لحظة يقظة ضمير سوداني ...

بسم الله الرحمن الرحيم

لحظة يقظة ضمير سوداني ...

كثيراً ما أسأل نفسي هل نحن شعب متخلف ؟ أم أننا شعب ساذج ؟ أم أننا أفضل شعب في العالم ؟ لكن بمقاييسنا نحن لا بمقاييس العالم !!
لكني أستطيع أن أجزم أننا شعب غير دقيق ولا يهتم بضبط الجودة في الأشياء ..
نحن نبذل قصارى جهدنا في الوليمة فيخرج ضرب من الطعام لا يستطيع أن يأكله أحد غير السودانيين، بينما يستطيع أي إنسان أن يأكل الطبخ الشامي أو التركي أو غير ذلك ..
نحن ندفع ( دم قلبنا ) في الإعلام .. ثم لا يؤثر إعلامنا حتى في أطفالنا فصغيرنا يتحدث اللهجة المصرية والشامية على أفضل نسق بينما لا يفهمنا أحد إلاَّ من رحم ربي..
نحن نبذل في درء الكوارث ما لو أنفقناه قبل الكوارث لما حدثت الكوارث ولكننا في كل عام نبذل وكأن النيل أو المطر حالة ( طارئة) تقتضي الاستنفار ..
نحن لا نستعد للسفر إلاَّ قبل يومه ولا للعيد إلاَّ يوم ( الوقفة ) ..
نحن نضع القلم والبندقية والمفتاح والمفك والسماعة لندرك ( الفاتحة ) وهي إن أرجعناها للدين وجدناها لا تخرج عن فضائل الأعمال بعد تسميتها عزاء والابتعاد عن نقاط الخلاف في كيفية العزاء ..
لكننا نؤديها بدين سوداني بحت دافعه تجنب اللوم وأجره بعض الثناء الساذج الذي نسمعه من حين لآخر وعقوبته ( شيل الحال ) و( القطيعة ) بأنواعها المختلفة !!
لكن هؤلاء هم ( نحن ) هكذا وجدنا آباءنا على أمة ونحن على آثارهم مهتدون !!
نحن نحدث الناس عن الدين والأخلاق والمثالية وإذا سمعتنا فكأنك تسمع رجلاً من جيل الصحابة أو امرأة من الطراز الأول.. لكن إذا إبتلينا في ( اجتماعياتنا ) زواجاً أو عزاءً أو ختاناً حتى .. رجعنا كما نحن لا فرق بين الجاهل والمتعلم ولا بين الوزير والخفير وبين التلميذ وأستاذه، نتوحد جميعاً في الخطأ السوداني الفادح الذي ورثناه كابراً عن كابر ..
نحن خطأ والاعتراف بالذنب فضيلة !!
لكن ما سبب هذا ( الدروشة ) وهذه العشوائية، وعدم المبالاة هذه ..
السبب ـ إخوتي ـ هو السياسة وطلب الكراسي ..
السبب هو التجارة والكسب الرخيص الذي يجعلنا ـ جميعاً ـ لا نصحح ما في المجتمع حتى لا ندخل معه في أي خلاف، هذا للذين لهم رؤى في الإصلاح أصلاً أما الآخرون فقد تعمدوا أن يجعلونا هكذا لا نتعلم ويتعلم أبناؤهم ولا نحكم ليحكموا ..
السياسي السوداني ـ غالباً ـ يتودد ويتقرب ( هذا تهذيب لكلمة يتملق ) من المجتمع بغض النظر عن السلوك الذي يسلكه هذا المجتمع لأن ممارسة السياسة غاية ـ عندنا ـ لا وسيلة ..
أما بقية القطاعات التي يرجى فيها الإصلاح فهي إمَّا ( لينة ) تعصر وتتدين على طريقة العوام ..
أو قوية تكسر .. لفظها لفظاظتها ..
فنحن قوم لا توسط بيننا ( لنا الفوضي دون العالمين أو التزمت ) ..
قصصنا التي نشهد بها على ذلك لا تحصى ..
منها قصة الباشمهندس الذي رسم لنا صورة من صورنا التي نباهي بها صورة (المجاملة ) التي ( نتميز ) بها كشعب والتي نفخر بها في ظل العولمة والانترنت والقوات الأممية التي على الأبواب والفقر والجهل والمرض !
الباشمهندس الذي ذهب لحي غارق من أحياء الخرطوم لغرض بر وتقوى لا يقع ضمن المختلف عليه ..
خاض الماء وعبر إلى حيث يريد مع مغيب الشمس .. هناك يروي أنه سمع نداء من خلفه، نساء يبدو أن لهن أمراً مهماً (يا أخوانا المكان دا بخوضنا ) ..
فأجاب : لا ..
طلبت إليه النساء أن يطرق الباب استجابة لنداء سوداني يرجو المروءة السودانية ..
خرجت ( فلانة ) وهي لا تكاد ترى شيئاً وإليكم ..
- فلانة نحن فلانة وعلانة .. إن شاء الله البركة فيكم..
- في الجميع ما قصرتن .. اتفضلن ..
واعتذرت النساء بالظرف الماثل وأنهن لا يستطعن عبور الماء وقبلت ( فلانة ) العزاء .. وانتهي المشهد !
يا سلام علينا .. منتهي الأصالة و( الحنية ) والتخلف !
قد تقول : إن الذي يجري عندنا نوع من السلوك الذي دعا له الدين وأمر به ..
وهذا هو جوهر التلبيس الذي ضللنا جميعاً ..
الدين أمر بالتواصل وحث على العزاء وعلى عيادة المريض وعلى إشهار الزواج ..
لكن هذا الأمر له ( مذكرات تفسيرية ) لو وضعنا سلوكنا عليها لعلمنا أننا لا نمارس هذه الأفعال وفق دعوة الدين نحن نمارس هذا السلوك بروح السوداني لا غير .. وبعضنا يحاول أن يحسن نيته ليصبح سلوكه ديناً ..
بعضنا ( يرفع الفاتحة ) وهو لا يصلي حتى صلاة الجمعة لكنه لا يتواني عن ( الفاتحة ) التي تعني العزاء ويكون أول الحضور وآخر المنصرفين ..
نحن نعقد على الطريقة الإسلامية ثم ( نقج الصيوان ) للحفل الراقص والاختلاط وربما غيرها ..
نحن نمارس ( السودانية ) لا الدين وعلينا أن نقر بذلك ونعمل على إصلاحه بدلاً عن هذا التضليل الذي يمارسه بعض المتعلمين على البسطاء والسذج ..
ولكي نصحح هذه الأخطاء علينا أن نحدث ثورة اجتماعية كبرى نجعل الإصلاح أساسها !
لماذا لا نترك (القوالب) القديمة في ممارسة المشاركات الاجتماعية ونستحدث أخرى؟
مثلاً .. لماذا لا نتلقى العزاء في اليوم الثاني بعد ترتيب الأحوال، كما يفعل بعض أخواننا من قبائل الشمالية أو كما يفعل بعض أخواننا العرب ؟ ولماذا لا نقبل العزاء بالتلفون أو البريد الالكتروني ؟
ولماذا لا نتفق أن العزاء بعد الثالثة لا داعي له ونقلل من التوترات التي تنتابنا حينما نلقي بعضنا البعض بسبب الفاتحة ؟
ولماذا لا نستبدل (عود) المستشفى المتخلف هذا بظرف بسيط يعين على فاتورة الدواء ونفقة الإقامة ؟
لماذا نصر على أن يأكل الإنسان معنا وإلاَّ فنحن لم نكرمه .. وهو لم يكرمنا ؟ لماذا لا نحضر الماء ونسأل الضيف ماذا يشرب ونخيّره بين الأكل والشراب الساخن أو البارد كما نفعل بالمكاتب ؟
وإذا رفض الضيف أي شيء فلماذا لا نقبل عذره ؟
لماذا نصر على السلوك المتكلف هذا ونحن بعد خرجنا من القرية الصغيرة التي هي أصل المجتمع السوداني الأول للمدينة ثم للعالم الكبير ثم إلى العالم القرية ؟
نحن في حاجة لإعادة صياغة فنحن شعب يضيع أفضل الأوقات في أتفه الأمور !
ما رأيكم في جمعية اجتماعية لتصحيح سلوكنا الاجتماعي ولتحمل اسم الشيخ (أو شري) مثلاً، ذلك الرجل الذي قاد ثورة ضد البذخ في الزواج حتى اشتهر بذلك ولنبدأ بالعزاءات ثم الزواج حتى نصل لتصحيح سلوكنا في الشارع والمكتب ونصل درجة احترام الزمن آفتنا الرئيسة .. وصدقوني سننجح وقديماً قال الشهيد عبد الله عزام : (لا يغرنكم انتشار الفساد في الأرض فإنما هي راية للشر رفعت فالتف أهل الشر حولها ولو رفعت راية للخير لالتف أهل الخير حولها) !!

