة الاولي فاعلامها افضل من اخفاء الامر حتى تسمعه من الآخرين ويحصل ما لا يحمد عقباه

الأخ العزيز / Admin

مشكور على المداخلة و الإضافة ...

بعض الذين يكتبون الأعمدة في الصحف اليومية السودانية نارداً ما يهـتمون بالمنظور الشرعي ....
الكثير من المسائل تطرح من خلال الصحف بطريقة و صورة بعيدة كل البعد عن الحكم الشرعي الإسلامي ...
بعضهـم يتكلم في الأمور الشرعية بدون الإستناد إلى الأدلة الشرعية ...

هـذه الأمور ، أعني الأمور التي تتعلق بالحياة الزوجية و الأمور الإجتماعية ، يجب أن تكون منضبطة بالضوابط الشرعية ... الشريعة الإسلامية إهـتمت بهـذه الجوانب من الحياة غاية الاهـتمام ، و وضحت فيها كل صغيرة و كبيرة ، بل أوجدت و بينت الحكمة من المقاصد الشرعية في كل الأمور الاجتماعية و في مقدمتها الحياة الزوجية و الكيان الأسري .

يتبع ... إن شاء الله تعالى .

بسم الله الرحمن الرحيم

الزوجة الأولى ...

يوم الأحد الماضي (29 مارس) كان عنوان عمود الأستاذ منى أبو زيد في هذه الصحيفة (الزوجة الثانية : الصراحة راحة). وهو عنوان جميل لمحتوى أجمل، يتحدث عن سلوك رجال زمان. فالرجل استيقظ من نومه واستحم وتهندم ثم استوى على ظهر فرسه وقال لزوجته قبل أن يغادر (أنا ماشي أعرِّس).
رحمه الله كان صريحا، والصراحة راحة. وهذه الصفة، أي الصراحة، غير متوفرة عند (أندادنا) رجال اليوم، وبالذات في مثل هذه (الفعلة). فالواحد يخرج خلسة ويتزوج سرا، وقد ينفضح أمره سريعا، وقد يبقى السر مصوناً لمدة طويلة قد تستمر إلى أن يغادر هذه الفانية، وحينها تأتي (ولية) أرهقها التعب، تجر وراءها عددا من الأطفال صغارا أو كبارا، حسب مدة كتمان السر، فتبكى في هدوء أو (تصوت) في جزع لتعلن السر المكتوم .. أنها كانت زوجة المرحوم، وأن أولادها أولاده.
على كل حال ليس هذا موضوعنا اليوم. وإنما الموضوع يتوقف عند العنوان (الزوجة الثانية). فالموضوع حساس، وحـمّال ذو وجوه.
يخيل إلىّ أن المشكلة ليست في (الزوجة الثانية) إذ أن أمرها أجازه الشرع، ومن لا يلتزم بالشرع يلتزم بشرع آخر فيجد لنفسه علاقة أخرى مع صديقة كما في الغرب اليوم، أو عشيقة كما في العصور السابقة، فيكون متزوجا في العلن من واحدة ويقيم علاقة في السر الذي يشبه العلن مع أخرى.
الناس يتكلمون عن الزوجة الثانية وينسون أن هنالك زوجة أولى، ولولا الأولى لما جاءت الثانية. كيف .. إذا كانت الأولى ست بيت، وودودة، وولودة، وجعلت البيت مكانا آمنا ومريحا ويمكن للزوج أن يغمض جفنه فيه وينام، وبالتالي أغنته عن التسكع هنا وهناك .. لما فكر في الثانية.
لكن بعد ذلك هناك رجالا يبحثون عن الثانية حتى لو حازت الأولى كل صفات الكمال السابقة. صديقي (فلان) أعطاه الله زوجة كاملة. هذا ما يقوله الجيران والأهل .. وتقوله زوجتي. لكني أعرف أن كلام الأهل والجيران .. وكلام زوجتي مجروح، لأن هناك دهاليز في العلاقة الزوجية لا يدخلها إلا الزوجين. وهذه الدهاليز هي التي تحكم على الزوجة أو الزوج لحد كبير بأنه كامل أو ناقص.
لكن زوجتي تصر على أن صديقي (عينو زايغة)، وقالت بانفعال : (عينو دي ما يملاها إلا التراب). ولم أرد عليها بمنطقي السالف خوفا من أن أتهم بأنني صورة منه، بمعنى أنني يمكن أن أفعل ما فعله، أو على الأقل خوفا من أن أتهم بأنني متعاطف معه.
وبعـــد ..
هذه زاوية أخرى غير التي نظرت منها الأستاذة. والعنوان كله مليء بالتفاصيل التي يمكن أن يكتب فيها من يكتب كل من زاويته الخاصة. أنا شخصيا كتبت لأريح أعصابي وأعصاب أصدقائي القراء بعد الشد والجذب الذي أدخلنا فيه أوكامبو.. تحياتي..

