سدوا الخلل

سدوا الخلل كان التفريط فيها سبب لما أصابني وأصاب كثير من المصلين من قلة الخشوع في الصلاة

في الحقيقة انا لست والله مفرطا فيها والحمد لله رب العالمين لكني أجد نفسي عندما الزق قدمي بقدم من يصلي بجواري فانه يسحب قدمه بعيدا عني لا حظت ذلك في بلد الغربة والا عندما كنا في السودان كان الواحد منا عندما يريد ان يلزق قدمه بقدم من يصلي الي جواره فان الآخر يبادر الي ذلك

وتنتج قلة الخشوع في الصلاة من كون الشيطان انما يتخلل الصفوف التي فيها الفرج تماما كصغار الضان كما بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم

، وكان النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم يأمر بذلك، اي التَّراصَّ في الصَّفِّ وسد الخلل فإنَّ هذا مِن كمال الصلاة ونَدَبَ أمَّتَهُ أن يصفُّوا كما تصفُّ الملائكةُ عند ربِّها، يتراصُّون ويكملون الأول فالأول ، ولكن المراد بالتَّراصِّ أن لا يَدَعُوا فُرَجاً للشياطين، وليس المراد بالتَّراص التَّزاحم؛ لأن هناك فَرْقاً بين التَّراصِّ والتَّزاحم؛ ولهذا كان النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: «أقيموا الصفوف، وحاذوا بين المناكب... ولا تذروا فُرُجَات للشيطان» أي: لا يكون بينكم فُرَج تدخل منها الشياطين؛ لأن الشياطِين يدخلون بين الصُّفوفِ كأولاد الضأن الصِّغارِ من أجل أن يُشوِّشوا على المصلين صلاتَهم

ولعل ترك الفرجات في الصفوف لها كثير من العقوبات منها

1 ـ المخالفة بين القلوب والوجوه

وذلك لما ثبت في سنن ابي داؤد من رواية النعمان بن بشير رضي الله عنه قال

. (أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى النَّاسِ بِوَجْهِهِ فَقَالَ أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ ثَلَاثًا وَاللَّهِ لَتُقِيمُنَّ صُفُوفَكُمْ أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ قَالَ فَرَأَيْتُ الرَّجُلَ يَلْزَقُ مَنْكِبَهُ بِمَنْكِبِ صَاحِبِهِ وَرُكْبَتَهُ بِرُكْبَةِ صَاحِبِهِ وَكَعْبَهُ بِكَعْبِهِ )

واختلاف القلوب يفضي إلى اختلاف الوجوه وقال النووي : الظاهر أن معناه يوقع بينكم العداوة واختلاف القلوب كما يقال : تغير وجه فلان إذا ظهر على وجهه كراهية لأن مخالفتهم في الصفوف مخالفة في الظواهر واختلاف الظواهر سبب لاختلاف البواطن

وفي المقابل ان لو لزقت قدمك مع صاحبك وهذا شئ قد لا حظته انه ان كان بينك وبينه عداوة فكانه ولي حميم

2 ـ قلة الخشوع في الصلاة

وذلك لدخول الشيطان بين المصلين ولعلك تلحظ ذلك عندما يتثاءب احد المصلين تجد جاره يتبعه في ذلك والتثاؤب كما هو معلوم انه من الشيطان

والشيطان المسمي خنزب هو الذي يشوش على المصلي صلاته كما اخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم كما في قوله ( ذلك شيطان يقال له خنزب فاذا احسسته فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثا ) رواه مسلم واحمد ورواه الحاكم في المستدرك علي الصحيحين

3 ـ الوعيد الذي يلحق المصلي من قطع الصف ان الله يقطعه

لانك بتباعدك عن جارك في الصلاة يصبح هناك قطعا للصف وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الوعيد فيما رواه ابو داؤد والنسائي واحمد من رواية عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنه (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَقِيمُوا الصُّفُوفَ فَإِنَّمَا تَصُفُّونَ بِصُفُوفِ الْمَلَائِكَةِ وَحَاذُوا بَيْنَ الْمَنَاكِبِ وَسُدُّوا الْخَلَلَ وَلِينُوا فِي أَيْدِي إِخْوَانِكُمْ وَلَا تَذَرُوا فُرُجَاتٍ لِلشَّيْطَانِ وَمَنْ وَصَلَ صَفًّا وَصَلَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَمَنْ قَطَعَ صَفًّا قَطَعَهُ اللَّه )

هذا ما تيسر لي تجميعه من الادلة في هذا الموضوع ومن كان عنده اضافة على ذلك فليضيفها تكميلا للفائدة

وصلى الله وسلم وبارك على محمد واله وصحبه