+++++++++++++++++++++++++++++++

مقال منقول من جريدة الرأي العام السودانية ــــ العدد رقم : ( 22636 )
الاثنين : 30 / مارس / 2009 م الموافق 3/ ربيع الثاني / 1430 هـ

لو تركنا كل هذه الأمور التي يطلبها كاتب المقال لما كنا سودانيين .
نحن شعب يتميز عن غيره بهذه الأمور ولن نتركها بسبب كاتب يريد أن يغير جلده بشكل أو بآخر ويدعو للإصلاح .
كيف يريدنا مثلا ألا نصر على الضيف بالأكل .
ولا نسمح له أن ينعتنا بالسذج والمغفلين .
من الذي أعطى له الحق بأن يسئ إلى شعب كامل في موروثاته الاجتماعية .
لا نريد أن نتكلم في الدين وكيفية الفاتحة ومشروعيتها فذلك موضوع آخر .

يا سلام عليك يا شيخ هدهد ويا سلام علي الكاتب الذي لم يتم ذكر إسمه ، صراحة الموضوع جيد جدا وقيم من الدرجة الأولي ويا ليت كل كتاب الصحف كانوا بمثل المستوي من النقد الذاتي الهادف ، والمعالجه البناءة ، ونقر المواضيع الهامة المآسة التي تخدم مباشرة صميم المشكلة ، ونعم الإهتمام ، ونعم التشخيص للمشكلة ، والحقيقية أنا أتفق مع الكاتب في كل ما ذكره من المشاكل و العقد الإجتماعية الحاصلة لنا نحن الشعب السوداني ، و أتفق معه في العلاج ، فله منا كل الشكر ،،، والشكر مرة أخري لشيخنا الهدهد ، فقط نرجو من الأعضاء مناقشة الموضوع ليزداد وضوحا و نستبصر العلاج ...

أرجو أن تعيد التأمل في المقال يا أخ مهيد ....

أكيد إنني اتفق مع الكاتب في بعض النقاط وهذا لا يمنع من إنني أختلف معه في نقاط أخرى :
وعلى سبيل المثال :
كيف تريد أن تقنعني بأن يحضر الرجل في اليوم الثاني للوفاة ويقوم بواجب العزاء ؟
نحن بنقيف من الزول في ساعة الحارة وليس في اليوم الثاني من الحارة .
في اليوم الثاني ما محتاج واحد يقيف معاه .
هل تقبل بأن يعزيك أحد عن طريق التلفون مع العلم إنه موجود في السريحة ؟
عندما يأتيك إنسان في بيتك هل تصر على أن يأكل معك أم تتركه لمجرد إنه رفض لمرة واحدة وكأنك تخلصت من مصيبة .

