اصلاح ذات البين

((لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ))
رتب الإسلام أجورا عظيمة على الحلم وكظم الغيظ والعفو عن الناس، ووعد الله سبحانه وتعالى الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس جنةً عرضها السموات والأرض، وأُمر المعتدي برفع ظلمه، والرجوع عن خطئه، والاعتذار لمن وقع عليه اعتداؤه. قال رسـول الله صلى الله عليه وسلم (ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة إصلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هى الحالقة)).أي درجة الصيام النافلة وصدقة نافلة والصلاة النافلة (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ) ,
والإصلاح بين الناس معدود في الصدقات بقول النبي صلى الله عليه وسلم (كل سلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين الاثنين صدقة) رواه الشيخان. قال النووي رحمه الله تعالى (ومعنى تعدل بينهما تصلح بينهما بالعدل). في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( تفتح ابواب الجنة يوم الاتنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال: انظروا هذين حتى يصطلحا، انظروا هذين حتى يصطلحا، انظروا هذين حتى يصطلحا)رواه مسلم.

إن الإصلاح بين الناس عبادة عظيمة .. يحبها الله سبحانه وتعالى .فالمصلـح هو ذلك الذي يبذل جهده وماله ويبذل جاهه ليصلح بين المتخاصمين .قلبه من أحسن الناس قلوباً .. نفسه تحب الخير .. تشتاق إليه يبذل ماله .ووقته ويقع في حرج مع هـذا ومع الآخر ويحمل هموم إخوانه ليصلح بينهما ..

كم بيت كاد أن يتهدّم .. بسبب خلاف سهل بين الزوج وزوجه .. وكاد الطلاق .. فإذا بهذا المصلح بكلمة طيبة .. ونصيحة غالية .. ومال مبذول .. يعيد المياه إلى مجاريها .. ويصلح بينهما ..
كم من قطيعة كادت أن تكون بين أخوين .. أو صديقين .. أو قريبين .. بسبب زلة أو هفوة .. وإذا بهذا المصلح يرقّع خرق الفتنة ويصلح بينهما كم عصم الله بالمصلحين من دماء وأموال .. وفتن شيطانية .. كادت أن تشتعل لولا فضل الله ثم المصلحين ..

فهنيئـاً لمـن وفقـه الله للإصلاح بين متخاصمين أو زوجين أو جارين أو صديقين أو شريكين أو طائفتين .. هنيئاً له . هنيئاً له .ثم هنيئاً له

إن ديننا دين عظيم .. يتشوّف إلى الصلح .. ويسعى له .. وينادي إليه .. ويحبّب لعباده درجته .. فأخبر سبحانه أن الصلح خير قال تعالى " فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما والصلح خير "
قال أنس رضي الله عنه ( من أصلح بين اثنين أعطـاه الله بكل كلمة عتق رقبة ) .. وقال الأوزاعي : ما خطوة أحب إلى الله عز وجل من خطوة من إصلاح ذات البين ومن أصلح بين اثنين كتب الله له براءة من النار ..

ان الخلاف أمر طبيعي .. ولا يسلم منه أحد من البشر .. خيرة البشر حصل بينهم الخلاف فكيف بغيرهم !! فقد يكون بينك وبين أخيك .او أحد أقاربك أو صديقك شي من الخلاف فهذا أمر طبيعي فلا تنزعج له .. قال تعالى " ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك "فليس العيب الخلاف أو الخطأ .. ولكن العيب هو الاستمرار والاستسلام للأخطاء !!
فعلينا أن نتحرّر من ذلك بالصلح والمصافحة والمصالحة .. والتنازل والمحبة .. والأخوة حتى تعود المياه إلى مجاريها ..
هذه قصة رجل شوهد يبكي عند قبر .. فسألوه عنه قال : هذا قبر أخي .. فقالوا أدعُ الله له .فقال : فلما كان أخي حياً كنت في قطيعة معه في مدة تزيد على 10 سنوات .. لا أزوره ولا أسلم عليه.. وبعد الموت يأتي ويبكي على قبره .. وماذا ينفع البكـاء !!
يقول نبيك ( وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً ) .. فأنت إذا عفوت زادك لله عزا .
علينا إذا أتانا المصلح .. الذي يريد الإصلاح .. أن نفتح له أبوابنا ومن سعى إليه أخوه بالإصلاح فليقبل منه، وليعنه عليه، وليكن خير الخصمين، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام. فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم

قال الإمام الشافعي-رحمه الله-:
الناسُ بالناس ما دام الحياةُ بهم
والسعدُ لا شك تاراتٌ وهباتُ

وأفضلُ الناس ما بين الورى رجل
تُقضى على يده للناس حاجاتُ

لا تمنعنّ يدَ المعروفِ من أحدٍ
ما دمْتَ مقتدراً فالسعدُ تاراتُ

واشكرْ فضائلَ صنعِ اللهِ إذْ جعلت
إليك لا لك عند الناس حاجاتُ
[رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ]
اللهم هل ابلغت , اللهم فاشهد
واخر دعوانا إن الحمد للله رب العالمين

اخى المهاجر اختى زرقا , هيا نصلح ذات بيننا ونعيد المياه الى مجاريها , وخيركما الذى يبدا بالسلام , فهذا والله السبق السبق , وانا ابدؤكم بالسلام فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,
من الثانى ؟, من يسبق الى الخيرية ويتاسى برسول الله ؟ هيا ننسى ما كان ونتعاون فيما ياتى لعل الله ان يصلح مابين امة محمد عليه السلام