+++++++++++++++++++++++++++++++

مقال منقول للكاتب : أحمد محمد شاموق

المقال منقول من جريدة الرأي العام السودانية ــــ العدد رقم : ( 22640 )
الجمعة : 3 / مارس / 2009 م الموافق 7 / ربيع الثاني / 1430 هـ

فعلا حبيبنا الهدهد الصراحة راحة ، وقديما قيل : ( الصراحة بخشونتها خير من النفاق بنعومته .. )

هشام مبارك عبد الرحمن كتب:: فعلا حبيبنا الهدهد الصراحة راحة ، وقديما قيل : ( الصراحة بخشونتها خير من النفاق بنعومته .. )

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ العزيز الشيخ / هـشام مبارك .

نريد التعليق منظور شرعي اجتماعي ... حتى يتشجع من لديه الرغبة ....

الهـدهـد ...

يا شيخ الهدهد ما تخلينا علي الإجابات العائمة دي أحسن لينا من المشاكل مع وزارة الداخلية ..

هشام مبارك عبد الرحمن كتب:: يا شيخ الهدهد ما تخلينا علي الإجابات العائمة دي أحسن لينا من المشاكل مع وزارة الداخلية ..

الأخ الشيخ / هـشام مبارك ...

حتى أنت يا بروتس ...

لا اعتقد أبداً أن الأخ الشيخ / هـشام مبارك ، يجد معارض في هـذا الموضوع ، و الله أعلم ... المهـم الرغبة و النية ...

لكن السؤال المطروح :

هـل التعدد ، تعدد الزوجات سنة أم مباح ؟؟؟؟؟؟؟؟

الزواج من اخرى امر شرعى .. ولكن لماذا هو مؤلم هكذا !!!!!!!!!

ارجو التحدث فى الموضوع من ناحية عاطفية ايضا ...فلا اعتقد ان الله يريد ان تتألم المرأة فقط .. لابد من التحرى بصورة اكبر عن اسباب الزواج من اخرى !!!!!!!!!

ولا شنو

ناندا كتب:: الزواج من اخرى امر شرعى .. ولكن لماذا هو مؤلم هكذا !!!!!!!!!

ارجو التحدث فى الموضوع من ناحية عاطفية ايضا ...فلا اعتقد ان الله يريد ان تتألم المرأة فقط .. لابد من التحرى بصورة اكبر عن اسباب الزواج من اخرى !!!!!!!!!

ولا شنو

بسم الله الرحمن الرحيم

هـذا السؤال ، و البحث في الأسباب محول إلى الإخوة في المنتدى الإسلامي ، و أخص بالذكر الأخ الشيخ / حمد النيل ، الأخ الشيخ / هـشام مبارك ، الأخ الشيخ / هـشام حسن ...

بعد أن نستنير برأيهـم في الموضوع ، سوف اكتب بمشيئة الله موضوعاً أو مقالاً بعنوان :

( الأقوال الصائبات في الحث على تعدد الزوجات .... ) ...

الهـدهـد ...

الهدهد كتب:

ناندا كتب:: الزواج من اخرى امر شرعى .. ولكن لماذا هو مؤلم هكذا !!!!!!!!!

ارجو التحدث فى الموضوع من ناحية عاطفية ايضا ...فلا اعتقد ان الله يريد ان تتألم المرأة فقط .. لابد من التحرى بصورة اكبر عن اسباب الزواج من اخرى !!!!!!!!!

ولا شنو

بسم الله الرحمن الرحيم

هـذا السؤال ، و البحث في الأسباب محول إلى الإخوة في المنتدى الإسلامي ، و أخص بالذكر الأخ الشيخ / حمد النيل ، الأخ الشيخ / هـشام مبارك ، الأخ الشيخ / هـشام حسن ...

بعد أن نستنير برأيهـم في الموضوع ، سوف اكتب بمشيئة الله موضوعاً أو مقالاً بعنوان :

( الأقوال الصائبات في الحث على تعدد الزوجات .... ) ...

الهـدهـد ...

بسم الله الرحمن الرحيم

الإخوة الكرام ...