الشعب السوداني يعاني كثيرا فى تلبية المجاملات مهما كانت صعوبتها وبعد اسفارها
وانا اذكر فى اجازتي الماضية كان زواج بنت اختي فى البشاقرة شرق رابعة العيد ومنذ اول ايام العيد بدأ الاهل فى النقاش والمفاوضات "متى نذهب" فمنهم من يرى اننا لازم نعيد معاها هناك ونجلس حتى حلول اليوم الموعود لمساعدتها فى ترتيب الاشياء000 ومنهم من يقول نذهب فى ثاني ايام العيد00 واحتدم النقاش اكثر واختلفت الاراء حتى انقسمنا الى قسمين فمنهم يذهب فى ثاني ايام العيد والجزئ الاخر يذهب فى ثالثة ايام العيد0
انطلق بنا بكسي شقيقي بابكر فى ثالثة ايام العيد عند منتصف النهار وما هي الا دقائق معدودة اذ تتعطل بنا سيارته فى ترعة ازرق بقرب الرزقالة لاقنطاع البنزين، مرت ساعة كاملة حتى تم تزويد السيارة بالبنزين وانطلقنا مرة اخرى وكلنا متوجسين من وصولنا متأخرني ونلام على ذلك، لاحظ العرس غدا،وصلنا عديد البشاقرة وحلت بنا السيارة فى احد الترع وقد استغرقت ساعة كاملة حتى انتشلناها من الوحل، فى عد الغنم السيارة تعطلت تماما وكانت الشمس قد مالت الى المغيب وما زال الخوف والقلق ينتاب الجميع وطبعا البكسي ممتلئ بالاطفال والحريم كبار السن والمصيبة الاكبر ان الفنان "محمد الامين" معنا ومن المفترض ان يصل فى وقت مناسب حتى يتسنى له الترتيب للحفل الساهر ، المهم فى الآخر وصلنا بنطون العيدج الساعة 9 مساء وطبعا لم نجده فاسرعنا الى بنطون التكينة وكنا متيقنين اننا لن جده0
وقفنا عند الشاطئ وبيننا وبين البشاقرة بحر كامل وياليت كان المنزل بقرب البحر حتى نقول لاحد اطرق الباب وننادي اختنا بأننا حضرنا ولكن البحر امامنا والتكينة خلفنا كانت على الاقل تقول كما قالت المرأة اعلاه
تفاكرنا طويلا فى موضوع عبور النهر بالمركب وكانت النساء مصرات اصرارا كبيرا انهن لابد من المبيت فى بيت العرس حتى لا ينعتن بالتولي يوم الوقفة ، وانا بدوري خطبت فى الجمع الكريم بأن اذا اردنا عبور النهر فانها تعتبر هذه اكبر مجاذفة وربنا وصانا بالمحافظة على ارواحنا واحسن شيئ نبيت فى التكينة وغدا لناظر قريب
لم يعر احد حديثي وقد طفق اخوتي يتحدثون يمينا وشمالا ويستخدموا علاقاتهم الواسعة فى التكينة حتى جلبوا لنا مركبا وكانت نصف معطلة وربانها من الشباب قليلي الخبرة وربنا ستر بأن عبرنا النهر بسلامة على دفعات وكانت الساعة تشير الى الحادية عشر مساء"اي جنون هذا؟؟؟؟
تسرب الخبر الى الاهل بالبشاقرة خطأ بان المركب تحمل فوجا من الاهل ولم تظهر بعد فى الضفة الاخرى
استنفر الجميع وقد تكتموا على الخبر حتى يستيقنوا ما هو الخطب بالضبط وعندما وجدونا حمدوا الله كثيرا على سلامتنا وقد لامونا اشد ملامة على هذه المجاذفة ولكن تناسوا الامر مع سماع ايقاع الطبل وصوت الموسيقى0

مقالة :
نحن ندفع ( دم قلبنا ) في الإعلام .. ثم لا يؤثر إعلامنا حتى في أطفالنا فصغيرنا يتحدث اللهجة المصرية والشامية على أفضل نسق بينما لا يفهمنا أحد إلاَّ من رحم ربي..
هنا كثير من المبالغة بوصفه ندفع دم قلبنا في الإعلام ، ولم أكن اتوقع أن يكون ( دم قلبنا ) رخيص لهذه الدرجة .
يريد كاتب المقال أن يقارن الإعلام السوداني بالإعلام المصري مع إنه لا توجد مقارنة البتة .
لا أعلم عدد الإذاعات المصرية ولا عدد الصحف المصرية التي تصدر يوميا ولكن الذي ينظر إلى القنوات التي تملأ الفضاء فإنه سيصيبه إحباط شديد ، ربما تبلغ القنوات الفضائية المصرية أكثر من أربعين قناة ونحن لا نملك إلا أربعة قنوات وعليها الكثير من الملاحظات وفشلت قناة زول في مجاراة السباق الإعلامي ولم تجد الدعم ، وقناة هارموني تكرر نفسها يوميا ، هذا غير الإعلاميين المصريين الذين لا تخلو قناة فضائية منهم .
والذي دعا لانتشار اللهجة المصرية في جميع الدول العربية وليس السودان فحسب هو كمية الدراما والأفلام التي تنتج خلال العام مع العلم إن مصر تنتج سنويا أكثر من عشرين فيلم سينمائي وأكثر من خمسة عشر مسلسلا دراميا فتتسابق الفضائيات الأخري للظفر بها ، فكم أنتج السودان من أفلام ومسلسلات على مدى تاريخ الدراما السودانية .

تعقيبا على مقال ود بساطي :
نحن شعب يجامل ولا يتجمل بمعنى إننا نجامل بالفطرة ولا نتصنع المجاملة .
وهناك فرق بين المجاملة والواجب .
هل تعتبر ذهابك إلى زواج ابنة أخت مجاملة لها أم واجب عليك .
أنا لو كنت مكانك لذهبت من يوم الخطوبة وليس في يوم الزواج .
ما الفرق بينك وأنت خال العروسة وبين الناس الضهب ؟
بسبب بخلك قررت أن تذهب ببكسي أخوك بابكر لكي توفر حق المشوار ، ومع إني لم أرى بكسي أخوك بابكر ولكن الظاهر عليهو أخير منو عربية أبوي ، مع العلم إن عربية السيد الوالد لم تتعطل بسبب البنزين على الإطلاق .
كيف تريد الذهاب إلى البشاقرة وعربيتك قطعت بنزين في الرزقالة ؟
لقد تذكرت قصة أحد الشيوخ ويقال إنه الشيخ الطيب ود بدر عندما ذهب بعربيته وقطعت بنزين في الخلاء فما كان منه إلا أن قام بتفريق ما في إبريقه في تنك العربة فسارت بمشيئة الله .
يعني يا حبيبي يا ود بساطي لو ذهبت إلى البشاقرة بعربية جاهزة موية ونور كان الحال تغير تماما وكانت تكون رحلة ممتعة وسط الأهل والإخوان والدلوكة شغالة والزغاريد في السماء وكنت وصلت البشاقرة في زمن وجيز ولكنك أردت أن تضيق فضيق الله عليك .

