جريمة بشعة(قتل صديقه)

جريمة بشعة ضحيّتها صائغ شاب
الخرطوم: عبد الوهاب- ابتسام - حازم
الجريمة بشعة ونوعية، وأسوأ ما فيها الغدر أو غدر الصديق بصديقه، وليس صديقه فحسب بل زميله، وليس زميله وحسب بل رفيق دراسة يضاف إليها أنّه شريك عمل لا يفرّق بينه وبين ضحيته إلا النوم أحياناً
* البداية البشعة:
وتبدأ القصة الأسبوع الماضي عندما اختفى الشاب عمر بشير من مواليد 1976م منطقة ود شلعي بالنيل الأبيض خريج تجارة، ويعمل كالعديد من أهله صائغاً بالسوق العربي بـ«مجمع الذهب» كان البحث عن القتيل شاملاً وكاملاً لأنه ليس من عاداته الغياب عن المنزل، ومن المدهش أن صديق عمره «القاتل»، ويدعي أحمد الزين من منطقة الحلاويين كما أفادت المصادر كان يبحث مع الباحثين طيلة الأيام الماضية عن صديق عمره ..!
* الإشارة الأولى:
ويبدو أنّ الإشارة الأولى التي فتحت الطريق أمام التعرّف على كامل الجريمة البشعة جاءت من أحد التجار الصاغة بالحصاحيصا، التي ذهب إليها القاتل عقب فعلته البشعة، وباع الذهب المسروق من دكان القتيل، وبعدها توالت المعلومات ما بين الموبايل وتحرّيات المباحث لتكشف المعلومات الآتية :-
قام القاتل ليلة الجريمة باستدراج القتيل إلى شقة بمنطقة الكلاكلة وغدر به كما يبدو، ثمّ ارتكب أبشع ما يمكن أن يرتكبه الإنسان بحق إنسان بغضّ النظر عن أن يكون شقيقاً ورفيقاً وزميلاً.
* المباغتة والخيانة:
من قرائن الأحوال أن القاتل باغت القتيل وأودى بحياته على الفور، ثمّ وبدمٍ بارد بل وببشاعة متناهية قام بالقاء الرأس بجوار قمامة وتم اكتشافه بواسطة عمّال نظافة، ثم وزع بقية الأطراف على عدد من المناطق بما فيها منطقة بتري.
* اعتراف الجاني:
تمّ إلقاء القبض على الجاني واعترف بجريمته بل مثّلها، وكان أبرز ما اعترف به هو أنّه ذهب إلى متجر القتيل بمجمع الذهب فجر الجمعة الماضية، وفتح المتجر دون أن يعترضه أحد في ذلك الوقت المبكر، ودخل ونهب نحو 2 كيلو من الذهب تخص القتيل ومبلغ 9 ملايين جنيه، وبعدها تحرّك القاتل ليخدع كل الناس ويتظاهر بالقلق والحزن على صديقه لينتهي به الأمر في قبضة الشرطة بانتظار مصيره المحتوم.
* مسرح الحزن والألم.
وكان سوق الصاغة صباح أمس مسرحاً للحزن والدهشة، كما كان حشد الصاغة وأهل القتيل وأصدقائه كبيراً أمام المشرحة بالخرطوم في انتظار جمع أطراف القتيل، وتكفينها ودفنها لتشهد بأنّ الانسان من الممكن أن يتحوّل إلى شيطان.

اتصالان هاتفيان مع مدير شرطة ولاية الخرطوم ومدير المباحث الجنائية المركزية حول جريمة 2008م البشعة والغريبة

اتصالان كريمان مطولان أجريتهما مساء أمس مع الصديقين العزيزين الفريق شرطة محمد عثمان محمد نور مساعد المدير العام ومدير شرطة ولاية الخرطوم واللواء شرطة عابدين الطاهر مدير إدارة المباحث الجنائية المركزية حول الجريمة البشعة التي راح ضحيتها احد الشباب بطعنات غادرة من أحد أصدقائه والذي لم يكتف بقتل صديقه بل قام بتقطيع جثته على النحو الذي نورد تفاصيله في مادة اليوم وذلك بغرض دنيوي زائل وهو السرقة على النحو الذي سنورده أيضا في هذه المادة.
