لو كيمياء الزمن

في السابق كانت الخلافات داخل الاسرة تحل بالنقاش والتفاكر واذا تعقدت الامور
يتدخل الحكماء من كبار العائلة ولهولاء مكانتهم ىولا احد يرد لهم طلب .
وحتي عندما تصل الخلافات المحاكم كنا نشاهد الجميع قبل جلسة المحكمة
يجلسون معا ويضحكون ويحلفون علي حق الشاي او المواصلات وكثيرا ما كانت تحل تلك
الخلافات بالتسوية حتي بعد ان تصل الي المحاكم .
كان الوضع كذلك لان النفوس كانت طيبة ولم تتلوث بفيروس الحقد والغل والكراهية .
كانت الخلافات لا تتجاوز كونها خلافات للحقوق او في وجهات نظر وعندما تتم تسوية
تلك الخلافات كانت النفوس صافية مثل حليب تلك الايام .
هكذا كانت سفينة الحياة تبحر في مياه التسامح دون ان تعترضها صخور الحقد الاعمي .
الان تبدل كل شئ واصبحت القلوب حالكة السواد وكل واحد منا يتربص بالاخر
ولا يسعد الا عندما يراه غارقا في وحل المصائب .. الفقير يحسد الغني والغني يحتقر
هذا الفقير والمريض يستكثر علي صاحب العافية تلك الصحة التي وهبها له المولي .
لا احد يبدو قانعا بما كتبه له المولي ولو كانو يفقهون لاستغفروا الله كثيرا علي ذلك الجحود
فلمذا اصبحنا لا نحفظ الجميل لنرده لمن قدمه لنا في الوقت المناسب ؟
لماذا ماتت فينا المرؤه والشهلمة والكبرياء ؟ لماذا اصبحنا عبيدا لثرواتنا وشهواتنا
ورغباتنا الدنيئة ؟
كل هذه الاسئلة تحتاج منا ان نضع كمية من الملح علنا نشعر بالالم فنفيق من غفوتنا .

اشكرا كثيرا يابن عمي علي هذا الاطراء الجميل وهمنا الاول ياخي هشام ان يعود الترابط لمجتمعاتنا
الصغيرة ونقف ذلك الزحف الصحراوي الذي يدفن قيمنا الحلوة وغدا نصير الي لا شئ وتبقي الذكري الحلوة
عبقا يفوح عبر الزمن ..