مابين الغربه والقبض على الجمر

...السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..

مابين الغربه والقبض على الجمر ..

الغربه شئ فضيع ..وطعم مر ..وشعور موحش .. وسلسله من الاحزان التي لاتنتهي .. وهناك انواع كثيره للغربه ..منها غربه الاوطان ..وغربه المشاعر . وغربه الزمان ..وغربه الاحباب ..وغربه الدين ..فما اصعب غربه الدين والبعد عن الله ..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء) اخرجه الترميذي

حينما تكون انسانا غريبا بدينك ..لانك فقط تتطبق اوامر الله وتتبع منهج رسولك صلى الله عليه وسلم .. ..فكلنا نعلم ان الاسلام بدا غريبا ..ولكننا نجهل كيف يعود غريبا ..

وجاء في سنن الترمذي: ( ‏يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر(

أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أنه في آخر الزمان يقل الخير وأسبابه ، ويكثر الشر وأسبابه ، وعندما يكون كذلك يكون القابض على دينه كالقابض على الجمر ..ومن ذلك الذي يتحمل لهيب الجمر الا القله وهم المتمسكين بالاوامر الالهيه والاخلاق الفاضله والمبادى القيمه ...

وما أشبه هذا الزمن بذلك الوصف الذي ذكره صلى الله عليه وسلم ، فقد حارب اعداء الاسلام بمدأ الحريه والانفتاح مع ان الاسلام لم ينبذ ذلك ولكن وفق معايير معينه ..

فهجرنا القرآن ..تحت طائله لايوجد وقت ..

والله يقول على لسان نبيه محمد عليه افضل الصلوات واتم التسليم (يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا)

ونزع الحجاب.. تحت عنوان تخلف و حريه شخصيه ..

والله يقول (يأيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك ادنى ان يعرفن فلا يؤذين)

واطلقنا البصر والسمع على الفساد ..تحت مسمى الايمان بالقلب ..

والله يقول (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً(

تركنا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ..خوفا من لقب ارهاب ..

والله يقول (((كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ))

نشاهد في هذا الزمن دعايات للانحلال الاخلاقي ..وامواج متلاطمه من الفتن الظاهره والباطنه .. جمع الاموال بطرق غير شرعيه ..وانتهاز للفرص لتدمير الفضائل الراسخه .. وأعداء ظاهرون وباطنون ، يعملون سرا وعلنا للقضاء على الدين...واقبال فضيع على ملاذات الدنيا .. والزهد في العمل للاخره..

هنا فقط نجد مصداق هذا الحديثين في مابين الغربه والقبض على الجمر …

وفي ظل تلك التغيرات المخيفه ..لابد ان نتمسك بايماننا الصادق ..وان لانقنط من رحمه الله .. وان نبحث عن الاسباب ونقتلعها من جذورها ..وان لم يحصل ذلك ..فلنساهم بتخفيف هذه الاخطار وتقليلها ..وان لاتكون نظرتنا قاصره على الاسباب الظاهره فقط .. ونتيقن ان بعد العسر يسرا ..وان بعد الشده فرج ..

ولكن يبقى السؤال :هل نحن من الغرباء والقابضين على الجمر ؟
وهل ذقنا طعم هذه الغربه.. و.. احرقنا القبض على الجمر ..؟؟

منقول للفائدة العامة