نحن في انتظار الإجابة على هـذه الأسئلة المذكورة أعلاه ....... لنواصل بعون الله في سرد تفاصيل و خبايا هـذا الموضوع ، و هـو بلا أدنى شك موضوع هـام و جدير بالتعقيب ...

أخانا الهدهد جزاك الله كل خير علي ما قدمت وما تقدمه ، ونسأل الله ألا يصمت لك صوتا ولا يكبح لك قلما و أن يزيدك في الخير وفي نشره و نشر الثقافة و جميع أنواع العلوم ، ولكني أخي الحبيب لا أقدم لك إعتذارا فقط إني مشغول بطريقة لا توصف أرجو أن تواصل في الموضوع وأعدك أني سوف أتداخل معك في هذا الموضوع !

ناندا كتب:: الزواج من اخرى امر شرعى .. ولكن لماذا هو مؤلم هكذا !!!!!!!!!

ارجو التحدث فى الموضوع من ناحية عاطفية ايضا ...فلا اعتقد ان الله يريد ان تتألم المرأة فقط .. لابد من التحرى بصورة اكبر عن اسباب الزواج من اخرى !!!!!!!!!

ولا شنو

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الكريمة / ناندا

المذكور أدناه مقال ، موضوع عن تعدد الزوجات ، فيه الإجابة على السؤال الذي طرحتيه عن تعدد الزوجات ، و لماذا هـو مؤلم في نظر البعض .... !!!!!

أرجو من الإخوة و الأخوات الإطلاع على الموضوع و النماذج الذي وردت فيه ، و من ثم إضافة التعليق المناسب أو إضافة نماذج أخرى تشابه ما ورد في هـذا المقال من نماذج لتعدد الزوجات ....

الهـدهـد ...

d]]بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم .

تتعدد أسبابه.. الزواج الثاني نار لا تهدأ ....

