ادباء بلادي

قراءات
فصيح اسماعيل حسن في ميزان النقد
بلادي انا ..بلاد ناساً مواريثن في اوّل شي
كتاب الله ،وخيل مشدود، وسيف مسنون حداهو درع
تقاقيباً تسرج الليل مع الحيران وشيخا في الخلاوي ورع
وكم نخلات تهبهب فوق جروف الساب
وبقرة حلوبة تتضرع وليها ضرع
وساقية تصحي الليل مع الفجراوي
يبكي الليل ويسكب في جداولو دمع
يخدر في بلادي سلام
خضرة شاربي موية النيل تزغرد في البوادي زرع وتتدفق مياه النيل علي الوديان، بياض الفضّة في وهج الهجير بيشع
اي انسياب في الشاعرية، واية لغة صافية حملها هذا الغناء وضمنها ذلك الشجو؟ وهكذا توج اسماعيل حسن 1929- 1982م شاعريته الفذة ليتربع علي عرش الغناء الرومانسيي في السودان في النصف الثاني من القرن العشرين وكانت دواوينه الشعرية باللغة العامية السودانية «ريحة التراب»« حد الزين»« يا سلام الحرف والوتر» من اميز التجارب الفنية واصدقها واعمقها حضورا في القلب واستدعاء في الذاكرة.
بدأ الشاعر اسماعيل حسن فضل السيد ابن القلعة الراقدة تحت اقدام كلنكاكول غنائيته المرهفة بالفصحي ضمن تجربته تلك ديواني «خواطر انسان»« وليالي الريف» وبدأ وقتها اسماعيل رومانسيا مجددا اشبه في رومانسيته وتجديده برومانسيي مصر المجددين في العصر الحديث محمود حسن اسماعيل وعلي محمود طه المهندس وابراهيم ناجي بيد ان التجاني يوسف بشير كان اصلب عودا واشد مراسا وأجل شأوا من كل اولئك
ولغة اسماعيل حسن في قصيدته الفصحي بسيطة اقرب الي السذاجة وان كانت في منتهي الرقة والشجو عذبة منتقاة وهي في تلقائيتها حميمة يقربها صدقها اللاذع الي قلوب الناس واحيانا الي عيونهم فالصور والاخيلة والمشاعر والايحاءات ماثلة لا ريب تجوّل- ان شئت- في افنية بيدره المهجور
بيتي الصغير كبيدر هجرته اسراب الطيور
لا لم تعد تأوي اليه مودعات في البكور
نشوى تغنّي للدنا لحنا تفجّره سرور
بيتي الصغير كبيدر هجرته اسراب الطيور
كانت هنا من قبل ان تمضي الليالي او تدور
كانت هنا حلم الليالي الغاليات مع الخدور
كانت هنا والبيت بيتا شامخا مثل القصور
بيتي الصغير كبيدر هجرته اسراب الطيور
كانت هنا كانت هناك اريجها عطر الزهور
كانت هناك كانت هناك كنسمة سبحت باودية البكور
كانت هنا يا بحّة النّاي الحزين موشدا طّي الشعور
يا نسمة قدسية في الكون قدّر ان تدور
كانت هنا واحسرتي كانت هنا كانت بدور
فتصوروا بيتي الحزين بيادرا هجرتها اسراب الطيور
وتصوروني شاعرا قد جفّ في اعماقه نبع الشعور
وتصوروا اني الجنين يموت في رحم البذور
وتخيلوني ارضكم ابت الحزينة ان تدور
انا هكذا احيا اذا غابت بدور
بيتي الصغير كبيدر هجرته اسراب الطيور
لعل الشاعر اسماعيل حسن تأثر في البيدر المهجور بكلمة الشابي:
كم من عهود عذبة في عدوة الوادي النضير
فضية الاسحار مهذبة الاصائل والبكور