هشام مبارك عبد الرحمن كتب:: يا سلام عليك يا شيخ هدهد ويا سلام علي الكاتب الذي لم يتم ذكر إسمه ، صراحة الموضوع جيد جدا وقيم من الدرجة الأولي ويا ليت كل كتاب الصحف كانوا بمثل المستوي من النقد الذاتي الهادف ، والمعالجه البناءة ، ونقر المواضيع الهامة المآسة التي تخدم مباشرة صميم المشكلة ، ونعم الإهتمام ، ونعم التشخيص للمشكلة ، والحقيقية أنا أتفق مع الكاتب في كل ما ذكره من المشاكل و العقد الإجتماعية الحاصلة لنا نحن الشعب السوداني ، و أتفق معه في العلاج ، فله منا كل الشكر ،،، والشكر مرة أخري لشيخنا الهدهد ، فقط نرجو من الأعضاء مناقشة الموضوع ليزداد وضوحا و نستبصر العلاج ...

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ العزيز الشيخ / هـشام مبارك

أرجو المعذرة في عدم ذكر اسم صاحب المقال ، كاتب المقال ....

لحظة يقظة ضمير سوداني .... هـذا المقال للكاتب الدكتور / فتح الرحمن الجعلي .

بسم الله الرحمن الرحيم

المقال المذكور أعلاه ، جاءت عليه بعض المداخلات و الإضافات من بعض الإخوة الأعضاء : من الأخ العزيز / ريال مدريد ، و الأخ العزيز الشيخ / هـشام مبارك ، و الأخ العزيز / Admin .
ويمكن تليخص المداخلات التي وردت على المقال المذكور : ( لحظة يقظة ضمير سوداني ) ، يمكن تلخيصها في قولين :

القول الأول :

قال به الأخ العزيز / ريال مدريد ، وملخص هـذا القول أنه يتفق مع كاتب المقال في بعض النقاط ، و يختلف معه في البعض الآخر ، فهـو يختلف معه في مسألة العزاء ، و يختلف معه في مسألة إكرام الضيف و ضرورة الإلحاح على الضيف في الطعام ، فالأخ / ريال مدريد يرى أن العزاء و الحضور إلى مكان العزاء ، أمر لابد منه و لا يغني عن الحضور غيره من الوسائل مثل : الهاتف أو الجوال أو الرسائل أو الوصية القولية اللفظية مع من يكون ذاهـباً للعزاء ، كذلك يرى ضرورة إكرام الضيف و لابد من عرض الطعام عليه و إن اعتذر الضيف .

القول الثاني :

هـو قول الأخ الشيخ / هـشام مبارك ، و وافقه على هـذا القول الأخ / Admin ، و ملخص هـذا القول : الموافقة و الثناء على كل النقاط التي وردت في المقال ، فالأخ الشيخ / هـشام مبارك ، يرى أن المقال يسلط الضوء على بعض المشاكل الاجتماعية في المجتمع السوداني برؤية واقعية واضحة ، و وافقه الأخ العزيز / Admin ، بأن أوجد دليلاً على صدق الطرح و الرأي الذي ذهـب إليه كاتب المقال ، فأورد مثالاً و قصة حدثت له هـو شخصياً عندما كان في السودان في المرة الأخيرة .

السؤال المطروح :

أين القول الراجح في هـذه المسألة ، أو ما هـو القول الراجح في هـذه المسألة ؟؟؟؟؟؟؟

نرجو من الإخوة و الأخوات أعضاء المنتدى المساهـمة بالتعليق على هـذا الموضوع ، الذي يمس بعض الأمور و القضايا الاجتماعية في المجتمع السوداني ، و هـي قضايا متكررة بل هـي من الواقع المعاش عندنا في السودان.

الهـدهـد ...

الاخ / الهدهد والاخوه الاكارم
تحيه من عندالله مباركه
الموضوع ليس بالبسيط ولكن كاتب المقال انتهج نهج فيه نوع من القسوه التى ينفر منها بعض القراء فى تناوله لهذا الموضوع .
هنالك بعض الموروثات فى طريقها الى التلاشى 0مثال : العزاء او بيت الفراش كان يقام سابقا لفترة 45يوم ثم تنازل الى شهر ثم الى 3 اسابيع ثم الى اسبوعين ثم الى اسبوع ثم الى ثلاثه ايام . واعتقدفى المستقبل الناس سوف تتنازل حسب ظروف البعض
اما بخصوص الاعلام فنحن ادراكنا اوسع من غيرنا ونتطلع الى المعرفه بينما غيرنا ليس لديه الرغبه فى معرفتنا وزى ما قال ابو الجعافر ( راعينا فى الخلا شايل معاهو الراديو ) .
نقطه اخيره
الكرم وفى الكرم لازم يكون بى انشراح ( العينه الخريفه رشاشه ... والكرم المعاهو بشاشه )