في الثقافة السودانية - تختلف عادات الزواج بإختلاف القبائل.. نسبة للتنوع الثقافي والعادات وحتى الطلاق في السودان.. وكذلك الزواج الثاني أو « الطبيق» كما تسميه الحبوبات.. «فلان طبق فوق مرتو».. وأيضاً تختلف ردة فعل إستقبال الزواج الثاني من زوجة لأخرى حسب قبيلتها وثقافتها المجتمعية، فبينما تختار الزوجة الأولى وتخطب لزوجها وتبارك زواجه وتقف على كل تفاصيله في بعض القبائل نجد قبائل أخرى يفضل الرجل الإبتعاد عن النكد والمشاكل بزواج في أضيق الحدود واكثره من غير علم الزوجة وفي إنتظار أن تتفهم مع الزمن!!
الرأي العام جلست إلى أربع سيدات «إكتوين بنار الطبيق».. تزوجت اسيا من ابن عمها عوض حيث ينتمى الاثنان الى إحدى قبائل جبال النوبة.. عشرونا عاماً، واسيا متفانية في خدمة زوجها بمحبة وطيبة زائدة، وكان إهتمامها الزائد به يصل مرحلة الدلال.. تقف على أناقته ونظافته وأكله.. ودائماً ما تتحدث عن طلباته بإعجاب حتى أنها وربما من فرط إعجابها الزائد به تلقبه «بالخواجة الأزرق» أي أنها ترى فيه طباع الخواجات.. لكن الرياح أتت بما لا تحبه تلك الاسرة حيث حار الطب في علاج اسيا من أجل الانجاب.. ودفعها حنين الزوج للذرية لأن تخطب له.. وتهتم بكل تفاصيل زواجه من إختيار الشيلة وحتى حنته بل.. ولامت كل نساء الحي اللائي لم يأتين لرؤية شيلة زوجها وإعتبرتها «حسادة نساوين».. وبدخول الزوجة الثانية إنتهى دور اسيا خاصة بعد أن أنجبت «الجديدة» في عامها الأول.. وسعدت أسيا لسعادة زوجها وإعتبرت ابنه ابن لها.. لكن للجديدة .. رأي آخر!!
أما هند التي تنتمي إلى إحدى قرى شندي قصتها كانت مختلفة .. فهي تعتبر زواج زوجها هو من باب الوجاهة ليس إلا فهو لعلو شأنه عند أهله وعشيرته لا يجب أن يكتفي بزوجة واحدة وإحترقت هند وأولادها الخمسة من جراء زواجه فقد تركت أهلها في الخرطوم لتعيش معه في بلدته.. وقالت إن شعورها لا يمكن أن تصفه أقله (أنها شعرت بالجنون حيث سافرت له وسلمته كل أبنائه وحتى ابنته الرضيعة ذات الشهرين).. وقالت إنها ما إن رأت ضرتها لأول مرة حتى إشتبكت معها وأرادت أن تخنقها.. ورغم مرور اكثر من عام على الأمر إلا إنه ما زال في مخيلتها كأنه البارحة وأوضحت لا أرى سبباً لزواجه من أخرى وقالت انها كرهته حتى أنها تتمنى موته.. وعندما إستنكرت عليها الامر.. قالت إنه يقتلني كلما أنظر في وجهه ويقتلني عندما يغيب عندها ويقتلني مجرد تذكر هذا الذي حدث.. لذلك ترى أمنيتها مشروعة!!
ومن أعجب الأمور ما قالته (أمينة) فهي لا تستخدمها لاطفاء حريقها الداخلي لوجدت (موية نار) وانجبت له البنين والبنات وتعلقه بأبنائه والعكس يشهد به حتى جيرانهم.. واضافت «أمينة» إن هذا الزواج هز ثقتها بنفسها وأفقدها اللياقة مما يجعلها دائمة التردد على الاطباء في حالة توهم بأمراض أقلها.. الضغط والسكري والقلب..
حواء الجنوبية.. أو كما تناديها نساء الحلة تنتمي إلى قبيلة الدينكا.. وحسب أعرافهم فإن الزوجة في حالة الحمل والرضاعة تحرم على زوجها- أي أن هذا وضع طبيعي يستوجب الزواج من أخرى إلى ما شاء الله.. ومنزل حواء على ضيقه يضم اكثر من عشرين طفلاًَ وأربع زوجات أو قد يزيد.. وكلهن مجتمعات في المنزل الصغير وقالت (حواء) (ما اصلوا عندنا كدا) - أي أن ما تقوليه من مرارة الزواج الثاني لا ينطبق علينا..
والطريف والغريب في حالات «الطبيق» مشاعر نساء الحلة إزاء الامر فقطعاً الامر لا يرضيهن لأنه كأس داير يمكن أن يمر عليهن.. لكنه وضع تعارف عليه مجتمعياً يتطلب المواجبة والمواساة «مارضا علينا الخبر»..!! ثم يبدأن في نتف ريش الزوج الذي لم يقدر الملح والملاح.. لكن هل للقبيلة والثقافة المجتمعية دور في قبول أو رفض الزواج الثاني.. الاجابة قطعاً نعم.. كما أكدها البروفيسور خليل مهدي أستاذ الاجتماع بجامعة النيلين.. وهي قاعدة أساسية كما يقول.. حتى عند القبائل «الوثنية» الفكرة مقبولة جداً حيث لكل واحدة دور وكذلك عند قبائل الشلك حتى أن أهمية الامر عندهم ترتكز على الأطفال وهو ما ولد عندهم زواج «الشبح» ... حيث يلد الشخص لأخيه الميت، أما بقية قبائل السودان فأسباب الزواج الثاني عندهم معروفة وهذا سبب رفضهم غالباً ما تكون الأولى «بنت العم» وهو نزول عند رغبة الأسرة بعدها يحتاج لان يختار زوجته.. أو أن يتحسن وضع أحدهم الوظيفي والاقتصادي وتتغير تبعاً لذلك مفاهيمه ومن ثم يحتاج للمرأة التي تلائم وضعه الجديد ضحك وقال.. «المرة» النجيضة تجدد حياتها كل مرة حتى لا يحصل «الطبيق»!

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

المقال للصحفية / ماجدة حسن .

مقال منقول من جريدة الرأي العام السودانية ــــ العدد رقم : ( 22657 )
الأربعاء : 20 / ابريل / 2009 م الموافق 24 / ربيع الثاني / 1430 هـ

[/b]

بسم الله الرحمن الرحيم

الإخوة و الأخوات زوار و أعضاء المنتدى الكرام …

أرجو الإطلاع على المقال المذكور أدناه ، و هـل هـذا المقال يصب في خانة الدعوة إلى تعدد الزوجات ….

بسم الله الرحمن الرحيم

كش الشايب ... الولد سابقاً .... !!!