وفي لحظة الضعف وهي لحظة اضعف ما يكون فيها الشاعر يمزج اسماعيل الرومانسية بالفلسفة مزج الماء بالخمر ليذكرنا فلسفة ابي ماضي وصدقه ورومانسيته وتجديده وانسانيته:
قد حرقنا في الهوي اعصابنا
وبذرنا في قلوب الناس حبا
وفتحنا بين صخر التيّه دربا
ومشينا ما كرهنا مشينا
يا حبيبي طالما انت معي
يتساوي الفقر عندي والغني
طلق المحيا ضحوكاً طيباً
ترسل البسمة من غير عنا
ذاتك النور مشعا يا حبيبي
قمري الوجه وضاح السنا
انت ذاتي كلما اتأملتها
رقص القلب حنانا ومني
ثم ذبنا وتلاشت ذاتنا
بعض منيّ انت بل انت انا
يا حبيبي طالما انت معي
يتساوي الفقر عندي والغني
ومثلما وقف الرومانسي الحزين الدكتور ابراهيم ناجي علي الاطلال فقد وقف سماعين يناجي عمره الذاوي مع شفق الغروب:
يا اصيل العمر مالي والهوى
جنّ ليلي وصباحي قد ذوى
طائر الاشجان في اشجارنا
رحمة الله عليه قد هوى
كأسنا ما عادت الكاس التي
جرعت قلبي حكايات الهوى
وروتني ظامئا يا ليتني
عدت للامس وقلبي ما ارتوى
هذه القطرات ثارت في دمي
اكلت عمري وحالي قد روى
قصة الامس التي احملها
بين جنبي حنينا وجوى
ويعود الطائر الصداح مع الربيع العائد والعود احمد
قد كبرنا يا حبيبي
والهوي لا زال طفلا
اسمر الطلعة وضاء
كقنديل المصلي
وصور الشاعر التي ينتخبها وتصاويره التي ترسمها يد الفن انيقة كما تشتهي الاناقة يجردها حينا عذراء في طهر البراءة:
يا رونق الحسن في احلي تصاويري
يا بحة الناي في اعماق تعبيري
النور والحب في عينيك قد سطعا
كالبحر مؤتلقا في قمة الطور
قلبي الكليم لقد ناجاك مرتعدا
فالخوف منك وحب فوق تقديري
وفي رمانسية المهجريين جبران وابي ماضي وميخائيل نعيمة وشاعر القطرين خليل مطران وفي عذوبة محمود حسن اسماعيل وناجي والملاح التائه وصلوات في هيكل الشابي ومع وشوشات الندي وهمسات الزهر في الفرع الرطيب يهمس شاعرنا الشفيف اسماعيل حسن الي حبيبته يلا حظ ان لغتة هنا ابعد من لغة الرومانسيين الكبار بشارة الخوري الاخطل الصغير وعمر ابي ريشة وبعيدة كل البعد عن لغة نزار قباني الفتي الدمشقي الذي امتلأت رئتاه بالشعر واشبه ابا الطيب المتنبي: ملأ الدنيا وشغل الناس
يهمس سماعين:
همسات الزهر في الفرع الرطيب
وغناء الطير في حضن الغروب
وانبلاج النور يضوي من دروبي
كلها حب ونجوي يا حبيبي
فاسمعيني اذ انادي واجيبي
وكفاك الهجر يكفيني شحوبي
وتعالي يا حياة القلب اوبي
كم تناجينا وكم عطّرت امسي
ورشفنا الحب في ليلات أنسي
وتصافينا وكاد الليل يمسي
وسكبت الطهر في خمري وكأسي
وتتردد اصداء صلوات في هيكل الحب لشاعر تونس الخضراء ابي القاسم الشابي وهو من رواد الرومانسية الحزينة المجددين في الوطن العربي في العقدين الثاني والثالث من القرن العشرين في همسة اسماعيل حسن:
فعديني يا ابنة النور فقد عذبت نفسي
وصليني فالدّنا ناحت وخطّ ا لهجر رمسي
وادركيني بين همي ونحيبي بين يأسي