فقدابى

ليس تعقيبا علي الأخ مهيد و الأخ فقدابي ، ولكن يا شباب لا يصح إلا الصحيح ، نحن لدينا موروثات وعادات وتقاليد جميلة ومثل و قيم وشيم من كرم وفزعة ملهوف وكثير من الخلال الجميلة مما لا شك فيها ، ولكن يا إخوان ليس هناك داعي لأن نؤيد كل ما هو عندنا من باب الحزبية ، أنا عندما كنت في مقتبل عمري تلكم المرحلة المعروفة ، كنت لا أقبل كلمة في الوطن الغالي السودان حقا أو باطلا و أدافع عنه بكل ما أوتيت من قوة وبدون بصيرة في أشياء لا يختلف عاقلان في أنها من الأخطاء الواضحة كالشمس في رابعة النهار ، ولكن آخيرا تيقنت أن الأمر ليس كذلك ، و لا ينبغي لي أن أذهب هذا المذهب ، حيث أنه ليس من العيب أن أعترف بالخطأ و أتراجع عنه ، بل من الفضل الرجوع عن الخطأ و إلتماس الصواب و التزامه ، نحن قوم يا إخوان منا من يترك أطفاله دون متطلبات الدراسة الأساسية التي يجب عليه أن يوفرها لهم ويذهب في مجاملة عزاء أو عرس ، مع أن توفير هذه الإحتياجات واجب (وفرض) و العزاء أو العرس مستحب ، و الواجب تقديم الفرض علي المستحب ، ولكن هذا ديننا نحن السودانيون دائما ما نقدم المستحب علي الواجب ، بسبب أن المستحب إرتبط بلوم الناس ، هذا مثال و عليه قس كثير من المعاملات ، نحن لا نمانع أن يقوم الناس بالواجب و المستحب جميعا ولكن مع (إنصلاح) الحال ، والله سبحانه و تعالي لم يكلفنا فوق المستطاع في إمور فرضية وواجبة ناهيك عن أن تكون مستحبة أو ما تسمونها (مجاملات) ، أقول يا أحباب لا يعني الكرم عندي أن أقوم بإحضار أكل كثير مما لذ وطاب ولكن الكرم كرم النفس ، ليس هناك مانع من أن أتشاور معك فيما نأكل وبالقدر الذي يكفينا و أنا أعلم عنك أنك صديقي العزيز وتعلم عني أني لا أبخل عليك بشئ إذا كان متاحا ، ليس في ذلك بخل أو( قلة كرم ) ، هذا طبعا إذا كان النفوس متراضية و المجتمع الإسلامي مطالب كله بأن يكون متآخي متراضي مترابط ، إذا كنا بهذا المستوي أعتقد أنه لن تكون هناك أي مشكلة ، ولكن فيما أعتقد لو لم تتراضي النفوس ووضع كل شخص في نفسه أن فلانا لم يقم معي بالواجب و أن فلان قصر في حقي هذا مما لا شك فيه سيؤدي إلي قطيعة كبيرة ، وسيؤدي إلي ما ذكره كاتب المقال من التكاليف الغير مطاقة .. والكلام كثير حول هذه النقاط التي أعلم أن فيها إختلاف شاسع في وجهات النظر .. و نأسف كثيرا لو خالفت في هواكم أدبي فما تكون العصمة إلا لنبي !

الاستاذ ابو عبد الرحمن

كلامك صحيح وعين العقل زى ما بقولوا والفرق هو احساس المتلقى للمقال المكتوب واحساسه لردك اومداخلتك هذه وزى ما ذكرت انت لى ود المليح ( اللعب الخشن ) هذا فى اعتقادى0

فقدابى

الهدهد كتب:: بسم الله الرحمن الرحيم

المقال المذكور أعلاه ، جاءت عليه بعض المداخلات و الإضافات من بعض الإخوة الأعضاء : من الأخ العزيز / ريال مدريد ، و الأخ العزيز الشيخ / هـشام مبارك ، و الأخ العزيز / Admin .
ويمكن تليخص المداخلات التي وردت على المقال المذكور : ( لحظة يقظة ضمير سوداني ) ، يمكن تلخيصها في قولين :

القول الأول :

قال به الأخ العزيز / ريال مدريد ، وملخص هـذا القول أنه يتفق مع كاتب المقال في بعض النقاط ، و يختلف معه في البعض الآخر ، فهـو يختلف معه في مسألة العزاء ، و يختلف معه في مسألة إكرام الضيف و ضرورة الإلحاح على الضيف في الطعام ، فالأخ / ريال مدريد يرى أن العزاء و الحضور إلى مكان العزاء ، أمر لابد منه و لا يغني عن الحضور غيره من الوسائل مثل : الهاتف أو الجوال أو الرسائل أو الوصية القولية اللفظية مع من يكون ذاهـباً للعزاء ، كذلك يرى ضرورة إكرام الضيف و لابد من عرض الطعام عليه و إن اعتذر الضيف .

القول الثاني :

هـو قول الأخ الشيخ / هـشام مبارك ، و وافقه على هـذا القول الأخ / Admin ، و ملخص هـذا القول : الموافقة و الثناء على كل النقاط التي وردت في المقال ، فالأخ الشيخ / هـشام مبارك ، يرى أن المقال يسلط الضوء على بعض المشاكل الاجتماعية في المجتمع السوداني برؤية واقعية واضحة ، و وافقه الأخ العزيز / Admin ، بأن أوجد دليلاً على صدق الطرح و الرأي الذي ذهـب إليه كاتب المقال ، فأورد مثالاً و قصة حدثت له هـو شخصياً عندما كان في السودان في المرة الأخيرة .

السؤال المطروح :

أين القول الراجح في هـذه المسألة ، أو ما هـو القول الراجح في هـذه المسألة ؟؟؟؟؟؟؟

نرجو من الإخوة و الأخوات أعضاء المنتدى المساهـمة بالتعليق على هـذا الموضوع ، الذي يمس بعض الأمور و القضايا الاجتماعية في المجتمع السوداني ، و هـي قضايا متكررة بل هـي من الواقع المعاش عندنا في السودان.

الهـدهـد ...

بسم الله الرحمن الرحيم

الإخوة الكرام ...

أوردت لكم هـذا التعليق بهـذه الصورة ، على طريقة المسائل الفقهية الشرعية ، فهـناك الكثير من المسائل الشرعية يكون لأهـل العلم فيها أكثر من قول ،،، و بعد دراسة الأقوال الواردة في المسألة و الأدلة الشرعية لكل فريق على القول الذي قال به ، يقوم العلماء ، علماء الشريعة بتعقب هـذه الأدلة و من ثم يخرجون بالقول الراجح في المسألة الشرعية بموجب الأدلة الشرعية من الكتاب و السنة .

الهـدهـد ...

بسم الله الرحمن الرحيم

الإخوة الكرام : الأخ الشيخ / هـشام مبارك ، الأخ العملاق / ريال مدريد ، الأخ العزيز / Admin ، الأخ العزيز / فقدابي ...

في البداية أحب أن أشكركم جميعاً على المداخلات و المساهـمات و الإضافات و التوضيحات التي وردت على المقال ، مقال : لحظة يقظة ضمير سوداني ... للكاتب الدكتور / فتح الرحمن الجعلي .