قرأت مجدداً في صحيفة اجتماعية مرموقة تحقيقاً أبدت فيه بعض الفتيات العشرينيات رغبتهن في الارتباط برجال في الخمسين فما فوق وبررن ذلك بسبب النضج والوقار والشيب فيما بدا انهن راغبات في الاستفادة من التجارب والنضوج.. فقد قالت في التحقيق المستطلعة (ليلى) وعمرها «25» سنة وأحبت من عمره «54» سنة وبررت لحبها بأنه: في قمة النضج والرجولة باحساسه الدافيء الخبير يوفر لي الأمن المادي والاجتماعي.. اذاً فالقضية كلها ان الفتاة ترغب في رجل ميسور الحال يحقق لها الرفاهية الجاهزة.. أما حكاية النضج والشيب هذه مجرد ستار اذ لو الأمر كان للشيب والنضج لكنا سمعنا بأن فلانة تركت خطيبها «فادي» وتزوجت من والده «عبدالغفور» لأنه ناضج ومشيب..!
كان اعترافها يكون صادقاً لو اكتفت بالقدرة المادية.. كنت قد نبهت الى خطورة هذه الظاهرة واستشهدت بخطاب الكاتب «تورجنيف» لفتاة صغيرة أحبته فند فيها الفروق بينهما وانه يكون أنانياً لو قبل بالربيع مقابل الخريف.. وضرورة التوافق العمري.. ضربت به المثل بصفته رجلاً خمسينياً استجاب لدواعي المنطق والحس السليم لكن الاستاذة «منى ابوزيد» وهي باحثة دؤوبة ما في ذلك شك خرجت علينا بأن تورجنيف لم يكن نبيلاً «ولا حاجة» ومحصت حياته فوجدت انه في صراع مع المرأة بسبب عجزه وقسوة المرأة عليه.. وانه رفض حب الفتاة المسكينة لأنه كان يتحرك من حالة مرضية واذا بالرجل ليس سوى تفاصيل لرجل مأزوم نفسياً تصلح حياته مع المرأة لأن تكون رواية أعظم من كل ما كتب..
ولم أدر بالضبط ان كانت الأستاذة منى تريد ان تعري الكاتب أم تنتصر لفكرة الحب الممكن بين الخمسيني والعشرينية.. أم لا تثق في ان رجلاً خمسينياً يمكن ان يرفض مثل هذا الحب إلا لو كان مريضاً نفسياً..
صحيح ربما يكون هنالك حب حقيقي يجمع بين فتاة ورجل «كباره».. وقد يقبل المجتمع هذه المفارقة لكن ذات الموقف قد يتغير لو انعكس الوضع فأحب فتى عشريني امرأة خمسينية واذا استخدم الفتى نفس منطق «ليلى» عاليه وقال نفس مقولتها: أحببتها لأنها في قمة النضج والانوثة باحساسها الدافيء الخبير توفر لي الأمن المادي والاجتماعي! كيف يتقبل المجتمع ذلك.. سيطوقه بنظرات الشك والريبة وربما الاحتقار والوصف بالانتهازية والوصولية وتخجل منه أسرته.. رغم ان المرأة يتزوجها الرجل لمالها ومن باب أولى ان يحدث العكس ايضاً..
عموماً أرى في حكاية البنات الصغيرات تبريراً خائباً لموقف مهزوز.. أما لو قالت اتزوجه لأنه ميسور الحال ولأنني اعيش في كنفة حياة مستقرة فقد نقبل ذلك..
بيد اننا نرى ان الفتاة السوية في هذا العصر هي التي تحلم بالرفاهية وتعمل على تحقيقها مع من يناسبها في العمر والآمال ويشاركها الحلم والتوق الى حياة هنية..
لقد انتهى عهد الفتاة التى تحلم بالعريس الذى يمتلك عربة.. فقد اصبح في مقدورها وبسهولة ان تمتلك عربة بالتقسيط المريح او غير المريح.. وانتهى عهد الفتاة التى تحلم بالعريس بسبب عمله لأنه مهندس أو طبيب أو رجل أعمال لأنه في مقدورها ان تصبح طبيبة ومهندسة.. حتى لو كانت تحلم بالثراء ففي مقدورها ذلك ان «دقت صدرها وقوّت قلبها» ودخلت السوق..
الطريف ان التحقيق أورد ما قالته أم طبيبة أحبت ابنتها رجلاً خمسينياً وعزت ذلك الى عدم استقرار والدها وقربه منها بسبب عمله.. فلما عاد والدها واستقر وأضحى قريباً منها تغيرت اتجاهاتها بل احبت شاباً «من دورها» ووفقت معه.. كأنما فقدان الوالد بالغياب المادى والاجتماعي يجعلها تتمسك بزوج يكون بديل للوالد..

+++++++++++++++++++++++++++++++

المقال للكاتب / سعد ابراهيم.

مقال منقول من جريدة الرأي العام السودانية ــــ العدد رقم : ( 22660 )
الخميس : 23 / ابريل / 2009 م الموافق 27 / ربيع الثاني / 1430 هـ