ابو التمامر في الجزائر

هذا الموضوع منقول من جريدة الراي العام
للكاتب جعفر عباس
بعنوان : ابو التمامر في الجزائر

لا أحسد مطربا او لاعب كرة قدم، لكونه يكسب في يوم واحد، ما لا يكسبه مهني أمضى 40 سنة في الدراسة والبحث في سنة كاملة، ولكن ما ان سمعت ان المغني المصري تامر حسني سيحيي حفلا في الجزائر نظير 32 مليون دولار، حتى صدرت عني ألفاظ سوقية جعلتني أخجل من نفسي، رغم أنه لم يكن هناك من يسمعني وأنا أرغي وأزبد! 32 مليون نظير عشر أغنيات؟ بلاش، قول 100 أغنية.. بكم «تطلع» الأغنية الواحدة؟ ولكن متعهد ومنظم الحفل بادر الى نفي ذلك الخبر الأغبر وقال ان المبلغ لن يدخل كله في جيب تامر بل يشمل تكاليف التنظيم والسفر والإقامة والضيافة والدعاية.. هذا كمن حمل المرود ليكحل عينه ف»طبزها» بطرف المرود الحاد فصار أعور! 32 مليون دولار تكفي لإنشاء عشر قنوات فضائية .. أو ثلاثمائة مركز صحي .. أو مصنع يوفر العمل ل5000 شخص .. ما يحيرني هو: لماذا يدفع أي شخص ولو نصف دولار لحضور حفل لأي مطرب طالما ان أغاني جميع المطربين متوفرة على هيئة أشرطة وأقراص مدمجة.. شخصيا أحب الموسيقى والغناء الجميل (بس بدون أورغن لأنه يسبب لي حساسية في الجيوب الأنفية)، ولكنني توقفت منذ سنوات عن شراء الأشرطة والأقراص! لماذا أضيع فلوسي عليها بينما بإمكاني تحميلها من الانترنت.

أعود الى تامر حسني وحفل الجزائر الذي كان في الأسبوع الأخير من ابريل المنصرم، فعند وصوله الى مطار الجزائر العاصمة تعرض المسكين لعدوان كاسح أدى إلى إصابته بكدمات وتقطيع ملابسه.. لم تعتقل الشرطة ايا من الذين اعتدوا على تامر ولم تنسب العملية لتنظيم إرهابي .. ففي حقيقة الأمر كان من اعتدى على تامر أبعد ما يكون عن الإرهاب.. كان بالمطار مئات الشرطة ولكن وبالمقابل كانت هناك آلاف الفتيات اللواتي قدمن من كل فج عميق لاستقبال «تَمُّوري».. ما ان هبط من الطائرة حتى اكتسحن الحواجز الأمنية وتبارين للمسه من باب التبرك.. أغمي على بعض الفتيات من فرط السعادة لأنهن نجحن في الحصول على قطع من قميص تامر،.. سيدة عجوز قالت إنها قدمت من مدينة بعيدة بعد أن أصرت بنتها على ان تكون في استقبال ابو التمامر، .. ونجا تامر بأعجوبة وحمد الله على أنه على الأقل استطاع الاحتفاظ بملابسه الداخلية.

قبل نحو عام قتل وجرح عشرات الأشخاص في تونس أثناء التدافع للمس فتاة نكرة كان كل إنجازها في الحياة الفوز في إحدى مسابقات الاستعباط لاختيار سوبر ستار، أي نجم النجوم العرب.. شخص يغني لأول مرة أمام الكاميرات ويؤدي أغنيات تخص مطربين معروفين: كيف يصبح بذلك نجم النجوم؟ كان العبط والخبل والهوس الجنوني بالمطربين حتى قبل سنوات قليلة، وقفاً على الغرب، ولكننا كقوم نستورد كل شيء، صرنا نستورد الزبالة والسلوك الزبالة المقرون بالهبالة.. عندما كنا صغارا كنا نجري وراء حمار «سيدي» للتبرك بعرقه (عرق الحمار) ولكننا كنا معذورين لأننا كنا من حيث الفهم ليس أفضل من الحمير، ولكن ما عذر أناس راشدين ويعيشون في المدن حيث يقال ان الناس يكونون «مفتحين ومصحصحين» في أن يتقاتلوا للمس مطرب او مغنية؟ هل هو انعدام القدوة؟ الخواء الثقافي والروحي؟ أم أنه العبط الوراثي الذي يجعل العرب لا يبكون من ملكهم الضائع سوى الأندلس بلد النبيذ والغزل اللذيذ؟

