المدونة الطبيعيه

بقلم عبدالوهاب الامين احمد "ازرق"

خدمت نيران أخر أكوام عيدان القطن بعد حرقه وتشتت رماده قضي أيماً يملاء ليالي القرية باضاوئه وسحب دخانه تسد الهواء ... انتهي الموسم أوي الناس إلي المنازل .. توسد المزارعون السرائر طلب الراحة والاستدمام عناء عام زراعي مجهد تفرق الشباب بين الدكاكين كسراً للروتين وهرباً من البيوت الساخنة حيث لا توجد كهرباء تعين علي تخفيف حده الحر الشديد غير أدوات الهبابات اليدوية التي يتعامل بها الكبار والعجزة والنساء لتحريك الهواء الساكن .. هناك يقضون ساعات المقيل منتصف النهار والظهيرة في لعب الورق والضمنة ويتسامرون في أمور حصاد الموسم المنصرم ونتائجه من فلاح ونجاح ويتحدثون بروح الإعجاب والمنافسة عن الذين حققوا إنتاجيات عالية وكيفية الأعداد للموسم القادم وتلافي الأخطاء وتذليل الصعاب .. والصيف حل شمس حارة ترسل أشعتها الملتهبة منذ ساعات شروقها الباكر وتحيل الأرض رمضاء كلما تقدم النهار وتتعامد علي مدار الاستواء ... ينكتم الهواء فيكتم معه الأنفاس والحياة طرية.. ندية.. علي بداوتها.. وسذاجتها لا مراوح هواء ولا خدمات قوة تحمل عالية يدفع بها الناس مشقة الحياة وقسوتها صعاب لا تنتهي حد الصيف حركة الحياة تجد شوارع القرية في منتصف اليوم خالية الحركة تكاد تهرب خوف هذه القرية المهجورة إلا حين عودة الموظفون والعمال في أيام العطلات حيث تنقلهم البصات .. والبكاسى ، إلي قراهم عبر المسافات المترامية للسودان الواسع متحدين النهار الساخن ولفح السمائم متغلبين علي المشقة بالانس وتناول أخبار السياسة والكرة وأخبارهم الخاصة والعامة خلف جو من المرح الفرح .. ترتفع مغالطات .. وتحدث مفارقات ... ضجيج وضحكات ... ساعة من البهجة هكذا يدفعون لهيب الصيف ويطفئون حره أرتال من الغبار تندفع نحوهم وتكسن بين طيات ملابسهم وشعورهم ووجوههم .. ويقطع الصخب الجميل بوق العربة معلناً ومنبها عن وصول جماعة إلي قريتها فيحملون حقائبهم وأكياسهم مودعين علي أمل لقاء جديد وسعيد وترتفع الأيادي بالوداع ويتحرك البص.. سرعان ما يختفي خلف سحب الغبار التي أثارها ويتجول البص بين القري موزعاً ركابه في دورة حياة يومية يذهب صباحاً باكراً ويعود عن عصراً .. الحياة في الجزيرة الخضراء علي حافة العاصمة المثلثة الناغمة ... سعادة لا تري بعين السخط وعين الحبيب عن كل عيب تقض طرفها وينتهي المسير في القرية الميمونة ساعتها يكون في استقبالها الأطفال متهللون باسمون بعيون تبرق براءة وملاحة مستطلعين خيرات ، المدينة القادمة مع الآباء والأقرباء وتزداد حركة البيوت .. سلام وابتسام ضحك .. وكلام أفراح الأمهات وسعادة الزوجات ... بالقادمين المحبوبين وتنشط المطابخ وتفوح روائح الطبائخ ) وحول مائدة عامرة بالوداد يتسيدها الصغار بايدي تجوب بلا حساب نفوس سوية . وفطرة تقية تلتف الاسر بالهناء والشفاء . عند العصر ترن صافرة التمارين وتتحول الميادين الى متنفس كبير لهموم كثيرة .. لعب .. تصفيق .. صفير .. يختزلون كل الأحاسيس السالبة المركونة في الأعماق .. ترياقا للدم وتحركيا للعضلات لتنبض الحياة
ونواصل ..... .

حفظك الله يا ود الفكى الامين ووفق قلمك وانار بصيرتك وبارك تلك السجية التى بين جنبيك حيث انك تنقلنا بابداعك تارة الى وسط العتامير حيث الزروع وتارة الى حيث الضروع واخرى بساطة اهلنا فى فن التعامل مع قساوة الحياة ومرارتها ورغم ما بهم يتقاسمون خيرهم وشرهم وفى كل ذلك تراهم جماعات جماعات كانما لسان حالهم يقول
لوان خيرت الخلد فردا
لما اخترت بالخلد انفرادا
فلا هطلت على ولا بارضى
سحائب ليس تنتظم العبادا
بارك الله لنا فيهم اهلنا الطيبين وتقبل الله منا ومنهم والتحايا القلبية لك ولكل اهلنا رحما ومودة وفظكم الله ووفقكم وسدد خطاكم 0 ومشكور انت على هذه المشاركة التى ارجعتنا الى الذاكرة التى اوشكت ان تتاكل والسلام بشير ود النعيم ت 0545684657 الرياض
[]

عبدو أمين سَلِمَ يراعك .....أتحفتنا والله بالجد ومشتاقين جداً ولنا لقا عن قريب ، نحسب بالشهور والأيام من أجل أن نعيش هذه اللحظات التى تكلم عنها يراعك بكل حنية وشوق ووصف لا وصف بعده أحييك أيها العم الأخ الذى جمعت بين العمومة والأخوة لك الود حتى نعود إلى أرض السودان سالمين غانمين إنشاء الله .نحلم ونشتاق لتلك الأيام الجميلة التى عشناها تنقلاً مابين السريحة وأزرق و أرض البحر ،إلى الهدوء والبساطة والسماحة للتراب والطين والجروف والترع والحواشات لنسيم الفجر وصياح الديوك تعلن عن بزوغ فجر جديد من الحياة الأصيلة البسيطة المتجردة من الزيف والتكلف .
لله درك ....وكل سنة وجميع السودان بالف خير ودمتم.