إفادات مدير المباحث الجنائية
اللواء شرطة عابدين الطاهر مدير المباحث الجنائية قال لي: وصل للشرطة بلاغ من مواطنين بالعثور على رأس آدمية داخل (برميل) للنفايات بالسوق المحلي بالخرطوم وتحرك رجال المباحث على الفور لجمع المعلومات وبدأنا في حصر المفقودين المبلغ عنهم بدوائر الشرطة وفي وقت وجيز تعرف أهل الشاب المفقود على (رأس) ابنهم المنفصل عن بقية الجثة وظللنا حتى الصباح نجمع المعلومات.

ويبدأ اللواء عابدين الطاهر رواية القصة من بدايتها ويقول: يوم السبت الماضي كان قد تم فتح بلاغ عن فقدان الشاب الراحل عمر بشير تبيدي وبدأنا على الفور في التحريات الأولية عن المرحوم وأصدقائه وتحركاته يوم اختفائه ولقد وضعنا المتهم بقتله وصديقه في موضع الاشتباه منذ البداية وتم استجوابه وأنكر في البداية بل ظل يبحث مع أهل المرحوم بإعتباره صديقه الحميم وعند العثور على (رأس) المرحوم وتعرف أهله عليه تم تكثيف البحث وتم استدعاء صديقه المشار إليه مرة أخرى حيث توفرت معلومات عن وجوده بمكان قريب من الحادث مساء الخميس عند الساعة التاسعة مساء كما أنه أجرى اتصالاً هاتفياً مع المرحوم لحظة إختفائه وأيضاً تمت مراجعة الاتصالات الهاتفية للمرحوم خلال تلك الليلة حتى الساعة الحادية عشرة مساء قبل خلوده للنوم وارتكاب الجريمة البشعة وقتله بعد ذلك.
ويضيف اللواء عابدين الطاهر: وبالاستجواب علمنا أن المكالمة التي أجراها المرحوم بعد الساعة الحادية عشرة مساء كانت من منطقة أركويت بالخرطوم مما أكد لنا وجوده بأركويت وبمواجهة المشتبه فيه أقر بوجود المتهم معه في تلك الليلة إلا أنه بدأ يدلي بإفادات بأن هناك شخصا آخر قام بقتل المرحوم وبمزيد من التحري وبمواجهته بما توفر من بينات أقرّ بأنه هو الذي قتل المرحوم بعد استدراجه بالشقة التي إستأجرها لهذا الغرض
حيث دبر وخطط ونفذ جريمته بعد أن إستدرج المرحوم للشقة حيث سدد له أربع طعنات قاتلة بعد خلوده للنوم ثم قام بعد ذلك بتقطيع جثته ثم حمله في أكثر من جوالين حيث بدأ في توزيع أجزاء وبقايا جثة المرحوم في أماكن متفرقة وقد أرشد عن جميع هذه المواقع وقامت الشرطة بتجميع كل هذه الأجزاء حتى إطمأنت على إكتمالها.
ويواصل اللواء شرطة عابدين إفاداته المثيرة قائلا: نؤكد أن هذا المجهود كان شرطياً خالصاً منذ العثور على (الرأس) بمكان النفايات بالسوق المحلي وإلى حين إعتراف المتهم وإرشاده عن مكان بقية أجزاء جثة المرحوم والذهب الذي قام بإخفائه بالكلاكلة في قطعة أرض يملكها وشيد عليها غرفتين لمرحلة السقف كما سبق أن حضر أحد الصاغة بالحصاحيصا وأكد أن المتهم قام ببيع (6) غوايش من الذهب المسروق إليه وأحضر الـ (6) غوايش وأكد أن المتهم هو الذي قام بعرضها وبيعها له.