بو الجعافر ده يا شيخ رايح بعيد ليه كان يجي يشوف حفلته التى عملها فى نادي الضباط والتى حصل سعرها 750 الف جنيه هل تصدق من قبل شهر من الحفلة التذاكر خلصت وماذا حصل داخل المسرح انها اشياء لا تشبه السودانيين

لا نقول الا ( انا لله وانا اليه راجعون )
عدم الموضوعية ... الفراغ .... عدم وضوح هدف للحياة ... كلها تدفع بالانسان لاشياء غريبة على المجتمع ان لم تكن هي الغرابة ذاتها

اقتباس :

قبل نحو عام قتل وجرح عشرات الأشخاص في تونس أثناء التدافع للمس فتاة نكرة كان كل إنجازها في الحياة الفوز في إحدى مسابقات الاستعباط لاختيار سوبر ستار، أي نجم النجوم العرب.. شخص يغني لأول مرة أمام الكاميرات ويؤدي أغنيات تخص مطربين معروفين: كيف يصبح بذلك نجم النجوم؟ كان العبط والخبل والهوس الجنوني بالمطربين حتى قبل سنوات قليلة، وقفاً على الغرب، ولكننا كقوم نستورد كل شيء، صرنا نستورد الزبالة والسلوك الزبالة المقرون بالهبالة

اخي مهاجرحكى لي واحد طبيب من اصحابنا المصريين كان ماسك عيادة مطار القاهرة وقال كانت هناك زحمة واندفاع شديد لاستقبال بطل استار اكاديمي الاول وعلى ما اعتقد اسمه (محمد عطيه) وكل شباب جاء لاستقباله وتصادف هبوط طائرته مع طائرة كانت تقل العالم احمد زويل الحائز على جائزة نوبل فاستقبل بطل استار اكاديمي بالقبلات والدموع وبالمقابل كان د0احمد زويل يمر عبر صالة المطار ولا حتى واحد عبره او عرف من هذا ومرّ كمرور اي مسافر عادي
فشوف المفارقات

يقول الله تعالى (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا)

يقول الزمخشري : فإن قلتَ : كيف جعلو أضل من الأنعام
قلتُ : لأن الأنعام تنقاد لأربابها التي تعلفها وتتعهدها ، وتعرف من يحسن إليها ممن يسيء إليها ، وتطلب ما ينفعها ، وتجتنب ما يضرها ، وتهتدي لمراعيها ومشاربها ، وهؤلاء لا ينقادون لربهم ولا يعرفون إحسانه إليهم من إساءة الشيطان الذي هو عدوهم ، ولا يطلبون الثواب الذي هو أعظم المنافع ولا يتقون العقاب الذي هو أشد المضار والمهالك ، ولا يهتدون للحق .
اخى عبدالرحمن , تقول كنا معذورين لأننا كنا من حيث الفهم ليس أفضل من الحمير، وهؤلاء كما وصفهم الله تعالى اضل من البهيمة, والحمار ارقى منهم مكانة ومنزلة فلا سمع ولا عقل ولا سبيل
تحياتى

اخي بساطي
( فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ "(لرعد:17)
هؤلاء وامثالهم كالزبد سيذهبون ويبقى ما ينفع الناس فدولة الباطل ساعة ودولة الحق الى قيام الساعة
شيخ عبد الرحمن : لا يخلو مجتمعنا من بعض الشواذ خصوصا وقد تسربت الينا هذه العادات في السنوات الاخيرة نسال الله السلامة
ورد - هشام : لكم التحيات المباركات

الشباب ما قصروا يا أخ عبد الرحمن كفو ووفو ،،
ما خلو لينا حاجة نقوله،،
والله الدنيا بخير طالما فيها كل من كتب في الأعلى،،
لكم كل الحب،،
الأدمن : أحمد زويل ما بعرفوه الكتير من شباب الأيام ديه.
ورد : والله حريص على قراءة ردودك كلها لأنه مليئة بالفائدة فلك التحية.
مهاجر: التحيات المباركات لك و أتمنى أن تجدك على ما يرام (انا لم أعلق على البوست و لكنك جعلتني أزداد طرباً لأني واثق أنك حسبتني قد علقت عليه).
شيخ عبدالرحمن: انا خليتك في الآخر يعني تحلية،، والله دائماً مواضيعك مفيدة و هادفه لكن لا حياة لمن تنادي سيبقى الحال على ما هو عليه.