في الحقيقة هـناك الكثير من العادات و التقاليد و العلاقات الاجتماعية في المجتمع السوداني في مسيس الحاجة إلى التصحيح ،،، نعم هـناك بعض العادات و التقاليد و الموروثات في حاجة إلى تصحيح و إن كان ظاهـر هـذه العادات و تلك التقاليد و الموروثات و إن كان ظاهـرها أنها من قبيل الحسن ، لكن يجب علينا و نحن نعيش في المجتمع الإسلامي أن يكون الحسن عندنا هـو ما حسنه الشرع الإسلامي ، في اعتقادي أن كل أمر يجب أن تكون هـناك نظرة شرعية إليه قبل أن يصدر الحكم عليه ،،، هـناك بعض العادات و التقاليد و الموروثات إذا نظرنا إليها وفق العرف و التقاليد ، و طبقت على الفاعل ، أعني فاعلها طبقت عليه العرف و التقاليد ربما يؤدي ذلك إلى مفسدة أكبر منها ، و بالمثال يتضح المقال ، أضرب على هـذا الكلام مثالاً واحداً فقط : مسألة العزاء ، العزاء حكمه أنه سنة ، لكن عندنا من لم يقم به ربما يتحول الأمر إلى خصام و تدابر ، و الشيء الذي لا شك فيه أن الخصام و التدابر منهـي عنه شرعاً و لا يجوز ... و على هـذا المثال يمكن القياس ...

و أنا سبق و أن أشرت إلى بعض من هـذه الأشياء في البو ست الذي عنوانه : عمل طيب و لكن ...
و قد ذكرت في هـذه البوست بعض الأمور التي تخرج العمل و الفعل من كونه سنة أو من قبيل الحسن ، تخرجه من هـذا المفهـوم إلى غيره ... و سوف أواصل في هـذا البوست بإذن الله سبحانه و تعالى .

أشكركم مرة أخرى على النقاش و الحوار الهادف الجاد ،،، و فقكم الله ..

يتبع ، إن شاء الله تعالى .

الهـدهـد ...

بسم الله الرحمن الرحيم

هـذا الموضوع يمكن أن يوضح مسألة من المسائل الاجتماعية التي أوردها كاتب المقال المذكور أعلاه :
مقال : لحظة يقظة ضمير سوداني ...

هـي مسألة : العزاء و ما يصاحبها من أمور ....

بسم الله الرحمن الرحيم

و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم .

مصيبة الموت :

الترابط و التراحم و التواصل الذي نشاهـده و نراه ، عند أهـلنا شيء طيب و أمر مطلوب و محمود ... هـذا الترابط و ذاك التراحم له العديد من المظاهـر التي يتجلى فيها ، و لعل أبرز تلك المظاهـر التي يتجلى فيها التراحم و التواصل التي تكون عند حدوث المصيبة ( لا قدر الله ) ، لا سيما عند حدوث مصيبة الموت ، و الموت بلا شك مصيبة ، و مصيبة كبرى و قد سمى الشارع الحكيم الموت بالمصيبة قال تعالى في سورة المائدة : ( يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدلٍ منكم أو أخران من غيركم إن أنتم ضربتم في الأرض فأصابتكم مصيبة الموت ...... ) الآية رقم 106 ، و قال تعالى في سورة البقرة : ( الذين إذآ أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنآ إليه راجعون ) ، الآية رقم 156 .
عند حدوث مصيبة الموت ترى كآفة الأهـل و الأرحام و المعارف يسارعون إلى مواساة أهـل الميت و الوقوف إلى جانبهم في هـذه المصيبة التي حلت بهـم ، ومن مظاهـر هـذه المواساة ، المشاركة في التشييع و اتباع الجنازة و محاولة تصبير أهـل الميت و مواساتهـم بالكلمة الطيبة و الموعظة الحسنة إلى غير ذلك من الأمور التي يتم بها مواساة أهـل الميت أصحاب المصيبة .
لكن هـناك بعض الأمور التي تصاحب هـذه المصيبة ، و هـذه الأمور قد تكون : عند تشييع الجثمان ، و قد تكون في المقابر ، و قد تكون في مجلس العزاء .... و هـي أمور ينبغي التنبيه عليها لأنها من الخصال و الأفعال غير المحمودة و التي ينبغي على المسلم العاقل أن يتجنبها من ذلك :

• في المقابر ترى البعض من الناس يتحدثون و بصوت مسموع في أمور الدنيا ، معرضين عن هـذه الموعظة البليغة موعظة الموت و موعظة القبر ، الذي هـو تحت التجهيز و الإعداد .... هـذا خلاف المشروع و خلاف السنة فقد كان الرسول صلى الله عيه و سلم و الصحابة من حوله في مثل هـذا الموقف يجلسون كأنما على رؤوسهـم الطير ... بل قد ترى عندنا بعض الناس من فرط جهلهم يشعلون السجاير في المقابر .

• مظاهـر التكلف التي يقع فيها أهـل الميت و التي تتمثل في إعداد الطعام و الانشغال بإكرام الناس ، و ما يصاحب ذلك من مصاريف كثيرة يعجز عن الوفاء بتبعاتها في الغالب أهـل الميت ، لأن العزاء له تكليف كثيرة و متعددة ، و الانشغال بإعداد الطعام و إكرام الناس من قبل أهـل الميت ، هـذا الأمر خلاف السنة ، بل الواجب أن يصنع الغير من الناس الطعام لأهـل الميت ... لأن أهـل الميت قد جاءهـم ما يشغلهـم .

• أصبحت مجالس العزاء مرتعاً خصباً للقيل و القال و إضاعة الوقت و الكلام و الخوض في الأمور التي لا فائدة منها ، عند كثير من الناس ( إلا من رحمه الله ) ، بل بعض الناس أصبح يحلب المادحين إلى مكان العزاء ... إذا كان الجلوس للعزاء لا يصح ... فكيف بهـذا الجلوس إذا صاحبته الغيبة و النميمة و الكلام في أعراض الناس و صاحبته بعض المنكرات ؟؟؟

• أصبح العزاء و الحضور للعزاء ... أصبح هـذا الأمر ينعقد عليه الولاء و البراء من قبل أهـل الميت ... فمن لا يحضر للعزاء و لو كان غيابه لعذر صريح ، وجيه ... لا يعذر ، بل يجد الجفوة و الخصام و الصد و الرفض من أهـل الميت ... مع العلم بأن العزاء سنة ، و الهجر و الخصام لا يصح في الشريعة الإسلامية .

• هـناك بعض المظاهـر الأخرى ، و هـناك أيضاً الكثير من المخالفات ، و التي تحدث في الغالب من النساء ... سوف نتطرق إليها في فرصة أخرى ، إن شاء الله تعالى .

