الموت سمبلا ...

بسم الله الرحمن الرحيم

و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم .

الموت سمبلا ...

الموت سمبلا ساكت يقابله مصطلح الموت المجاني أي الموت دون اسباب وجيهة نعم الموت والحياة امورا تقع في باب اقدار الله فهو المحيي وهو المميت. ولكن اقتضت سنة الله في الكون ان يجعل لكل شيئا سببا. فالموت عندما يكون نتيجة مرض عضال او كارثة ماحقة يتقبله الناس. ولكن عندما يكون نتيجة اخطاء بشرية كان يمكن تجنبها يسمى الموت المجاني اما سمبلا فهي كلمة قادمة من جنوب السودان واظنها من لغة الدينكا.
نحن اليوم بصدد نماذج من هذا الموت المجاني وقد ذكرنا قبل ايام معدودة قصة وقيع الله و زوجته اقبال اللذين انهارت بهما بئر السايفون في الثورة بام درمان كان ينبغي ان نتجه الى الجديد الثورة حيث كان الحادث المروري الذي راح ضحيته اثنين وعشرين شخصا. فشارع الخرطوم مدني ادخل في حياتنا ظاهرة الموت الجماعي من البشاقرة الغربية الى السديرة الغربية الى السريحة والبقية تأتي ولكن موت الكهرباء اليومي ولساعات طويلة منعنا من الرجوع لبعض المعلومات المخزنة لدينا عن هذا الشارع المفضي الى الموت. عليه دعونا نتجه جنوبا حيث الموت السمبلا الجد جد ولكن قبل ذلك لابد من وقفة قصيرة اما الموت المعنوي المتمثل في (كشح) موية النار في الوجوه فبعد حادثة سناء الشهيرة التي تتعالج الآن في الولايات المتحدة بعد جهد مقدر من صحيفة (الرأي العام) فالاسبوع المنصرم شهد حدثين الاول للبروفيسور العالم الجليل عبد الرحيم محمد عثمان مدير جامعة الامام الهادي الذي كان خارجا من المسجد بعد صلاة العشاء عائدا الى بيته فخرج عليه من الظلام شخصان وكشحا على وجهه كمية من ذلك الحامض الحارق. اما الثانية ماحدث لطالبة المحاسبة بجامعة النيلين والعاملة في نفس الوقت في شركة اجنبية /عائدة اسماعيل عندما رفضت خطيبها وابن خالتها (رمضان) فما كان منه الا ان ناداها وهي ذاهبة الى عملها وكشح عليها كميات من الحامض فأفقدها بصرها وشوه وجوهها.
في الجنوب وتحديدا في ولاية جونقلي تدور حرب قبلية طاحنة بين المورلي والنوير وتقول الاخبار ان قبيلة المورلي أغارت على النوير واختطفت ستمائة طفل ونهبت الماشية ومات سبعمائة وخمسون فرداً وفي يناير هجم النوير على المورلي وقتلوا اربعمائة وخمسين شخصا ونهبوا «20» الف رأس من الماشية وفي يوم السبت 18 ابريل هجم المورلي على النوير وقتلوا ثلاثمائة ووجدت «177» جثة لان الموت في معظمه يكون حرقا او غرقا. فالاطفال والنساء والعجزة يدخلون الانهار فرارا من الموت ويغرقون 0على حسب التقديرات الرسمية فقد مات اكثر من الفي شخص (2000 ) في اقل من شهرين الامر الذي لم يحدث طوال الحرب الاهلية التي استمرت لعشرات السنين.
رحم الله موتانا وعافى مبتلانا بموية النار.

++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

المقال للكاتب الدكتور / عبد اللطيف البوني

مقال منقول من جريدة الرأي العام السودانية ــــ العدد رقم : ( 22662 )
السبت : 25 / ابريل / 2009 م الموافق 29 / ربيع الثاني / 1430 هـ

فعلا هذا الطريق لا يمر عام والا تجده قد ابتلع الآف الموتى واظن ان دكتور البوني قد ذكر السريحة استشهادا بذلك الحادث الشهير الذي شهد اكبر عدد للموتى من السريحة فى الحادثة الشهيرة لبص السيد على الذي كان يقل سيرة عرس وهي راجعة من الخرطوم فى عام 1992م وقد قتل فيها 24 من النساء والرجال والاطفال وكان معظم المتوفيين عوائل او اقارب بعض وهي حادثة شنيعة لا يمكن نسيانها عندما تم حفر مقابر جماعية للموتى وتم اتخاذ الجامع العتيق مكانا للعزاء للجميع
اللهم اغفر لموتى الحادث وادخلهم فسيح جناتك مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا

ظاهرة (كشح ) موية النار دى ظاهرة غريبة ودخيلة على المجتمع السودانى .الذى تربى على مكارم الاخلاق الصفح والغفران والمواجهة بدل استخدام هذا الاسلوب الجبان الحقير للانتقام ... واعتقد اننا تاثرنا كثيرا بالاحبة شمال الوادى لان هذه الظاهرة بدات عندهم + تاثير القنوات الفضائية التى دخلت على كل دار . والمهم يجب ان يكون هنالك قانون رادع لهذه الظاهرة الجبانة التى تشوه مظهر الانسان والذى كرمه الله سبحانه وتعالى على سائر المخلوقات ...
حفظكم الله من شر الفتن ماظهر منها وما بطن ....

ودمتـــم