نواصل

شكرا يا ايها الشيخ الرائع
( عندما تكون الكلمة نابعة من احساس مرهف و شعورصادقة ستعزف لحن الخلود على اوتار الذاكرة ) وستظل قريبا من مسامعنا كلما استدعتها خواطرنا
....و ( طابت لكم الحياة )

السلام عليكم اهلي واحبتي في الحقيقه لقد جذبتني مواضيعكم القيمه التي انما تدل على ان في بلدي ثقافه عاليه وافكار رائعه جدا على الرغم من ان ثقافتي السودانيه ضحله والدارجيه لا استطيع فهمها بسهوله فارجو معذرتي لاني نشات خارج الوطن الحبيب وارجو ان اجد المزيد وحقيقة اقدم جزيل شكري وتقديري للخال محمد والاخوان الشيخ عبدالرحمن وزاد الشجون المبتسم والاخ منتصر عجيب الذي اتحفنا بقصائده الجميله التي تنم عن انه يوجد لدينا في بلدي كنوز من العلم والادب والشعر كما احيي الاخ سوداني واقول له مرحبا بك في وسط اهلك وجميع الاعضاء من داخل وخارج السريحه . ودمتم لنا

Sheikh Abdul Rehman كتب:

والله اعطيك العافية يا محمد

بالجد ابدعتا وما قصرت

وبالجد ديل شعرنا البنعرفهم

مصيبتنا في اعلامنا الما قدر اوصلهم الى مصاف العالمية

وانا متكد ولو الاعلام قدر طلعهم للعالم الخارجي لوصلوا لما وصل اليه كل شعراء العرب المعروفين .

وزي ما بقولو صح لسانك

أولاً والله انا زعلان من نفسي إني آخر من قرأ البوست ده و ذاق حلاوته و روعته يا سلااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام،
انا ما حأتكلم في البوست لأنو الناس سبقوني و ردوا و أوفوا ،،
بس عندي تعليق على تعليق شيخ عبدالرحمن إنو شعراؤنا ما وصلوا العالمية منو القال كده منو؟
أنا في ليله مقمره كنت بسمع في راديو مونت كارلو و سمعت كلام سراني و جبر خاطري و زادني فخر إنو أنا سوداني
في برنامج أدبي بإذاعة مونت كرلو كانو بتكلموا عن أجمل بيت غزل في الشعر العربي و تخيل تخيل تخيل إنهم منحو اللقب ده لبيت شعر سوداني صرف (100%) و الله شعر راسي وقف لما سمعته الكلام ده في الرادي.
قالوا يا سيدي: إنو أجمل بيت غزل في الشعر العربي قيل حتى الان على الإطلاق هو
أنت السماء بدت لنا و أستعصمت بالبعد عنا
يالله يالله يالله و تقولوا لسه إحنا ما وصلنا للعالمية أكتر من كده في عالمية.

و لما الأستاذ كاظم الساهر يعلنها على التلفاز عندما سألته المذيعه: لمن يسمع كاظم الساهر؟
رد عليها: ليته عاش!.
قالت: من هو الذي ليته عاش؟
فقال: الأستاذ مصطفى سيد أحمد من بلدي الشقيق السودان.

كيف وصل مصطفى إلى هذه المكانه ؟
أكيد من خلال شعراء بلادنا..

ودمتم أحبتي..

يكفينا فخرا يا هشام اميرة الشعراء روضه الحاج التى جنت عليها قناة ابوظبي واسقطت منها صفة اميرة الشعراء هذه الشاعرة وبشهادة جميع من يتكلم لغة الضاد انها لا مثيل لها وقد اضاءت ليالي ابوظببي اياما واياما
ليتك تحكي يا اخي هشام عن هذا الموضوع لانك اكيد كنت قريب من الحدث

Admin كتب:

يكفينا فخرا يا هشام اميرة الشعراء روضه الحاج التى جنت عليها قناة ابوظبي واسقطت منها صفة اميرة الشعراء هذه الشاعرة وبشهادة جميع من يتكلم لغة الضاد انها لا مثيل لها وقد اضاءت ليالي ابوظببي اياما واياما
ليتك تحكي يا اخي هشام عن هذا الموضوع لانك اكيد كنت قريب من الحدث

هو الموضوع داير حكي ما واضح وضوح الشمس
ظلم الحسن و الحسين
والله كل الناس هنا بتقول كده معظم الجنسيات الأجنبيه يعني اللي ما إماراتية و متابعه الموضوع ده رأيها.

الأخ الشيخ عبد الرحمن التحية لك وانت تتحفنا بالمواضيع الرائعة والتي تسمو بنا في جو من الشجن الجميل ولك التحية علي السرد الرائع والسلوب الجميل والتحليل الدي جعلنا كاننا اول مرة نقرا فيها عن اديبنا اسماعيل حسن والحقيقة قبل قراءة موضوعك كنت اقترحت علي اسرة المنتدي تخصيص جانب للمشاركات الادبية والثقافية ورعاية الابداع الادبي والثقافي للاعضاء والزوار وكل المشاركين لتعميم الفائدة .
والان استطيع أن أقول لك أخي الشيخ لك التحية فقد سبقتني عملياً .