جزاك الله خيرا أخي الهدهد فقد وضعت النقاط فوق الحروف ، ووضحت ما في الأمر من محاسن و مساوي فلك كل الشكر و التقدير ، و تشكر كذلك علي ربطك للأمور بالمنظور الشرعي دائما فجزاك الله كل خير و تقبل الله منا و منك ، و نفع الله بعلمكم ، آآآمييين !

أخي الحبيب الهدهد :
جزاك الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء على ما سطرت .
لا شك إن هذه المظاهر تعد سالبة في العزاء وبالذات في المقابر والكلام الذي نسمعه ونحن بالقرب من أول منازل يوم القيامة .
ولكن أسمح لي أخي الهدهد أن أقول لك إنك خرجت عن الموضوع لتذهب بنا إلى موضوع آخر .
على ما أذكر لم يتطرق صاحب المقال إلى موضوع الجلوس في المقابر والكلام في بيت العزاء والأكل ولكنه تطرق إلى إن يكتفي المعزي بالإتصال بأهل الميت وتعزيتهم دون الذهاب إلى المقابر والجلوس في بيت العزاء .

الأخ العزيز / ريال مدريد

للكاتب مقال جديد بعنوان : تلبيس الشيطان في عزاء أهـل السودان ...

أرجو أن تطلع عليه ، و يظهـر إن الموضوع متسلسل ، و الله أعلم .

المقال موجود على صفحات المنتدى ...

جزاك الله خيراً يا اخ الهدهد على الدرر التي تنثرها في المنتدى

وتعم الناس بالفائدة ولك كل التقدير والاحترام على الجهد المبذول

abu Jasim كتب:

جزاك الله خيراً يا اخ الهدهد على الدرر التي تنثرها في المنتدى

وتعم الناس بالفائدة ولك كل التقدير والاحترام على الجهد المبذول

الأخ العزيز/ أبو جاسم

مشكور أخي الحبيب ، و جزاك الله خيراً ...

هـناك الكثير من الأمور إذا نظرنا إليها بتجرد سوف نجد عليها العديد من الملاحظات ...
أرجو أن لا تبخل على المواضيع و المقالات التي تناقش القضايا الاجتماعية ، أرجو أن لا تبخل عليها بالمداخلة و التعقيب بالرأي و المشورة و النصيحة النافعة ...

أكرر الشكر و التقدير لشخصك الكريم .

ذهبت للبشاقرة شرق لحضور عزاء فى احد الاقارب وكان المشهد مختلف تماما عنه فى السريحة بخصوص المأكل وكيف انهم يقوموا بواجب الضيافة كاملا عن اهل الميت اذ يأتوا بصوانيهم واعمدتهم بدون تكلف لا فرق بين غنيهم وفقيرهم وتشاهد عند كل وجبة الاعمدة مرصوصة بانتظام وتوزع بانتظام حتى لا يعرف لمن هذا او ذاك العمود
اما عندنا فى السريحة كنفس حال اهل البندر فقبل ما تكتمل مارسم الدفن يكون الطباخين قد وصلوا واتوا بأشياءهم ويبدأ الصرف البذخي الذي يكلف كثيرا وتبقى الحكاية "ميتة وخراب ديار"
لذلك ارى ان الموضوع فى غاية البساطة وما هو بالامر المستحيل لان السريحة والبشاقرة متقاربين جدا فى العادات والتقاليد وممكن من السهل تطبيق هذا النظام الذي كان مطبقا اصلا من القدم

يا سيد أدمن دا و أم ناجي في السودان كيف يكون الحال لو كانت موجودة الآن معاك ؟؟؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم

المقال التالي ، مقال للدكتور / فتح الرحمن الجعلي ، صاحب المقال المذكور أعلاه ، المقال الذي عنوانه :
لحظة يقظة ضمير سوداني ...
اعتقد أن هـذا المقال ( المقال الجديد ، و الذي عنوانه : تلبيس الشيطان في عزاء أهـل السودان ) ، اعتقد أن هـذا المقال الجديد يكمل بعض ملامح المقال السابق : لحظة يقظة ضمير سوداني ... لذلك أحببت أن أورد نسخة منه هـنا في هـذا البوست .