وحول دوافع الجريمة يقول اللواء عابدين الطاهر: برر المتهم فعلته البشعة هذه وتفريقه لأجزاء جسم المرحوم معتقداً بأنه بفعلته هذه سيصعب من مهمة الوصول لمكان المرحوم وقام بإرسال رسالة لشقيق المرحوم بأنه غادر لإسرائيل ولن يعود مرة أخرى.
ويضيف اللواء عابدين: بعد إكتمال هذه الجريمة وعلى حسب إفادة المتهم قام بأخذ المفاتيح من جيب ملابس المرحوم ووصل لمتجره بسوق الذهب بالخرطوم حوالى الساعة السادسة صباح الجمعة الماضي وأخذ 2 كيلو ذهب مشغول ومبلغ (9) ملايين جنيه بالقديم نقداً.
وأختتم اللواء عابدين حديثه قائلا: ونحن ما زلنا نواصل التحريات للإطمئنان على صحة هذه الرواية والتأكد أكثر من مصداقيتها.
إفادات مدير شرطة ولاية الخرطوم
وقال الفريق شرطة محمد عثمان محمد نور مساعد المدير العام ومدير شرطة ولاية الخرطوم في ذات المنحي: البلاغ وصلنا بفقدان شخص منذ الجمعة وقمنا بتسجيل البلاع وأخذ أوصاف وملامح الشخص المختفي ولذلك بمجرد أن تم العثور على (الرأس البشري) داخل مكان للنفايات بالسوق المحلي بالخرطوم تم أخذه لقسم الميناء البري. وبدأنا عملاً مكثفا من خلال إدارة الجنايات بالولاية واتصلنا باللواء شرطة عابدين الطاهر مدير المباحث وشكلنا تيماً مشتركاً بدأ عملا فوريا ومضنياً للتحري حول علاقات المرحوم وأهله وأقاربه وأصدقائه خاصة أن المرحوم كان قد أخطر أهله هاتفياً بأنه لن يبيت في تلك الليلة - الخميس الماضي - بمنزله دون أن يحدد أين سيقضى ليلته الأخيرة تلك.
ويضيف الفريق محمد عثمان محمد نور: إضافة للرسالة التي أرسلت لأهل المرحوم بأنه توجه لإسرائيل ولن يعود وعثر عليها اثناء تفتيش شريحة (المتهم) كما لعبت قائمة المحادثات التي أجراها المرحوم ليلة إختفائه في تحديد مكانه بأركويت.
ويضيف الفريق محمد عثمان محمد نور: وكان المتهم في المرة الأولي قد إعترف بأنه اتصل بالمرحوم لكي يبيت معه في تلك الليلة وقال أنه لا يعرف شيئا عنه في اليوم التالي.
ويضيف مدير شرطة ولاية الخرطوم: وفي اليوم التالي للاختفاء قام أهله بفتح دكانه ووجدوا أن هناك كميات من الذهب المشغول قد سرقت.. وأيضا ومن المعلوم أن الصاغة دائما يتبادلون المعلومات وهناك صائغ ممتاز بالحصاحيصا ذهب إليه المتهم لبيع بعض المصوغات الذهبية ولقد شك في أمره وكان ذلك الموقف بمثابة رأس الخيط.
