الترابي ... مرة أخرى ...

بسم الله الرحمن الرحيم

مرة أخرى .. الترابي يثير البركة الهادئة .....

وجّه الدكتور حسن الترابي انتقادات جديدة وشديدة لواقع الفقه الإسلامي اليوم وكرر بعض آرائه التي سبق وأثارت عواصف من النقد والاتهامات لشخصه ولمنهجه في التفكير والاستنباط .. هذا النقد وجهه في الندوة التي أقامتها (رابطة كلية العلوم الرياضية) تحت عنوان: (الفقه الإسلامي بين التقليد والتجديد)، وزاد عليها انتقادات لاذعة وجهها للجهات المعنية بالافتاء في البلاد، وآراء جديدة عن إعدام الأستاذ محمود محمد طه في العهد المايوي.
الخبر قرأته في موقع صحيفة (الرأي العام) على شبكة الانترنت، قرأه معي (3008) متصفح، وهي من النسب العالية جدا التي صادفتها على عدد القراء لمادة واحدة في صحافتنا السودانية على الانترنت. وعلق عليه (33) متصفحا وطبع (46) مرة.
من علق على تصريحات الدكتور الترابي غالبيتهم الغالبة من السودان والسعودية، لكن هناك من كتب من الهند ومن كينيا ومن الإمارات. ومعظم من كتب من ذوي الثقافة العامة لكن بعضهم من حملة الدكتوراة.
أما المحتوى فمنهم من اتهم الترابي بأنه (مفلس) لأنه انتقد السلف، ومنهم من اتهمه بأنه (كذاب)، في موضوع محمود محمد طه، ومنهم من اتهمه بأنه (ضال) و(منافق)، ومنهم من اتهمه بأنه (وقح)، ومنهم من انتقد صحيفة (الرأي العام) ونبهها بأن الرجل الذي انتقد البخاري ومسلم لن يستغرب إن وجدته (بكرة) ينتقد الدين الاسلامي نفسه، أو ينتقد الصحابة.
ووصل القنوط ببعضهم كما قال أبو الحاشر : (يكون الصمت احيانا ابلغ من الكلام)، وقال سامي سعيد متحسرا : (ولسه في ناس بتسمع للراجل دا).
ومنهم من استشهد بقول داعية كويتي : (عدم وجود الترابى كان يخدم الاسلام أكثر من وجوده)، ومنهم من قال إن الترابي (يتفق مع محمود محمد طه إلى درجة التشابه في نقد الفقه التقليدي والمطالبة بفقه جديد،).
ومنهم من (إقترح ان تشكل لجنة لمراجعة ما صدر من الترابي من اقوال قبل وبعد اعتداء بدر الدين هاشم عليه بكندا) لأنه قد يكون محتاجا لعلاج.
ومنهم أزهري من السعودية الذي قال إن معظم من كتب في الموضوع (شتم) الترابي في شخصه ولم يتطرق للموضوع. وقال إنه ليس مع الترابي ولكنه ليس مع (التقليدية)، وطالب بالتجديد.
دكتور محمد خوجلي من الإمارات قال إنه يظن أن معظم من علقوا على تصريحات التربي لم يقرأوا صحيحي البخاري ومسلم، وحسن من السعودية رد بحماس : من أنتم يا من تنتقدون مثل الشيخ الترابي؟.
وبعـــد ..
مثل هذا النقاش يكون مفيداً أحياناً لسبب بسيط هو أنه يكشف ببساطة أن ليست هذه هي الطريقة التي يرد بها على الدكتور الترابي. ما كتب معظمه نوع من (فش الغل)، بينما الرد عليه يجب أن يتسم بالفكرية المدعومة بالعلم الغزير لأن الترابي عالم غزير العلم.

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++

المقال للكاتب / أحمد محمد شاموق

مقال منقول من جريدة الرأي العام السودانية ــــ العدد رقم : ( 22668 )
الجمعة: 1 / مايو / 2009 م الموافق 6 / جمادى الأولى / 1430 هـ