بسم الله الرحمن الرحيم

تلبيس الشيطان في عزاء أهل السودان

ربما يكون هذا العنوان مكرراً بالنسبة لبعض القراء الأعزاء فسبق أن كتبت موضوعاً تحت هذا العنوان قبل خمس سنوات بصحيفة (الحياة) السياسية ـ رحمها الله ـ حيث كنت أكتب نافذة تحت عنوان ( ويبقى الود ) ، فالعنوان مكرر والموضوع هو ذات الموضوع بمفردات أخرى وقد دفعني له التجاوب الكبير الذي وجدته من إخواني وأصدقائي قراء نافذة (وابل وطل) على الشبكة العنكبوتية على إثر مقالي السابق « لحظة يقظة ضمير سوداني « الذي دعوت فيه للانتفاضة على بعض عاداتنا وتقاليدنا المعيقة والتي تظهرنا بمظهر الشعب المتخلف والتي تسهم بدرجة كبيرة في تبديد وقتنا وتخلق لنا مشكلات اجتماعية لا عدد لها.
وبظني أن العزاء السوداني من أكبر معيقات الوعي الاجتماعي في السودان وخطورة العزاء عندنا في السودان كونه يأتي في (خلطة) سودانية غريبة فهو ليس عبادة فقط وليس عادة فقط وهو يصنف (واجباً) حيث « الواجب « هنا لا يقع ضمن ما يفهمه الفقهاء ولا ما يفهمه الأصوليون، فالواجب هو ما تفرضه عليك أعراف المجتمع السوداني حسب انتماءك الجهوي والقبلي ..
ويتخذ أهل السودان (الفاتحة) وسيلة للتعبير عن العزاء و «الفاتحة» هنا لا تعني سورة الفاتحة عند معظم الناس فبعضهم يدعو للميت ولأهله وبعضهم يقرأ سورة الفاتحة وبعضهم يحسب أعداداً أو يهمهم ـ حسب الفاصل الزمني المطلوب ـ ثم يقبض يديه (الفاتحتين) ومن هذه المشاهد استطيع أن أذهب إلى أنّ (الفاتحة) العزائية تعني الأيادي «الفاتحة» أي المبسوطة ودليلي على ذلك ـ والله أعلم ـ كون أنه لا يوجد أثر ديني يحث على قراءة سورة الفاتحة ولأن أهلنا لا يقرأونها دائماً ولأنك لو قرأت سورة الفاتحة ولم تفتح يديك وتقابل بها صاحب العزاء لا تقبل عند أهل العزاء ويعتبر تصرفك ضرباً من ضروب السخرية ، ولأن لها طقوساً معروفة تدل على «الحماس» لها تصل إلى درجة إلقاء العصا بشدة و (فرزعة) العمامة و» النهرة « الشديدة ثم القول الفاتحة .. الفاااااتحة « مع النظر لجميع من داخل سرداق العزاء وأحياناً 0تتبعها تعبيرات مثل : «يا فلان نزل يدك الفاتحة دي مي ليك إنت قاعد تعزي منو ؟
وفي تقديري أن العزاء السوداني بهذه الطريقة أثر من آثار الدعاة الأوائل الذين وجدوا الناس أميين بسطاء فاجتهدوا في إحياء سنة العزاء بوسيلة مبسطة وأرجح أن يكون ذلك أثر مصري، فإخواننا المصريون يتبركون بالفاتحة في السراء والضراء حيث يقرأون الفاتحة في الزواج أيضاً ..
ومن هذه الصورة يتلبس على الناس وضع العزاء هل هو من الدين والعبادة والسنة
أم غير ذلك ؟
ولا شك أن العزاء سنة وله صيغ معروفة مثل « أحسن الله عزاءكم « وهو ضروري لتخفيف المصاب ولتواصل المجتمع لكن ليس بهذه الطريقة، كما أنه لا ينبغي أن تكون له « أدبيات» كثيرة مثل « ما عزاني ما بعزيه « أو « البكا لي حولو بجيب زولو « أو ما قاله العبادي ـ رحمه الله ـ على لسان (رية) في مسرحية «الملك نمر» إن ماتت في الفريق مرية ذليلة
يرفعولو العرس الدخلتو الليلة
فالأمر يقع في دائرة السنة التي يثاب فاعلها ولا يؤثم تاركها والأفضل عملها وفق ضوابط الشرع.
ولعلك ـ عزيزي القارئ ـ تلاحظ المشكلات الاجتماعية والقطيعة التي يؤدي إليها التمسك بهذه العادات وما تجره هذه الأشياء علينا من أزمات نفسية وما تضيعه علينا من زمن ، في وقت لا يتمسك بها إلا الجاهلين أو بعض الذين أشكل عليهم أمر العادة فظنوها عبادة، أو أهل الجاه ممن يظنون أن «عزهم» مرتبط «بعزائهم» .. وأهل السودان يقولون «ما عزاني» يريدون بها لم يعزني ولكنها تفهم من «عزَّ» أي أنزله منزلة العزيز .. ومنها قولهم «العز أهل» رغم أن «العز» الذي يعني «العزة» لا صلة له بالأهل ولا بالعزاء، فالعزة مرتبطة بالإيمان وقد جعل الله للمؤمنين نصيباً منه مرتبطاً به ـ جل وعلا ـ وبرسوله ..
« إنَّ العزة لله ولرسوله وللمؤمنين»
وأعتقد أن المثقف السوداني مسئول عن ما يجري في مجتمعنا في هذه الناحية ، وقد لاحظت باستثناء إخواننا أنصار السنة المحمدية ـ أن جميع المثقفين والدعاة والسياسيين يجعلون من مناسبات عزائهم «كرنفالات» تجمع المحبين والمريدين وبقدر «صيوانك» وعدد المجتمعين حولك يقيَّم وضعك اجتماعياً كان أم سياسياً أو غيره، وبقدر «الظروف» المالية التي تصلك ينظر الناس لأهميتك وهذا ـ لعمري ـ أمر يحتاج لوقفة فبئس الطعام الوليمة يدعى لها الأغنياء ويحرم منها الفقراء .
والسياسيون مسئولون عن هذا الأمر ، وأظن موضوع وصول «الجثمان» و «احتفائية» استقباله هذه يجب أن تقف عاجلاً غير آجل لا سيما على المستوى الرسمي وشبه الرسمي فهذه وسيلة «إعلامية» دعائية لا داعي لها وهي لا تفيد الميت ولا تعظمه بقدر ما يستفيد منها الساعون لها والعاملون عليها .
أمّا «شد الرحال» وقطع الفيافي ـ فلا شك ـ أنه في إطار سعينا ووعينا يجب العمل على معالجة شأنه وسنجده صيغة مناسبة للحد منها ، فقد كثرت «الرحلات» وأنفقت خزينة الدولة فيها ما أنفقت اليسير منه على الأرامل والأيتام لأسهم في بنائنا الاجتماعي ، ربما يقول قائل : وهل تسير الدولة قوافل عزاء ؟ وأقول : نفعلها ـ نحن صغار الموظفين - أكثر مما تفعله الدولة رسمياً ثم يتسلل رجال الدولة زرافات ووحدانا ، وفي الحالين لا يخلو الأمر من مساهمة «الخزينة» في الأمر .
إن الشعوب التي تقود التغيير في الكون هي الشعوب التي تقود التغيير في مجتمعاتها أولاً ونحن في حاجة لمراجعات اجتماعية تنطلق من فكر متوازن لا يصطدم مع شعبنا ويلج للإصلاح بصيغة وفاقية الطرح « فاروقية « القرارات والتنفيذ.
وما زلت أدعو لمنظمة للإصلاح الاجتماعي تنظر في القضايا الاجتماعية ، فما رأيكم في تكوين هذه المنظمة تحت اسم « المنظمة السودانية للإصلاح الاجتماعي « تحت شعار «إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله « .
وصدقوني ستجد أنصاراً لا حد لهم فكثير منا « ممكون وصابر» وربما خائف !

+++++++++++++++++++++++++++++++

المقال للكاتب الدكتور / فتح الرحمن الجعلي .

مقال منقول من جريدة الرأي العام السودانية ــــ العدد رقم : ( 22642 )
الإثنين : 6 / ابريل / 2009 م الموافق 10 / ربيع الثاني / 1430 هـ