ويضيف الفريق محمد عثمان محمد نور: وهنا أحضر المتهم وتمت مواجهته بالمعلومات المتوفرة فإنهار وأعترف بإرتكابه للجريمة وأفاد بأنه إتصل بالمرحوم عند الساعة التاسعة صباحاً وكان قد خطط لإرتكاب جريمته قبل ثلاثة أيام وقام بتحضير أداة الجريمة (السكين) وقام بتأجير الشقة وبالفعل أغلق المرحوم متجره وذهب إليه بالشقة المشار إليها مساء الخميس وشاهدا التلفزيون معاً وتناولا وجبة عشاء (دجاج مشوى) أحضرت من أحد المطاعم المعروفة بشارع أفريقيا بالخرطوم وعند الساعة الحادية عشرة مساء قال المرحوم لصديقه المتهم أنه متعب ويريد أن يخلد للنوم وبالفعل توجه للسرير وعندما تأكد المتهم من نومه داهمه وسدد إليه أربع طعنات قاتلة فوجئ بها المرحوم وقال في إحداها للمتهم «يامحمد مالك».. وبعد أن توفى المرحوم قام المتهم وبنفس السكين بقطع اليدين أولاً ثم منطقة الحوض فالساقين حتى الركبتين ووضع الجزء المقطوع من الصدر والبطن وإحدى الأرجل في جوال ثم هبط من الشقة واستقل عربة اجرة أمجاد.. وقد سأله سائق العربة من باب حب الاستطلاع عن الجوال الذي يحمله فأفاده بأنه مسافر ونزل منه بالقرب من جامعة افريقيا العالمية حيث قام بإلغاء الجوال خلف مكاتب شركة دال للسيارات داخل مجرى.
وعاد بعد ذلك للشقة «بركشة» وقام أيضاً «بركشة ثانية» بحمل الجزء الثاني من الجثة ومن بينه الرأس الذي وضعه «ببرميل» النفايات بالسوق المحلي على حسب قوله لكي لايتم التعرف على الجثة.
وبعد ذلك عاد للشقة ونام فيها حتى الصباح وعند الساعة السادسة صباحاً ذهب للمتجر الذي يخص المرحوم بسوق الذهب بالخرطوم وفتحه بصورة عادية ولم يشك فيه أي حارس من الحراس وأخذ الذهب والمبلغ المالي ثم عاد للشقة مرة أخرى واخفى ملابس المرحوم وقام بإلقائها هي والسكين من فوق الشقة وتوجه عن طريق المواصلات العامة للحصاحيصا وقضى يومي الجمعة والسبت هناك ثم عاد يوم الأحد للخرطوم وبدأ يفتش عن المرحوم مع أهله ومن الغرائب أنه أثناء الصلوات في عمليات التفتيش كان يؤم المصلين ويقول لهم «نشيل الفاتحة لكي يجمع أخونا عمر» وكان قد قام بدفن بقية الذهب الذي سرقه وتبلغ قيمته قرابة المائة وعشرين مليون جنيه بالقديم وباقي المبلغ المتبقي من الذي سرقه داخل قطعة سكنية مملوكة له بمنطقة الكلاكة.
{ واختتم الفريق شرطة محمد عثمان محمد نور حديثه قائلا: لقد إهتمت الشرطة بهذا البلاغ لأنه من البلاغات الخطيرةوغير المألوفة خاصة أن المتهم صديق حميم للمرحوم لأكثر من 16 عاماً وزميل دارسة بكلية الإعلام بجامعة السودان وإرتكب جريمته بطريقة بشعة وغامضة وخطيرة وإستطاعت الشرطة بخبراتها المتراكمة والجهد الكبير الذي بذلته وتعاملها الحاسم مع كل البلاغات الغامضة الأخيرة أن تعزز ثقة المواطنين فيها وكان لهم دور كبير في التعاون معنا في هذه الحادثة البشعة ونؤكد أن الشرطة ستواصل عملها بذات النهج والمسؤولية ولن يفلت أي مجرم بإذن الله كما أكد المدير العام للشرطة للقائد الأعلى ورئيس الجمهورية في إحتفال عام عقب أحداث أم درمان أن الشرطة عازمة أن لاتقيد أبداً بلاغاً ضد مجهول.

لا حولة ولا قوة الا بالله معقولة الجريمة فى السودان وصلت لهذا الحد وكمان من اعز صديق لديه